بعد ما أعلن عدد كبير من أعضاء حزبه «شعب الحرية» مساندتهم حكومة إنريكو ليتا الائتلافية فى جلسة تصويت الثقة فى مجلس الشيوخ الإيطالى، أقر رئيس الوزراء الإيطالى السابق سلفيو برلسكونى بهزيمته أمس الأربعاء، معلنًا أنه سيدعم الحكومة الحالية. فى أثناء دخوله المجلس، بدا برلسكونى أقل عدوانية مقارنة بما كان عليه فى الأيام الأخيرة. وقبيل بدء الجلسة صرح لوكالات الأنباء الإيطالية ب«لنرى ماذا سيحدث، سنستمع إلى كلمة ليتا ثم نقرر بعدها». وفى خطوة غير متوقعة، أخذ برلسكونى الكلمة فى مجلس الشيوخ قبيل بدء التصويت، وقال: «إيطاليا تحتاج إلى حكومة يمكنها خلق إصلاحات هيكلية ومؤسسية تحتاجها البلد لتواكب الحداثة». مضيفا: «لقد قررنا منحها الثقة». شبكة إيه بى سى الأمريكية وصفت قرار برلسكونى ل«نكسة هائلة»، حيث تراجع عن موقفه الصارم الذى كان قد اتخذه ضد حكومة ليتا ومطالبته 5 وزراء تابعين لحزبه بتقديم استقالاتهم من الحكومة لإسقاطها. يقول السناتور روبرتو فورميجونى، أحد أعضاء حزب برلسكونى المتمردين على إجراءاته الأخيرة، إن نحو 25 نائبًا من حزب شعب الحرية وقعوا على دعمهم لرئيس الوزراء الحالى، وهو عدد كافٍ لفوز ليتا بثقة البرلمان الذى يبلغ أعضاؤه 321 نائبًا. لكن سيواجه رئيس الوزراء الإيطالى السابق تصويتًا حاسمًا آخر، حيث سيصوت نواب مجلس الشيوخ حول ما إذا كان سيتم تجريد برلسكونى من مقعده بالبرلمان بعد إدانته فى قضية تهرب ضريبى والحكم عليه ب4 سنوات. من جانبه تحدث ليتا فى كلمته أمام مجلس الشيوخ عن النجاحات التى حققتها حكومته، وأعلن عن أجندته لإنعاش اقتصاد إيطاليا وتقليل نسبة البطالة. وحذر أن النواب الإيطاليين يواجهون خطرًا فادحًا فى ما يتعلق بالخيارات والقرارات التى يتخذونها. وتابع ليتا: «امنحونا الثقة لتحقيق هذه الأهداف. امنحونا ثقتكم بحق كل ما تم إنجازه. تصويت الثقة ليس ضد أى شخص، لكنه من أجل إيطاليا والإيطاليين». كما لفت أن إيطاليا دولة تعتمد على حكم القانون، وأنه فى الدولة الديمقراطية يتم احترام الأحكام وتطبيقها، مع توفير حق الدفاع دون معاملة خاصة لصالح أفراد سواء كانوا نوابًا أو مواطنين أو ضدهم. يذكر أن حزب شعب الحرية بقيادة برلسكونى أصبح منقسمًا تمامًا منذ إدانته فى قضية التهرب الضريبى أغسطس الماضى. وأصيب الحزب بالفوضى بعد ما تحدى عديد من النواب ومن بينهم حليف برلسكونى المقرب أنجيلينو ألفانو، وأعلنوا دعمهم لليتا. هذا التحدى غير المسبوق لبرلسكونى من قبل حلفائه يعتبر مؤشرًا على تآكل نفوذه وتأثيره بعد عقدين من قيادته ليمين الوسط الإيطالى وكونه مركز المشهد السياسى الإيطالى.