50 مليون دولار خسائر القنوات.. واتجاه لعرض المسلسلات المؤجلة من رمضان ألقى المشهد السياسى بظلاله على الساحة الفنية، خصوصا بعد توتر العلاقات بين تركيا ومصر، وتأييد تركيا لجماعة الإخوان المسلمين، ولذلك جاء القرار بمقاطعة المنتجات التركية، والتى من أبرزها مسلسلاتها التى انتشرت فى مصر وتعلق بها المصريون فى الفترة الأخيرة منها «حريم السلطان» و«فاطمة» و«سنوات الضياع»، ولكن جاء قرار بعض القنوات الفضائية المصرية والعربية بوقف أو تعليق عرض المسلسلات التركية. وجاء هذا القرار بخسائر كبيرة على القنوات الفضائية التى تعاقدت على عرض بعض المسلسلات التركية على شاشاتها، حيث تقدر خسائر وقف عرض الدراما التركية فى مصر بأكثر من 50 مليون دولار أمريكى، حسب ما أعلنت بعض وكالات الإعلانات، لأن هذه الفضائيات قد أنفقت على التعاقد على عرض المسلسلات التركية ملايين الجنيهات، ومنها مسلسلات يصل التعاقد عليها من 10 إلى 20 مليونا وأكثر فى بعض الأحيان، على أن تتم تغطية ذلك عن طريق الإعلانات ونسب المشاهدة المرتفعة. أما بالنسبة إلى صناع الدراما المصرية فقد جاء قرار المقاطعة ليعود بالنفع عليهم، حتى تكون لهم الفرصة فى فتح مجال جديد لعرض الدراما المصرية التى تأثرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بشكل كبير من جرّاء انتشار المسلسلات التركية واعتماد الفضائيات عليها فى جميع أشهر السنة باستثناء رمضان، وتوقع الكثيرون أن يكون غياب هذه الأعمال عن الفضائيات المصرية فى حالة استمرارها، فدائما ما نرى أزمة فى العرض الثانى للمسلسلات بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة لأن الفضائيات لديهم مخزون من المسلسلات التركية يكفيهم بعرضه طوال العام. كما ستكون هناك فرص لخلق مواسم جديدة للعرض بعيدا عن شهر رمضان، خصوصا أنه فى مصر يوجد موسم واحد لعرض المسلسلات الجديدة وهو شهر رمضان، رغم أن كل عام يتم عرض عدد كبير من المسلسلات ويتم تأجيل بعضها، فإن اهتمام الفضائيات بعرض التركى وقف أمام المنتجين والفضائيات والإعلانات أيضا لفتح هذه المواسم الجديدة. وقد عبر أغلب المنتجين عن ارتياحهم لقرار منع عرض الدراما التركية فى مصر، حيث قال المنتج أحمد الجابرى، إن القرار سيعود بالنفع على صناعة الدراما المصرية التى عانت فى السنوات الأخيرة من اهتمام الفضائيات بالأعمال التركية على حساب الأعمال المصرية، وذلك كان حائلا دائما أمام فتح مواسم جديدة للعرض بعيدا عن شهر رمضان. أما المنتج صفوت غطاس، فأكد أن توقيت هذا القرار جيد جدا، فهذه المسلسلات أثرت على عرض عديد من المسلسلات المصرية التى عرضت فى السنوات الثلاث الأخيرة ولم تأخذ حقها فى العرض كما ينبغى، ومنها ما حقق نجاحا كبيرا ويعتبر إعادة عرضها مطلبا للجمهور. وأشار غطاس إلى أن مسألة فتح مواسم جديدة لعرض الأعمال ليس فى يد المنتجين، وإنما يتم تحديدها بناء على خريطة الإعلانات التى تنصب معظمها فى موسم الدراما الرمضانية. من جانبه أكد المنتج محمد فوزى أن قرار منع المسلسلات التركية سيصب فى مصلحة الدراما المصرية. وأضاف فوزى أن لديه ثلاثة مسلسلات تم تأجيل عرضها فى رمضان، ويوجد اتجاه لديه فى طرحها خلال الفترة المقبلة دون الانتظار إلى شهر رمضان المقبل، خصوصا أن المسلسلات الثلاثة تم تأجيلها للعام الثانى على التوالى هى «مولد وصاحبه غايب» و«سلسال الدم» و«كيكا ع العالى».