تظاهر مئات من العراقيين من التيار الصدري والنشطاء المدنيين اليوم الجمعة، في ساحة التحرير وسط بغداد وبمدينتي البصرة والناصرية جنوبي العراق؛ للمطالبة بتطبيق الإصلاحات الحكومية ومكافحة الفساد واستكمال تشكيل حكومة التكنوقراط بعيدًا عن المحاصصة الطائفية والحزبية، واحتجاجًا على الانتهاك التركي لأراضي العراق والتدخل في شؤونه الداخلية. قطعت القوات الأمنية العراقية الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وجسري السنك والجمهورية المؤديين إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تحوي مقرات الحكومة والبرلمان والسفارات الأجنبية، حيث منعت سير السيارات بالمحاور الأربعة باتجاه ساحة التحرير من جهة الخلاني والطيران والنصر وشارعي أبو نواس والسعدون. واستنكر عشرات المتظاهرين قرب ديوان المحافظة بمدينة البصرة تواجد القوات العسكرية التركية بمعسكر بعشيقة شمال شرقي الموصل شمالي العراق، وطالبوا الحكومة العراقية بالتصدي لها، وألقى عددٌ من المتظاهرين علم تركيا على الأرض احتجاجًا على "تدخُّل حكومة أنقرة في الشؤون الداخلية العراقية وبقاء قواتها في الموصل دون إذن أو موافقة حكومة بغداد". ودعا متظاهرون في الناصرية بمحافظة ذي قار إلى تطبيق برنامج الإصلاحات ومحاربة الفاسدين، وطالبوا حكومة حيدر العبادي بمواجهة التدخل التركي بحزم وإجبار القوات العسكرية التركية على الانسحاب من الموصل ودعم كافة السياسيين لموقف الحكومة مع اقتراب معركة تحرير الموصل. يُذكر أنَّ العاصمة بغداد وعشر محافظات عراقية هي "بابل وكربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة وديالي" تشهد تظاهرات حاشدة منذ أغسطس 2015 تنديدًا بسوء الخدمات والفساد في المؤسسات الحكومية والقضاء، نتج عنها العديد من الإصلاحات التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، فيما يقول المتظاهرون إنَّ هذه الإصلاحات "هامشية وغير مهمة ولم تحقق" أهدافهم. وكانت الحكومة العراقية قد طالبت تركيا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب "بعشيقة" بالموصل في ديسمبر 2015دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد. وحذَّر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا من مواجهة عسكرية وحرب إقليمية بسبب تدخلها في الموصل، وقال: "نخشي من أن تتحول المغامرة التركية في الموصل إلى مواجهة إقليمية، وندعو الحكومة التركية إلى عدم التدخل في الشأن العراقي". وعقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا في ديسمبر الماضي أدان توغل القوات التركية، وأكد دعمه للعراق في مساعيه الداعية لانسحابها بشكل كامل.