المملكة اعتقدت أنها ضمنت ولاء مصر لكن «تصويت الأممالمتحدة» يهدد بانهيار العلاقة قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة قبل نحو عامين ساعدت السعودية مصر في تجنب سيناريو الخراب الاقتصادي، مشيرة إلى أنها ضخت أكثر من 25 مليار دولار للاقتصاد المتعثر، الأمر الذي أظهر ضعف المساعدات الأمريكية. الصحيفة الأمريكية أضافت "السعوديون ربما قد اعتقدوا أنهم يشترون الولاء، لكن تصويت مصر في الشهر الماضي على القرار الروسي في الأممالمتحدة بشأن سوريا يهدد بانهيار علاقة السيسي مع الممول الأكثر أهمية لمصر". ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد فترة وجيزة من التصويت، غادر السفير السعودي القاهرة في زيارة لم تكن مقررة لمدة ثلاثة أيام إلى الرياض. كما أن شركة النفط السعودية المملوكة للدولة "أرامكو" أجلت توريد شحنات النفط الخاصة بشهر أكتوبر إلى مصر، وفي الأسبوع الماضي، سخر رئيس منظمة التعاون الإسلامي، أياد مدني، الذي قدم استقالته أمس، من حديث الرئيس السيسي عن التقشف. الصحيفة أشارت إلى أن اهتزاز التحالف بين الدولتين السنيتين الأكثر نفوذا يأتي وسط تصاعد التوتر الطائفي في المنطقة، كما أن الخسائر المحتملة لفقدان الدعم السعودي لا يمكن أن يأتي في لحظة أسوأ من هذه بالنسبة لمصر، التي يتحطم اقتصادها بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية، وانهيار السياحة ونقص الواردات. المملكة العربية السعودية تصارع في ظل الانخفاض العالمي في أسعار النفط، كما شهدت أيضا العديد من التقلبات في الممارسات السياسية العريقة، التي قام بها محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، وهو أيضا وزير الدفاع ورئيس المجلس الجديد الذي يشرف على شركة النفط المملوكة للدولة. "نيويورك تايمز" ذكرت أنه في ظل الأمير محمد بن سلمان، مرت المملكة العربية السعودية بفترة استعراض عضلات، إذ إنها تحاول تقديم نفسها كقوة إقليمية سنية، لا سيما في محاولة لمواجهة جمهورية إيران الشيعية. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن جزءا كبيرا من "العداء الأخير" بين مصر والسعودية يرتكز على الصراع الدموي في سوريا، الذي دخل عامه السادس، فالمملكة العربية السعودية تضغط منذ فترة طويلة للإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تدعمه إيران، في حين أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تدعم بشكل غير رسمي بقاء الرئيس السوري. ونقلت الصحيفة عن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قوله إنه لا يتوقع أن تؤدي الجولة الأخيرة من المناوشات إلى عواقب كبرى. وأكد السيد أن السعودية لن توقف تمويل حكومة السيسي، لأنها تحتاج إلى أن تمنع مصر من الانزلاق إلى الفوضى على الحدود السعودية. وأشار إلى الوديعة التي أعلنت عنها السعودية للبنك المركزي المصري بعد أيام فقط من وقف شحنة النفط الشهر الماضي. وأضاف الباحث "سوف تواصل المملكة التعاون لأنه يجب عليها ذلك، كل هذا ليس من المرجح أن يتسبب في التفكك، لكنه فقط يضيف توترا للعلاقات".