شنت الأوساط الإعلامية والسياسية السعودية هجوما على مصر في ظل التوتر الناشب بين البلدين منذ تصويت القاهرة لصالح قرار روسي فرنسي بمجلس الأمن يتعلق بالأزمة السورية وحظر تحليق الطائرات فوق حلب، ما اعترضت عليه المملكة. حرب باردة مصرية سعودية وبعنوان "حرب باردة مصرية سعودية" عنون الكاتب السعودي علي العبدالله مقاله بصحيفة المدن السعودية، قائلاً: "جاء تصويت النظام المصري لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن تأكيدا لتمايزه عن النظام السعودي على خلفية تنافس مضمر بين النظامين على قيادة العالمين العربي والإسلامي". وأضاف: "شكل التطابق في الموقف من حكم الإخوان المسلمين في مصر فرصة لتعاون سياسي عبّر عن نفسه في اصطفاف مصري سعودي إماراتي أردني ضد الإخوان المسلمين وحلفائهم القطريين والأتراك، وخاصة ضد تركيا التي أدانت الانقلاب في مصر واحتضنت قادة الإخوان الذين فروا من مصر، كما تحركت إقليميًا ودوليًا لمحاصرته وتجريمه قانونيا وحقوقيا، اصطفاف تعمّد بدعم مالي ونفطي سعودي وإماراتي مقابل وضع ثقل مصر العربي والإقليمي خلف هذين النظامين". وقال: "لكن التعاون والدعم لم يغيرا في رؤى ومواقف أطراف الاصطفاف وتصور كل طرف فيه لدوره ومكانته، فالنظام المصري الذي يتحرك، في كل عهوده، في الفضاء العربي من منطلق كونه الأخ الأكبر لم يستطع تقبّل احتلال النظام السعودي موقع موجه لسياسات النظام الإقليمي العربي واستتباعه، من جهة، ولم ينجح في الخروج من أزمته المالية الخانقة، فيتحرر من ضغط الحاجة للدعم السعودي، من جهة ثانية". الكاتب: النظام المصري نزع رداءه الإسلامي ولفت إلى أن: "النظام المصري لم يكتف بالإعلان عن تباينه السياسي مع النظام السعودي بل ذهب إلى حد نزع الرداء الإسلامي عنه عبر مشاركة وفد ديني مصري رفيع المستوى مكون من أهم المرجعيات الإسلامية المصرية: شيخ الأزهر، مفتي مصر، مستشار الرئيس للشؤون الإسلامية، ومفتي مصر السابق، في مؤتمر غروزني، عاصمة الشيشان، الذي عقد تحت عنوان: "من هم أهل السنة والجماعة"، وخرج بنتيجة وضعت الوهابية، المذهب الرسمي السعودي، خارج التوجهات المشمولة بهذا الوصف". وجاء الرد السعودي -وفقا للكاتب- على الإعلانات المصرية عن التباين السياسي والديني بوقف توريد المشتقات النفطية إلى مصر، حيث أبلغت شركة "أرامكو" السعودية الحكومة المصرية بذلك منذ بداية الشهر الجاري؛ ما أثار مشكلة للأخيرة في ضوء حاجتها الماسة لهذه المشتقات لتشغيل المولدات الكهربائية وتغذية المنازل والمعامل باحتياجاتها منها. الريس: مصر متوهمة أنها قائدة العرب وتتعامل بلا مبدأ وبعنوان "التناقض المصري بين الغاية والوسيلة"، نشرت صحيفة الحياة السعودية مقالاً لكاتبها سعود الريس قال فيه إن "القاهرة ما زالت تعيش في وهم أنها قائدة العرب، مع أن كل ظروفها الحالية تعكس وضعاً غير ذلك تماماً فمصر المنهارة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لا تصلح مطلقًا لقيادة العرب"، مضيفا أن: "مصر مغيبة بالكامل عن مشاكل المنطقة وعن مشاكل أقرب الدول لها وليس لها دور يُذكر في قضايا العرب حاليًا". وأشار إلى أن "مصر منذ تولي السيسي المسئولية تتعامل مع عدد كبير من القضايا بدون مبدأ، وتضع نفسها في المنطقة الرمادية فلا قرار واضح ولا اتجاه محدد فهي تسير في اتجاه من سوف يؤدي لها المنفعة الخاصة وليس في اتجاه القضية العامة، كما أكد سعود الريس في مقاله المثير للجدل أن "مصر أتت بما هو جديد وغريب في عالم السياسة عندما صوتت في فترة وجيزة على مشروعين متناقضين تمامًا بخصوص الشأن السوري". أمير سعودي: سنلتزم الصمت كالكبار على مواقع التواصل الاجتماعي استعر الهجوم ضد مصر أيضا، وكتب الأمير خالد آل سعود "عانينا كثيرا من الإعلام المصري.. لذا سنلتزم