ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم السبت، أنه قبل حوالي عقد من الزمان، استخدم أحد الدبلوماسيين العرب تشبيه العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بالزواج الكاثوليكي الذي "لا طلاق فيه". غير أن الصحيفة رأت في سياق تحليل على موقعها الإلكتروني إنه يمكن أي يكون هناك انفصال ، وقالت: إنه مع بدء إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، المهمة الشاقة المتمثلة في تقييم أسرة آل سعود التي أعيد تشكيلها حديثا عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الجمعة ، فإن العلاقة بين الولاياتالمتحدة وحليفها العربي الأكثر أهمية دخلت مرحلة حاسمة تتسم بالاضطراب. وأضافت الصحيفة أن العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (79 عاما) يرث السياسات التي وضعها الأخ الأكثر حزما الراحل عبد الله بالاضافة إلى الاختلافات التي اتسمت بها العلاقات مع واشنطن خلال السنوات الأخيرة ، فضلا عن الاختلافات الكبيرة بين المسؤولين الأمريكيين والعائلة المالكة في السعودية بشأن القضايا من إيران إلى الربيع العربي ، ومن سوريا إلى القضايا الداخلية في المملكة العربية السعودية . وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العلاقات الوثيقة التي ترعرعت في السابق في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، أفسحت الطريق أمام شكاوى السعوديين حول رئيس أمريكي متحفظ نأى بنفسه عما يجب عليه أن يبذل فيه المزيد من الجهد للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وجهد أقل للاطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، ولا يزال السعوديون أيضا يشعرون بقلق عميق إزاء جهود الرئيس أوباما للتفاوض على اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن مدير برنامج الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية بواشنطن ، جون ألترمان، قوله " يعاني السعوديون من ضغوط شديدة للتفكير في أي دولة أو مجموعة من الدول يمكنها القيام بما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله. وفي الوقت نفسه ، يشعر السعوديون بالقلق ازاء تغير نوايا الولاياتالمتحدة في وقت لا يمتلكون فيه بديل أو حتى البنية اللازمة لإيجاد بديل". ورأت نيويورك تايمز أن المملكة العربية السعودية مع ذلك لا تزال تناور على تغيير الاقتصاد العالمي في مرحلة حاسمة من خلال إغراق أسواق النفط ، والحفاظ على ناتج النفط مرتفعا مما يساعد أوباما في عدد من الجبهات ، حيث أنه بخفض أسعار النفط ، منحت المملكة العربية السعودية ، أوباما دفعة قوية في الداخل (موطنه) ، كما ساعد السعوديون ، الرئيس أوباما في الخارج أيضا ، لأن انخفاض أسعار النفط يساعد في الضغط على ايران بسبب طموحاتها النووية ، وروسيا بشأن عدوانها في أوكرانيا ، ونتيجة لذلك، يتعامل مسؤولو إدارة أوباما بحذر أثناء تصفحهم الخلافة السعودية . ووفقا للصحيفة ، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أمس الجمعة إن "الرئيس (اوباما) يأمل بالتأكيد ... أن تستمر العلاقة القوية القائمة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بقيادة العاهل الجديد" ، وقالت إن السعوديين اعتمدوا منذ فترة طويلة على الولاياتالمتحدة باعتبارها مظلة العسكرية ، إلا أن هذه العلاقة توترت بعدما شعر الملك الراحل عبد الله أن اوباما يتجاهل المنطقة ، أو على أقل المخاوف السعودية. ووفقا لمذكرة دبلوماسية مسربة ، طالب الملك الراحل عبد الله في عام 2008، الولاياتالمتحدة بدراسة عمل عسكري ضد ايران ل "قطع رأس الأفعى"، وبات السعوديين ، الآن، يشعرون بالقلق إزاء صفقة أمريكية مع إيران ... وتستمتع المملكة العربية السعودية ، مثل إسرائيل ، بالانقسام بين الكونجرس والبيت الابيض بشأن فرض مزيد من العقوبات على ايران واحتمالية إحباط الاتفاقية ، حسبما أفادت الصحيفة. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في البيت الابيض قولهم إنهم على ثقة أن الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية ستواصلان العمل معا بشأن مجموعة من القضايا ، بما في ذلك مكافحة تنظيم داعش والرد على زعزعة الاستقرار في اليمن في الآونة الأخيرة ، وأن العلاقة بين واشنطن والرياض تحسنت في الأشهر الأخيرة ، جزئيا بسبب قرار أوباما شن ضربات جوية ضد تنظيم داعش ، ضمن حملة انضمت إليها المملكة العربية السعودية والتي ليس من المنطقي مطلقا أن يقف الملك الجديد ضدها.