كان القدر رحيما بالأهلى وبجماهيره فى مباراة القطن الكاميرونى، ولم يشأ أن «يكسر نفس الناس أكتر ما هى مكسورة»، فالفريق لم يقدم شيئا يستحق عليه الشكر أو الفوز أو التأهل.. يعنى لا لعب ولا روح ولا خطة ولا يحزنون!! كانت المباراة بل طعم ولا لون ولا رائحة.. فطعم الجماهير غائب عن المدرجات بفرمان عقابى من الاتحاد الإفريقى، ولون الأهلى فى فى الأداء كان باهتا وكئيبا، أما رائحة الفوز فلم نشمها إلا فى أول خمس دقائق فقط، بعدها أصبحت الريحة «مش ولا بد» طوال المباراة!! ماذا كان ينقص الأهلى لكى يحقق فوزا عريضا مريحا يسعد به عشاقه ومحبيه؟ الحقيقة أن الظروف المناسبة للفوز كانت كاملة من مجاميعه وعداها العيب وزيادة. فالفريق مكتمل الصفوف ولا ينقصه أى لاعب يمكن التحجج بغيابه.. نتيجة مباراة الذهاب فى صالحه لعبا ونتيجة.. الحافز موجود باعتبارها مباراة مصيرية للوصول إلى النهائى، أما المنافس ففريق بدائى عشوائى لا يملك من مهارات كرة القدم إلا مهارة الجرى والرمح فى الملعب و.. بس! يعنى بالبلدى «مستوية وطالبة الأكيلة». يبقى السبب إيه؟ تفتكروا وجود محمد يوسف فى المدرجات وليس على دكة البدلاء ممكن يعمل كل ده؟ ولا يمكن الحظ كان معاندنا والكورة مش ماشية معانا؟ أنا شخصيا ماياكلش معايا الكلام ده.. فالسبب واضح وصريح ألا وهو: التهاون والتراخى مع عدم احترام قدرات المنافس.. معلش استحملوا بواختى شوية لأنى مضطر أفكركم تانى بالمبارة سيئة الذكر «مش دى.. أيوووه هى دى».. لو راجعت سيناريو الأداء فى المباراتين ستجد أن أخطاء الأهلى أمام القطن لا تختلف كثيرا عن أخطاء المنتخب أمام غانا.. نفس التخبط والعشوائية فى الأداء ونفس الغياب الكامل لدور خط الوسط اللى لا بيحل ولا بيربط مع لخبطة وخضة فى الدفاع من كل كرة تقترب من مرماهم كأنها عفريت اللهم احفظنا.. والهجوم مكسوف موووت من الاقتراب من مرمى المنافس حتى لا يجرح مشاعر حارس المرمى!! أما المدير الفنى فمحرج من التدخل لإجراء تغييرات أو تعديل خططى لاحسن حد يزعل منه، فيكتفى بالوقوف على الحياد وعلى الخط مرددا النشيد الخالد «أحسن يا رجالة.. شدوا حيلكم». فيه إيه.. إيه اللى بيحصل ده.. إيه اللى أنا شايفه ده.. إيه الوحاشة دى!! جرى إيه يا كباتن هو كله كده نكد فى نكد.. مافيش ملاغية ولا إيه!! الكلام ده مش هينفع فى النهائى خالص.. فالمنافس هو أورلاندو الذى أقصى الترجى على ملعبه ووسط جمهوره، وقبلها فاز على الزمالك بتاعنا بأربعة أهداف فى جوهانسبرج، وأيضا على الأهلى بتاعنا برضه بثلاثة أهداف نظيفة فى الجونة «حتى لو كانت الظروف يومها صعبة لإقامة المباراة فى درجة حرارة عالية مع صيام لاعبينا». هذا الفريق هو أخطر فرق البطولة على الإطلاق، ولم يصل إلى النهائى اعتباطا أو بدون وجه حق.. فتنظيمه الدفاعى جيد وخط وسطه بيعرف يحل ويربط كويس وهجومه شغااااال.. وبيعرف يكسب بره وجوه.. من الآخر فريق مشكلة!! باقى نحو عشرة أيام فقط على مباراة الذهاب التى ستقام فى جنوب إفريقيا، وبعدها بأسبوعين تقريبا ستقام مباراة العودة فى مصر ولكن فين بالتحديد.. لسه مانعرفش! أعتقد أن المدة كافية لكى يستعيد الأهلى عافيته ويسترد صحته النفسية والبدنية بما يمتلك من لاعبين ذوى خبرات كبيرة فى مثل هذه المواقف الصعبة. أرجو وأتمنى وأبوس على رأس الجهاز الفنى للأهلى أن يتذكر دائما أن اللقب سيحسم فى مباراتين وليس فى مباراة واحدة.. يعنى الإعداد والخطة والتكتيك يجب أن يكون للمباراتين معا حتة واحدة، وبلاش والنبى شغل «إما ييجى وقتها يبقى يحلها ألف حلال». يا أهلى هانت وبانت.. كلها كام يوم!!