شهد القطاع المصرفي المصري تغير كبير خلال سنوات ما بعد الثورة، ولا تزال تلك التغيرات مستمرة - آخرها تشكيل لجنة لبيع بنك القاهرة تتكون من (البنك المركزي وبنك مصر وشركة مصر للاستشارات المالية وبنك القاهرة ووزارة المالية)، وذلك في إطار تصريحات رئيس البنك المركزي طارق عامر في مارس عن قرار حكومي لبيع حصص في بنوك كبرى مثل بيع 20% من أسهم بنك القاهرة، وبيع 40% من أسهم البنك العربي الأفريقي الدولي، وبيع المصرف المتحد بالكامل لمستثمر استراتيجي. الاتجاه الذي اتخذته الدولة مؤخرًا لبيع حصص تملكها في عدة بنوك، سبقها فيه مجموعة من البنوك الأوربية ببيع حصصها ووحداتها بالكامل في السوق المصري، وهي البنوك الأوربية التي بيعت غالبيتها لبنوك خليجية ومغربية آخرها منذ أيام بنك باركليز.. ونعرض في السطور التالية تفاصيل الصفقات التي تمت لتخارج البنوك الأوربية داخل السوق المصري. "قطر الوطني يستحوذ على سوسيتيه جنرال" البداية في ديسمبر 2012 عندما قام البنك الأهلي سوسيتيه جنرال – مصر بتوقيع اتفاق نهائي يقضي باستحواذ مصرف قطر الوطني على حصة بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي بالكامل والبالغة 77.17% في أسهم البنك الأهلي سوسيتيه جنرال – مصر، وقام المصرف القطري بدفع مقابل شراء 100% من من أسهم البنك الأهلي سوسيتيه جنرال – مصر 2.558 مليار دولار. وبلغت قيمة إجمالي أصول البنك الأهلي سوسيتيه جنرال بنهاية سبتمبر 2011 قبل الشراء نحو 63.3 مليار جنيه، وبإجمالي ودائع بلغ 51.5 مليار جنيه، ووصل إجمالي القروض إلى 36.1 مليار جنيه، فيما بلغ صافي دخل البنك الأهلي سوسيتيه جنرال – مصر خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2012 مبلغ 1.175 مليار جنيه، مرتفعة بنسبة 8% عن نفس الفترة من عام 2011، وكان وقتها يتمتع بمركز سيولة قوي، مستفيدًا من بقاء نسبة القروض إلى الودائع أقل من 100% لكافة العملات، حيث بلغت نسبة القروض إلى الودائع 70% في 30 سبتمبر 2102. "الإماراتدبي يشتري (بي إن بي باريبا)" في نفس الشهر ديسمبر 2012 أعلن بنك "الإماراتدبي الوطني" أكبر بنك في إمارة دبيالإماراتية عن صفقة شراء الوحدة المصرفية لبنك "بي إن بي باريبا" الفرنسي في مصر، ووصلت قيمة الصفقة حسبما أعلن البنك الإماراتي نحو 500 مليون دولار مقابل الاستحواذ على 100 % من أسهم بنك "بي إن بي باريبا مصر"، وتلك القيمة تمثل 1.8 مضاعف القيمة الدفترية للبنك في نهاية سبتمبر 2012. وأعلن "بي إن بي باريبا" أسباب بيعه وحدته بالسوق المصرية من أجل تعزيز قاعدته الرأسمالية والخروج من أنشطة غير رئيسية، وسط مشاكل تعانيها البنوك الأوروبية التي اتجهت إلى تقليص أنشطتها في بعض الدول. "العربي الأفريقي يستحوذ على سكوشيا الكندي" مارس 2015 وقَّع البنك العربي الأفريقي الدولي، العقد النهائي لصفقة استحواذه على محفظة قروض وودائع واعتمادات بنك سكوشيا الكندي في مصر، بقيمة مليار جنيه "نحو 120 مليون دولار"، وقام البنك العربي الأفريقي بضم العاملين بالبنك الكندي، كما سيقوم بخدمة عملائه على مستوى الأفراد والشركات، من خلال المقر الحالي التابع لهم في مصر وفروع العربي الأفريقي. "CIB يستحوذ على سيتي بنك" في يونيو 2015 وافق البنك المركزي المصري، على قيام البنك التجاري الدولي بالاستحواذ على محفظة التجزئة المصرفية الخاصة بسيتى بنك – مصر، وأشار البنك التجاري الدولي، إلى أنه بصدد اتخاذ الإجراءات التنفيذية لعملية الدمج، بعدما أعلن في وقت سابق أن قيمة صفقة استحواذه على محفظة "سيتى بنك" للتجزئة المصرفية، تبلغ 140 مليون دولار من الأصول و190 مليون دولار من الودائع وقرابة 100 ألف حساب. وبإتمام صفقة الاستحواذ انتقل نحو 822 موظف وثمانية فروع وشبكة الصرافات الآلية الخاصة بسيتى بنك في مصر إلى العمل تحت مظلته، ويبلغ رأس مال البنك المُصدر 9.08 مليار جنيه، مُقسمًا على 908 ملايين سهم، بقيمة إسمية 10 جنيهات للسهم الواحد. "الأهلي الكويتي يشتري بيريوس" في أغسطس 2015 وافقت الهيئة العامة للرقابة المالية على طلب البنك الأهلي الكويتي للاستحواذ على حصة بنسبة 98.5% من رأسمال بنك "بيريوس- مصر"، وذلك مقابل نحو 150 مليون دولار، ويمثل "بيريوس مصر" نحو 10% إلى 12%، تعادل مليار دولار من أصول البنك الكويتي البالغة نحو 13 مليار دولار. "وفا بنك المغربي بديلاً لباركليز الإنجليزي" الثلاثاء الماضي أعلن البنك المغربي التجاري "وفا بنك" استحواذه على 100% من حصص بنك باركليز مصر، وبالتالي الاتفاق على بيع كل رأسمال البنك الموجود في مصر إلى المجموعة البنكية المغربية، شرط الحصول على موافقة البنك المركزي المصري والبنك المركزي المغربي والسلطات الوصية في البلدين، وفق اتفاقية وُقعت بين الطرفين أمس الثلاثاء 4 أكتوبر العام الجاري. ويعد باركليز مصر فرعًا من مجموعة بنكية عالمية تحمل الإسم ذاته يوجد مقرها في لندن، وقد تأسس في مصر عام 1973، ويُشغل 1500 إطار في البلاد من خلال 56 وكالة بنكية، وقد سبق لباركليز أن أعلنت رغبتها ببيع فرها في مصر، ممّا خلق تنافسًا محمومًا بين عدة مجموعات بنكية لشراء هذا الفرع.
