توجه صباح اليوم، الاحد، اكثر من 60 مليون ناخب المانى الى مراكز الاقتراع لاختيار 598 نائب فى الانتخابات البرلمانية الثامنة عشر نصفهم بالنظام الفردى والنصف الاخر عن طريق القائمة الحزبية المغلقة التى يتنافس فيها مرشحى 7 احزاب سياسية. واجمعت اخر استطلاعات الرأى أن الحزب الديمقراطي المسيحي، حزب المستشارة أنجيلا ميركيل المحبوبة شعبيا سيأتى فى المرتبة الاولى متقدما بنحو 13 نقطة على الحزب الديمقراطي الاشتراكي ثاني أكبر أحزاب البلاد.. و لكن شريك حزبها في الائتلاف الحكومى الحالي وهو حزب الديمقراطيون الأحرار، قد لا يتجاوز عتبة اصوات ال 5 % اللازمة قانونا كحد أدنى لدخول البرلمان..بعد ان حصد على 14.6 في المئة في انتخابات عام 2009. غير ان هذه الاستطلاعات تؤكد ايضا ان حزب ميركل لن يفوز باغلبية برلمانية كبيرة تؤهله بتشكيل الحكومة منفردا وستحتاج المستشارة الحالية التى تسعى للفوز والبقاء لولاية ثالثة على رأس أكبر اقتصاد في أوروبا حتى عام 2017 .. الى تشكيل ائتلاف حكومى جديد مع خصومها من السياسيين فى الاحزاب الاخرى كالحزب الديمقراطي الاشتراكي المنافس اذا لم يصوت جزء من ناخبى الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم فى انتخابات القائمة لصالح حزب الديمقراطيون الأحرار حتى يستمر التحالف الحاكم فى البلاد. وإذا لم يتم هذا السناريو فى اللحظات الاخيرة فلن يحقق حزب الديمقراطيون الأحرار نتائج أفضل في الانتخابات ..مما قد يضطر ميركل لقبول التحالف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنافس والذي اشتركت معه في حكم البلاد فيما بين عامي 2005 و2009. وكانت ميركيل قد اختتمت حملته الانتخابية فى مؤتمر بالعاصمة برلين ناشدت فية الناخبين بالتصويت لحزبها حتى تتمكن من الاستمرار لمدة 4 سنوات قادمةواستعرضت انجازات حكومتها حتى الآن فقالت انها خلقت المزيد من فرص العمل واصبح وضع اليورو أكثر استقرارا، وكذلك أصبحت أوروبا بشكل عاما أكثر استقرارا وأعباء ألمانيا من الديون أقل. وفي المقابل و بتجمع انتخابي آخر قال بير ستاينبروك زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنافس إنه لا يريد أن تتورط بلاده في أي عمل عسكري في سوريا، لكنه لا يمانع باضطلاعها بمهام حفظ سلام. ومن جانبه انتقد زعيم «حزب الخضر» يورغين تريتين الذى سيلعب حزبه دورا بارزا في المعارضة بالبوندستاج المقبل ميركل بشده وادائها خلال الفترة الماضية، وتطرق الى رفع قيمة الضريبة المضافة بنسبة 3 في المئة، على الرغم من تعهد الحزب الديمقراطي المسيحي في حملته الانتخابية الأخيرة بعدم رفعها. وتراقب دول الاتحاد الاوروبى هذه باهمية بسبب دور ألمانيا الحاسم اقتصاديا وسياسيا على الساحة الاوروبية ومن منطلق ان ألمانيا تحتل أكبر عدد سكان بين دول الاتحاد، ويعد معدل الناتج المحلي هو الأعلى بين شركائها لذلك فدورها حاسم في معالجة أزمة الديون في الاتحاد الأوروبي. تجدر الاشارة انه لكل ناخب المانى صوتين .. الصوت الأول يتم من خلاله انتخاب مرشح الدائرة وفق النظام الفردى. أما الصوت الثاني، فهو الذي يحدد نسبة دخول الأحزاب إلى البوندستاغ..و المرشح الذي يحصل على النسبة الأكبر من الصوت الأول، يعتبر ناجحا، بغض النظر عن النتيجة النهائية التي يحققها حزبه. .ومن خلال هذه المقاعد المباشرة يتم التأكد من تمثيل كافة المناطق الألمانية في البوندستاغ. بينما يكون الصوت الثاني مهما لتحديد أية كتلة نيابية ستكون صاحبة الغالبية في البوندستاغ، وبالتالي سوف تختار المستشار الاتحادي. ونصف أعضاء البوندستاغ البالغ عددهم الإجمالي 598 عضوا هم السياسيون، الذين يحصلون على غالبية الأصوات الأولى في الدوائر الانتخابية، بينما يدخل النصف الآخر من الأعضاء إلى البوندستاغ، من خلال لوائح الأحزاب للولايات. لوائح الولايات هذه، يتم وضعها من قِبَل الأحزاب المشاركة قَبلَ الانتخابات..فمثلا حزب يختار اسماء قائمته باعطاء اولوية للتمثيل النقابى اوللمرأة وللمهاجرين او تنوع فى تمثيل المذاهب الدينية. يذكر ان دخول الاحزاب للبرلمان الالماني يتطلب وفقا للقانون الانتخابي حصول الاحزاب على نسبة خمسة في المئة على الاقل من اصوات الناخبين من اجل النجاح في دخول البرلمان.