تشهد شوارع العاصمة الفرنسية يومًا بعد آخر ارتفاعًا في عدد الخيم التي ينصبها اللاجئون بعد إغلاق مخيم "الغابة" في منطقة كاليه شمال فرنسا. وحسب "روسيا اليوم"، فإنَّه كاليه حي عشوائي أضحى رمزًا لأزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ فرنسا الحديث حيث استقبل أكثر من 6000 مهاجر في ظروف قاسية، في حين تقول منظمات حقوقية إنَّ عددهم أكثر من تسعة آلاف مهاجر. ومنذ إخلائه قبل نحو أسبوع، ارتفع بمقدار الثلث عدد خيم اللاجئين في شوارع باريس، حيث نصب هؤلاء "معظمهم أفارقة من السودان" مئات الخيام وافترشوا الأرض مستخدمين الورق المقوى للاحتماء من البرد على امتداد الشوارع الواسعة شمال شرق العاصمة الفرنسية. وقالت نائب رئيس بلدية باريس، المسؤولة عن قضايا الأمن كولومب بروسل إنَّ السلطات المحلية أحصت ما بين 40 إلى 50 خيمة جديدة أقيمت هناك في يومين، لافتةً إلى أنَّ إجمالي عدد الخيام الآن يتراوح بين 700 و750، أي يوجد نحو 2000 إلى 2500 مهاجر ينامون في المنطقة بعد أن كانوا 1500 مهاجر. وأضافت: "هذه ليست زيادة ضخمة في الأعداد لكن توجد زيادة واضحة، بعضهم يأتون من كاليه وآخرون من أماكن أخرى". في رحلة الانتقال التي فرضتها الحكومة الفرنسية على لاجئي كاليه للسكن في الأرياف الفرنسية، انقسم الشارع الفرنسي بين مؤيد للقرار وضرورة مواصلة مد يد العون إلى هؤلاء الأشخاص الذين وجدوا أنفسهم على طرق المنفى، في حين رأى آخرون أنَّ الأمر مجرد استنساخ لمشكلة مخيم كاليه. وأثارت طريقة فرنسا في معاملة الأطفال عند إعادة توطين آلاف المهاجرين حفيظة بريطانيا وأشعلت جدلًا بين لندنوباريس التي اعتبرت أنَّه كان من الأولى على المملكة المتحدة بدلًا من توجيه الانتقادات، أن تضطلع بمسؤولياتها وتأخذ هؤلاء القصر الذين يأملون بالنزوح إليها.