الشيخ أحمد عبد السلام المحلاوى، من الشيوخ الذين تكرَّرت أسماؤهم فى الصحف المصرية ووسائل الإعلام منذ بداية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل إنه نال نصيبًا من الخطابات الرئاسية، ففى 5 سبتمبر 1981 فى جلسة مجلسَى الشعب والشورى تحدث عنه الرئيس السادات، قائلًا "بيتعرّض لى أنا شخصيًّا وعائلتى، وبعدين فى صلاء الجمعة منح تسهيلات أمريكية لمصر، شيخ أزهرى واخد العالمية، والمفروض أنه يعرف الدين الإسلامى، وبعدين يدّعى أنه داعية إسلامى، بتاريخ 23 يناير 1981 تحدّث بعد الصلاة، بأنه لا توجد سيادة قانون فى مصر لأن القانون لا يُحترم، وجّه التحية للخمينى وشعب إيران لما وصفه بإزلال أمريكا خلال أزمة الرهائن، انتقد مجلس الشعب لأنه لا يعبّر عن إرادة الشعب، وزير الصحة أسرف فى استهلاك الدواء، مافيش ديمقراطية، مناهج التربية والتعليم غلط، بيهاجم المعاهدة وأنها تعتبر سيناء فى حكم المحتلة لأنها ستكون منزوعة السلاح وأنه من البنود السرية للمعاهدة، يعنى أى كذب.. إجرام.. سفالة.. بذاءة، كل ده مايوفّيش لأنه لما يقف رجل معمَّم ومن الأزهر الشريف علشان يقول بنود سرية وهى مش موجودة، والله ما هرحمه بالقانون، وديّت إيه بقى من ضمن الجماعات الإسلامية، يقولوله قول وماتخافش وهنقعدك ع المنبر ولا توقفك الحكومة، أهو مرمِى فى السجن زى الكلب". وتم اعتقال الشيخ المحلاوى بعد وقفه عن العمل فى 17 يونيو 1981، وتم محاكمته أمام جهتَين هما المدَّعِى العام الاشتراكى، إلى جانب نيابة أمن الدولة، وعلى الرغم من أن خصمه كان رئيس الجمهورية فإنه نال البراءة ثم سجن بعد ذلك فى أحداث سبتمبر، حيث حضرت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات لتفتتح جمعية خيرية تابعة لمسجد سيدى جابر، وتحدّث الشيخ عن عدم جواز كون السيدة حرم الرئيس متبرّجة وهى فى حرم المسجد، وعلى الرغم من عدم انتمائه إلى جماعة بعينها، فإنه كان يعشق اللعب فى المعترك السياسى وقد خاض انتخابات مجلس الشعب عام 1979 ولم ينجح فيها، وطالما كانت خطبه مثارًا للجدل ومثيرة لحفيظة جهاز أمن الدولة ضده، حيث تم وقفه من الخطابة بالمساجد عام 1996 ولم يخطب رسميًّا إلا فى 4 فبراير 2011، أى فى أثناء ثورة ال25 من يناير، وظل يخطب فى مسجد القائد إبراهيم حتى اليوم، لتكون خطبته ودعوته السياسية فى أثناء الخطبة لاختيار رأى بعينه فى الاستفتاء سببًا فى نشوب أحداث دموية يتساقط الجرحى بسببها بعد تدخل مريديه ومؤيدى الرئيس فى اشتباكات عنيفة مع المعارضين. ولد فى يوليو عام 1925م، وتخرج فى قسم القضاء الشرعى بكلية الشريعة جامعة الأزهر عام 1957، وتقلّد عدة مناصب، آخرها رئيس لجنة الدفاع عن المقدَّسات ورئيس جبهة علماء الإسكندرية، كما عمل إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف المصرية بمحافظة البحيرة، ثم انتقل إلى الإسكندرية وعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد سيدى جابر، ثم نقل ليعمل خطيبًا وإمامًا لمسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية. جدير بالذكر أنه تتلمذ على يديه شيوخ أصبحوا هم أيضًا مثيرين للجدل، مثل صفوت حجازى والشيخ عبد العزيز الرنتيسى والدكتور محمد إسماعيل المقدم.