الصمت كالكبار ونتجاهله". ووجه آل سعود، انتقادات مبطنة للقاهرة وإعلامها بسبب تهجمه المستمر على المملكة العربية السعودية؛ قائلا "عانينا كثيراً وكثيراً من إساءات الإعلام المصري الخاص على وجه التحديد، وسنظل مع قيادتنا في لزوم صمت الكبار بتجاهلها". العلكمي : مصر ستبقى ثقبا أسود وعبئا على المملكة بينما قال المحلل السعودي خالد العلكمي، إن "مصر ستبقى ثقبا أسودا وعبئا سياسيا علي المملكة السعودية، وأضاف على حسابه بموقع "تويتر" : "مع تمنياتي لمصر بالأمن والاستقرار.. إلا أنها ستبقى ثقب أسود وعبء سياسي علينا.. الاستثمار فيها والتعويل على مواقفهامثل بناء بيت رمل على الشاطئ". المحلل السعودي: شعبنا أولى بالرز وكان المحلل السعودي، قد أشار مؤخرا إلى أن "الشعب السعودي أولى بالدعم من مصر، قائلاً :"غاب عن البعض اني عارضت المساعدات في عهد مبارك و طنطاوي ومرسي.. ولم يكن موقفي يوماً مرتبطاً بالسيسي.. القضية مبدئية، شعبنا أولى برزّنا". ودخل على خط الهجوم الصحفي السعودي خالد الدخيل، كاشفا على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عما أسماه "الأسباب التي تجعل مصر تحاول جاهدة الحفاظ على بقاء بشار الأسد في حكم سوريا"؛ موضحا أن "سقوط بشار سوف يفتح الطريق أمام الإخوان للوصول للحكم في سوريا، مما سوف يؤدي إلى تقوية إخوان مصر وتحفيزهم". الدخيل: عصر القيادة الفردية انتهى والقاهرة تحتاج مساعدتنا وفي تغريدة أخرى، قال إن "القيادة العربية بالنسبة لمصر لم تعد تتحمل تكاليفها الباهظة، عصر القيادة الفردية قد انتهى ومصر في حاجة لمساعدات مالية من السعودية والكويت والإمارات لأجل مسافة السكة". صحيفة عكاظ: وقفنا مع المصريين ضد الإخوان وضخينا ثروات وفي مقال بعنوان "نقطة في بحر الألم المصري" قال الكاتب السعودي محمد العصيمي بصحيفة "عكاظ" إنه "إذا كانت بعض وسائل الإعلام في مصر ترى أن السياسة بلا مبادئ بالمطلق فهذا شأنها، فما نعرفه نحن في السعودية وفي دول الخليج أن وقفتنا مع أشقائنا في مصر، حين ادلهمت بهم خطوب الإخوان وتعاظمت المؤامرات الدولية على بلدهم، كانت وقفة صادقة؛ بل كانت وقفة ضحت بها دول الخليج بكثير من ثرواتها ومصالحها الدولية". وأضاف "لذلك لا يجب أن يستكثر المصريون تعبير مندوب المملكة الدائم في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي عن الألم الذي شعرنا به حين صوت مندوب مصر لمشروع القرار الروسي المضاد لموقفنا، ربما كان الخليجيون سيتفهمون بقاء مصر على الحياد والامتناع عن التصويت على هذا". العصيمي: هل أقطع من لحمي من أجلك وأفاجأ أنك لست معي وقال "ليس صحيحا ولا مقبولا، أيا كانت قوة وسلاطة ألسنة بعض الإعلاميين المصريين، أن أقف معك في شدتك وأُقطع من لحمي في سبيل سلامة بلدك وأخذها بعيداً عن الأزمات الماحقة ثم أفاجأ بأنك لست معي في شدتي ولا تعينني لدفع هذه الشدة". وختم قائلا "مصر قوة عربية يعول عليها كثيرا في هذه الدول، لكن إذا اختارت أن تكون في مسار آخر وتحالفات مضادة للموقف الخليجي من الوضع السوري والتهديدات الإيرانية فهي تختار أن تتخلى عن حلفائها السعوديين والخليجيين ولا أحد يستطيع أن يجبرها على البقاء معهم. لكن، أيضا، لا أحد يستطيع أن يلوم السعوديين والخليجيين إذا تخلوا عن مصر وعملوا على بناء تحالفات أخرى من أجل الحفاظ على سلامة بلدانهم وشعوبهم". كاتب سعودي: وقف البترول عن مصر استفاقة كما علق الكاتب السعودي، عبد الرحمن سعود على وقف إمداد شركة أرامكو الحكومية السعودية، للهيئة العامة للبترول المصرية، بالمواد البترولية. وقال في تغريدة عبر حسابه ب"تويتر": "استفاقة النخب السياسية والثقافية في الوقت الضائع أقل ألما من خسارة مليارات الريالات التي كان أبناء الوطن بحاجتها، إيقاف إمداد مصربالنفط".