هناك العديد من اللقطات في حياة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، والذي تحدث الناس عليها دائما، معبرين عن جراءته ورفضة لكل ما هو غير مقتنع به وما يتنافى مع الشريعة الإسلامية، وسنعرض في هذا التقرير أبرز المحطات اللافته للانتباه في حياة "الشعراوي". - موقفه من نكسة 1967 بينما خرجت مصر منهزمة من حرب 1976، وكانت القلوب تدمى على من فقدوا من جنود خلال تلك الحرب، قام الشعراوي بفعل فوجئ به الجميع، وهاجمه عليه البعض، حيث سجد شكرًا على الهزيمة، وعندما سئل في أحد الحوارات التليفزيونية قال: "لأنني فرحت أننا لم ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية وإلا أصبنا بفتنة في ديننا". - عبد الحليم حافظ بعد أن توفى الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في لندن، وصل جثمانه إلى القاهرة في الساعة الثالثة فجرًا، وكان من المقرر أن ينقل الجثمان إلى مستشفى المعادي، ومنه إلى مسجد عمر مكرم في الصباح، لكن الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي كان وزير الأوقاف في ذلك الوقت، أمر بفتح المسجد ليرقد فيه الجثمان طوال الليل ليحمل إلى مثواه الأخير في ال11 صباحًا.
- الحجاب وجيهان السادات عندما كان الشعراوي في منصب وزير الأوقاف في عهد الرئيس محمد أنور السادات، طلبت منه السيدة جيهان السادت حرم الرئيس، أن يلقي محاضرة على مجموعة من سيدات الروتاري في مصر الجديدة، فوافق الشعراوي على الفور، لكن اشترط أن يرتدين جميعهن الحجاب، فوافقت السيدة جيهان على ذلك. لكن عندما وصل الشعراوي إلى المكان وجدهن غير ذلك، فغادر القاعة غاضبا على الفور، وهو ما أثار أزمة بين الشعراوي والسادات بسبب هذا الموقف. - الأزهر لا يخرج كلابًا من أحد المواقف التي سجلت للشعراوي تأكيدا على جراءته وتمسكه بآرائه، هو اشتعال الأزمة بينه وبين الرئيس السادات، ففي أحد الأيام كان السادات يخطب تحت قبة مجلس الشعب، وهاجم الشيخ أحمد المحلاوي، والذي كان معروفا بمواقفه السياسية ضد السادات، وقال السادات آنذاك: "يتعرضلي أنا شخصيًا وعائلتي، شيخ أزهري واخد العالمية والمفروض إنه يعرف الدين الإسلامي وبعدين يدعي إنه داعية إسلامي، بتاريخ 23 يناير 1981 تحدث بعد الصلاة بأنه لا توجد سيادة قانون في مصر لأن القانون لا يحترم". وأضاف: "لقد هاجم المعاهدة واعتبر سيناء في حكم المحتلة لأنها ستكون منزوعة السلاح، وأنه من البنود السرية للمعاهدة يعني كذب.. إجرام.. سفالة… بذاءة". وتابع: "لما يقف راجل معمم ومن الأزهر الشريف علشان يقول بنود سرية، والله ما هرحمه بالقانون، ودية إيه بقى من ضمن الجماعات الإسلامية، يقولوله قول وما تخافش وهنقعدك على المنبر ولا توقفك الحكومة، أهو مرمي في السجن زي الكلب". وحينها بعث الشعراوي برقية إلى مكتب الرئاسة يرد فيها على ما قاله السادات، جاء فيها: "السيد الرئيس، أنور السادات، إنّ الأزهر الشريف لا يخرج كلابًا، ولكنه يخرج دعاة أفاضل وعلماء".
- احتفاؤه بنجاة «مبارك» تعتبر مقابلة الشعراوي مع الرئيس محمد حسني مبارك هي الأقودى والأكثر تعلقا بالأذهان، فبعد نجاة مبارك من حادثة اغتياله في أديس أبابا عام 1995، قال له الشعراوي :"إني يا سيادة الرئيس؛ أقف على عتبة دنياي، مستقبِلاً آخرتي، ومنتظرًا قضاء الله؛ فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عنتريتي باجتراء".. ثم جعل يتحدث عن الحُكْم، وكيف أن الإنسان ينبغي ألا يطلبه، وينبغي أن يُطلَب إليه؛ حتى يوفقه الله فيه. وفي النهاية قال قولته الشهيرة: "إذا كنتَ قدرَنا فليوفّقك الله، وإذا كنّا قدرَك فليُعِنْكَ الله علينا".