حرارة الاحتفال هذا العام بالذكرى الأربعين لنصر 6 أكتوبر هى تجديد للثقة فى النظام الجديد الذى فرضه عشرات الملايين من المصريين بإرادتهم الحرة وبإصرارهم وبدعم جيشهم لهم وللمد الثورى العظيم ل25 يناير 2011 فى 30 يونيو 2013. أيضا حرارة الاحتفالات كانت تجديد ثقة بقواتهم المسلحة وبشرطتهم بعد استردادها لعقيدتها الوطنية ولانتمائها، وفى قدرة المؤسستين على تحقيق الأمن والأمان لكل مصرى، لذلك خرج المصريون واحتفلوا هذا الأسبوع كما لم يحتفلوا فى سنوات طويلة سابقة.. كانوا يتحدون تهديدات الموت والدم وإنذارات الزحف على ميادين مصر والالتحام وقتال جموع المصريين، هذه التهديدات التى لم تتوقف الجماعة عن ترديدها وكتابتها على المواقع وعلى حوائط وجدران العاصمة وسائر مدن مصر لجعل 6 أكتوبر 2013 اليوم الأخير فى حياة ثورة 30 يونيو.. ويوم عودة رئيسهم الذى أسقطه المصريون بثورتهم. ومر يوم الذكرى، وليت استحضار معانيه يكون ممتدا بطول العام، مر وكما كان متوقعا رائعا فى احتفالاته الشعبية والفنية، رغم الدم الذى حرصت الجماعة على إهداره من الجانبين.. مر 6 أكتوبر وما عادت الجماعة إلى الحكم ولا ستعود بمشيئة الله إلا إذا استطاعوا قتل وذبح وسحل وإطلاق الأسلحة المتوفرة بين أيديهم وبعضها أسلحة حرب على عشرات الملايين من المصريين.. الأبشع فى الدراما الواقعية التى لا مثيل لها فى أعظم المآسى التى كتبها كبار الأدباء أن الجماعة تريد هذا الدم وتسعى إليه وتمارس أبشع أشكال العنف المسلح لتغرق فيه مصر، ويدفعون الملايين لجر مصر كلها إليه، ليتهم كان لهم فى إدارة الحكم قدرتهم على تحويل أنفسهم إلى ضحايا وعلى بيع وترويج الخداع والتضليل، رغم أن أغلب ما ارتكبوا من جرائم إهدار للدم واستخدام للسلاح مسجل بالصوت والصورة ويخضع لتحقيقات يجب أن يكون إعلان نتائجها عاجلا، علاوة على الاستخدام الآثم للآلة الجهنمية الإعلامية الدولية التى يستأجرونها لنشر هذا التضليل، فضلا عما تنشره صحفهم المحلية من مغالطات وتهييج وإثارة للفتنة دون مراجعات بالقانون وتفنيد بالحقائق. فى مجلة السياسة الخارجية الأمريكية لفتنى مقال بعنوان «فى أعماق العاصمة البريطانية يتوارى المقر السرى للإخوان المسلمين» كان أهم ما جاء فيه «الإشارة إلى حملات القمع المستمر للإخوان فى مصر مما دفعهم إلى العمل السرى تحت الأرض وتحول متطوعيهم لتنفيذ عملياتهم الإعلامية من مقرهم السرى بشمال لندن الذى أصبح الذراع الأكثر نشاطا للجماعة، حيث يقوم بالتنسيق مع كل مكاتب الجماعة فى مصر والولايات المتحدة وأوروبا، ويعمل المكتب الإعلامى على الدعوة إلى المظاهرات، حيث ينظم أسبوعيا فى لندن دعما للرئيس السابق مرسى فضلا عن نشر البيانات الصحفية وصياغة استراتيجيات جديدة بما فى ذلك تعيين أبرع المحامين البريطانيين لوضع العراقيل القانونية أمام الحكومة الجديدة فى مصر. وأيضا قيام الجماعة بالتعاقد مع أحد مكاتب المحاماة الشهيرة التى وصفت بفريق الأحلام المكون من محامين بريطانيين معروفين دوليا لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية فى محكمة الجنايات الدولية بتهمة قيام الجيش والحكومة المؤقتة بجرائم ضد الإنسانية، وذلك على خلفية أحداث رابعة وميدان النهضة، حيث لقى أكثر من 600 مواطن مصرعهم»! انتهى ما نقلتُه من نص المقال الذى يكشف وجها من أوجه إدارة التنظيم الدولى للتآمر على المصريين من خارج مصر ومن داخلها. إلى متى ستستمر حلقات الدم والتآمر والكر والفر وفرض الإرهاب والاقتتال والصراع بين المصريين، ثم الكذب والمراوغة والضلال وتجنيد مجتمع دولى مأجور دون مراجعة أو خجل أو وجل من ضمير أو شرف أو عقيدة؟! إلى أين سيصل جنون الانتقام من عشرات الملايين من المصريين الذين أسقطوا حكمهم؟! وإمعانا فى التحدى لم تكد الجماعة تنتهى مما أسقطته من جرحى وقتلى، مصداقا لكل مما أعلنت وهددت به، آخر الأرقام حتى كتابة هذه السطور 55 قتيلا و391 مصابا، بالإضافة إلى ما فشل من تخطيط للهجوم على القطارات ومحطات المترو واستهداف الجنود والضباط وهو ما أدى إلى استشهاد 9 وإصابة 48 بهجمات إرهابية. وكأن هذا الدم والموت لا يكفيهم! فقد سارعوا إلى الدعوة لغزو ميدان التحرير غدًا، الجمعة واستدعاء الطلبة لمواصلة النزول وتحويل ساحات الجامعات إلى ساحات معارك وقتال ومزيد من تظاهرات العنف التى تواصل شل وإيقاف الحياة تماما!! مصر القانون.. مصر إرادة الشعب الذى أسقط نظامين فى أقل من ثلاث سنوات، مصر التى تمتلئ بسدنة وسادة القانون الذين يستطيعون أن يقطعوا الألسنة ويكشفوا ويسقطوا أكاذيب وادعاءات فريق الأحلام المستأجر، ومن يستأجرونهم، أثق أنهم لن يستسلموا لمخططات التمكين الجديدة للجماعة.. ويجب على الفور إعلان نتائج التحقيقات ووثائق الإدانة لكل ما ارتكب بحق المصريين وأمنهم القومى وسلامة واستقلال بلدهم.. ثم المسارعة بالتجفيف الجاد لمنابع التمويل لهذا الإرهاب بتنفيذ أحكام المصادرة للأملاك والأموال التى تمول على الأقل داخليا هذه المخططات، وتشديد عقوبة حمل السلام إلى الإعدام.. والمسارعة بتطبيق حدود القانون على جميع الخارجين عليه قبل تنفيذ مخططهم لجر مصر كلها إلى اقتتال داخلى، فلا أظن أن المواطن الذى تهدد مصالحه وأمنه كل يوم وتوقف وتدمر مصادر رزقه وتعطل حياته.. قد تبقى لديه المزيد من أرصدة الصبر والاحتمال! التهاون والتراخى والتردد فى اتخاذ جميع إجراءات إيقاف مخططات ترويع وإرهاب وانتقام جماعة لكل ما تتوهم أنه يستعيد مصالحها وحقها حتى لو كان الثمن حاضر ومستقبل واستقرار واستقلال هذا الوطن أصبح خيانة ومشاركة آثمة فى مخططات التدمير والتخريب والتآمر الخافية والمعلنة.