تشهد عشرات القرى والنجوع بمراكز سوهاج المختلفة، خاصة المناطق القريبة من الجبل، التى تبعد عن نهر النيل، وتعتمد على المحطات الارتوازية، حيث ارتفعت نسبة الأملاح بتلك المناطق، وصارت تهدد حياة المواطنين بالأمراض الفتاكة، ومن بين تلك المناطق قرى المدمر وأم دومة ونزلة القاضى والجبيرات شمالًا، وقرى أولاد سالم ويحيى شرقا، والعديد من القرى جنوبا. صدأ ورواسب فى البداية يقول مصطفى عبده، إن قرى طهطا تعانى من تلوث المياه وتهالك الشبكة الداخلية لشركة مياه الشرب منذ تسعينيات القرن الماضى، وأغلب المواسير تعانى الصدأ والرواسب الرملية، التى تسبب الفشل الكلوى، وتقضى على حياة الصغار والكبار، ناهيك بمشكلة رائحة المياه التى دائما ما تكون (زفرة)، ولونها أصفر، مما ينذر بالموت البطىء دون تقديم أى حلول من قبل المسئولين. روائح كريهة ويضيف عماد محمد، أن عددًا كبيرًا من قرى دار السلام شرقى المحافظة يعانى من تلوث شديد فى مياه الشرب وتغير كامل فى خواصها الطبيعية وانبعاث روائح كريهة من الصنابير، وهو ما دفعنا إلى شراء فلاتير لتنقية المياه، بلغ سعرها ألفى جنيه، إضافة إلى لجوء عدد كبير من جلب المياه من المرشحات الخاصة، التى تباع فيها المياه بجنيه للجركن، ورغم كل ذلك عندما تتحسن جودة المياه، لا يمكنها الوصول إلى الأدوار العليا فى المنازل.
أمراض وأموال وانتقد الشيخ عبد الصبور بخيت، إمام مسجد، مسئولى شركة المياه، (لا يعرفون سوى جمع المبالغ المالية من المواطنين نظير الاستهلاك، فى حين أن جودة المياه سيئة للغاية وسببت لنا كثيرًا من الأمراض)، مطالبا المسئولين بضرورة تشغيل مرشحات المياه، التى تم إنشاؤها، ولا نعلم لماذا متوقفة حتى الآن ونحن فى أشد الاحتياج إلى كوب ماء نظيف. تطهير وكلورة من جانبه أوضح رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة سوهاج، محمد بدرى، أن مشكلة تلوث المياه مؤقتة نتيجة تطهير وكلورة المحطات، لذا يشعر المواطن بتغير ملحوظ فى خواصها الطبيعة، ويأتى ذلك فى إطار رفع كفاءة المياه الناتجة للمنازل، مشيرًا إلى أنه سيتم افتتاح عدد كبير من محطات المياه بكل المراكز التى تعانى من التلوث، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية من 50 إلى 60 متر مكعب بتكلفة تصل إلى ربع مليار جنيه للقضاء على المشكلات التى يعانى منها المواطنون.