تبدلت أحلام الشباب والتطلعات إلى غدٍ أفضل بعدما صدمهم واقع "أوراق الحكومة" في طريق البحث عن العمل بالإسكندرية، إذ بدأت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة ملاحقة أصحاب عربات الطاقة الشمسية على الكورنيش، بدعوى عدم استكمال التراخيص اللازمة. العصامي المتهم يروي لنا محمد محمود - حاصل على ليسانس آداب وأحد الحاصلين على المشروع – أنه كان سعيد عند شراء العربة من أجل العمل والكسب الحلال، مشيرا إلى أن الخطوات بدأت بالتقدم للمشروع عبر إحدى الشركات واستيفاء بعض الشروط منها سداد 6 آلاف جنيه بواقع 3000 عند التعاقد والباقى بعد الاستلام. وأضاف محمود في حديثه ل"التحرير" والدموع تنهمر من عينيه: "فوجئنا بقيام إدارة حى شرق بتهديدنا ورفع بعض العربات من الكورنيش ورفضت تواجدنا بحجة عدم وجود تراخيص للعمل.. ولا ندرى ماذا نفعل؟". وليد المعز - يملك عربة طاقة شمسية بمحطة الرمل - يشير إلى أن الشباب لم يتسملوا تراخيص العمل المطلوبة، مطالبا بعقد اجتماع ثلاثى يضم الشباب والشركة والمحافظة لحل الأزمة وديا. ويلتقط عماد محمد – مالك عربة – أطراف الحديث، مؤكدا أن المشروع جيد ونطالب باستمراره، لافتا إلى أن صحاب المحال والكافتيريات الكبرى على الكورنيش يساعدونهم بمنحهم المياه اللازمة لإعداد وطهى المشروبات والمأكولات وغسيل الأوانى. وتابع: "المحافظة فاجأتنا بعد مرور 3 شهور من المشروع بعدم التعامل مع الشركة مالكة المشروع إبان عهد المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية السابق"، مرجعا السبب فى ذلك إلى أن المشهد على الكورنيش سيئ بسبب انتشار العربات بعدد كبير. من جانبه كشف اللواء أحمد حجازى رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بمحافظة الإسكندرية أن الشركة المنفذة للمشروع تقدمت بخطتها فى عهد اللواء طارق مهدى المحافظ السابق وتم الاتفاق على توفير 180 عربة و30 أخرى بمنطقة القلعة مع تنظيم انتشارها حفاظا على المشهد العام، وذلك مقابل 6 آلاف جنيه ثمن إيجار العربة من كل شاب سنويا. وأضاف ل"التحرير" فوجئنا بمطالبة الشركة الشباب بدفع 5 آلاف سنويا مقابل السماح لهم بالوقوف على الرصيف، و2500 جنيه مقابل تجهيز العربة، فضلا عن مخالفة التصميم المتفق عليه للعربة إذ تم تصميم العربات بالأخشاب بدلا من الحديد الذي يحميها من التهالك السريع بفصل الشتاء وهو ما جعل إدارتى حى الجمرك وباب شرق تطالب بإزالتها لعدم تمكن الشركة من الحصول على التراخيص. الوشاية.. ياسر الأدهم - رئيس الشركة المنوط بها تنفيذ المشروع "الأدهم للاسثمار والتنمية" – بيّن صل الفكرة تعود إلى الرغبة فى استبدال مشاهد البلطجة على الكورنيش والسيطرة عليه بكراسٍ وإجبار المواطنين على شراء مبيعاتهم بأسعار مرتفعة وهو ما ظهر منذ ثورة يناير بسبب الحالة الأمنية، إلى تقديم مشروع حضارى عبارة عن عربة تعمل بالطاقة الشمسية ومجهزة بصورة جميلة تعيد المشهد الحضارى للكورنيش. واستكمل: "تقدمنا بالفكرة إلى هانى المسيرى المحافظ السابق آنذاك من خلال أطر قانونية مشترطين تقديم المشتركين شهادة صحية والحالة الجنائية وأرقام العربات لبحث أى شكوى للمواطنين لسهولة التوصل لمرتكب أى خطأ، لافتا إلى تقدم عدد خريجى الجامعات للحصول على عربة المشروع. وأضاف: "بالفعل تسلمنا 33 رخصة بحى شرق بينما كنا طالبنا الحصول على 50 ولم نحصل على أى رخصة بحى الجمرك، حيث فوجئنا بقيام موظفى الحى بملاحقة أصحاب العربات دون سبب رغم توقيع المحافظة وعمل نسخ بين المالك للعربة والشركة والمحافظة". وأردف ياسر أن شائعة قوية سرت مفادها أن الشركة تتحصل على 10 آلاف جنيه، مؤكدا أن العربة لها إيجار سنوى 6 آلاف جنيه سنويا لمدة ثلاث سنوات أى ما يعادل نحو 16 جنيه يوميا، و500 جنيه شهريا. ونوه عن توقيع بروتكول مع اللواء خالد فوزى رئيس حى الجمرك آنذاك لاستخراج التراخيص ولكن المهندس محمد عبدالظاهر أوقف الأمر بوشاية من بعض الموظفين بالأحياء، بحسب قوله.