تظاهر المئات من المواطنين صباح اليوم الخميس أمام كورنيش النيل بالقرب من مقر الشركة المصرية لتجارة الأدوية في منطقة شبرا اعتراضًا على زيادة أسعار ألبان الأطفال المدعم بنسبة 40% ضمن الزيادة الأخيرة التى شملت عدد من الأصناف الدوائية واحتجاجًا على عدم وجوده في السوق المحلي، واعتراضًا على رفض الشركة المصرية لتجارة الأدوية صرف ألبان الأطفال المدعمة . وقطع الأهالي طريق الكورنيش من الجانبين، أمام مستشفى معهد ناصر والأمهات يحملن أطفالهن الصغار على أيديهن، مرددين هتافات مناهضة للوزارة ورافعين لافتات : "ارحمونا ولادنا بتموت"، وهم يرددون شعار "عيش، حرية، كرامة انسانية"، مما تسبب في حالة من الشلل المروري للشارع، وذلك عقب القرار المفاجئ لوزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين بمنع توزيع ألبان الأطفال عبر الصيدليات والمنافذ الفرعية . ومن المقرر أن ترتفع الأسعار ليصبح سعر العبوة المدعمة للمواليد من سن يوم حتى 6 أشهر بسعر 5 جنيهات بدلًا من 3 جنيه وكذلك صرف الألبان للأطفال الأكبر من 6 أشهر ب 26 جنيه بدلا من 18 جنيه على أن يتم توزيع الألبان المدعمة بمراكز الأمومة والطفولة فقط البالغ عددها 1005 وحدة موزعين على محافظات الجمهورية . وذكر الدكتور كريم كرم، عضو الشركة المصرية للأدوية أنه تم اصدار قرار وزاري بنقل كل أنواع اللبن المدعم إلى جميع منافذ وزارة الصحة ومراكز الأمومة والطفولة وذلك بناء على قرار وزير الصحة لصرفهم بناء على منظومة الكروت الذكية . وأضاف كريم في تصريحات خاصة ل"التحرير" أن القرار خاطئ وعشوائي ولكن الشركة المصرية ملتزمة بتنفيذه من تاريخه ومن ثم لن يتم صرف اي نوع لبن مدعم جزئي إلى الصيدليات الأهلية البالغ عددها أكثر من 65 ألف صيدلية وكذلك لن يتم صرف أي لبن مدعم كلي أو جزئي عبر منافذ بيع الشركة وفروعها بصورة نهائية. في المقابل أكد مصدر مسئول داخل وزارة الصحة، متحفظًا على ذكر اسمه أنه حتى الآن ما تزال منظومة الكروت الذكية غير مفعلة وسوف يتم توزيع ألبان الأطفال المدعمة بشكل عشوائي، قائلًا: اللبن المدعم وصل لمراكز الأموم والطفولة ولكن الأجهزة الخاصة بالكارت الذكي لسه متركبتش". وأشار إلي أن الدولة، تدفع حوالي ٤٥٠ مليون جنية سنويا لدعم هذه الألبان، وأن الدولة اشترت العام الحالي، حوالي ١٨ مليون علبة لبن. كان الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان قد أعلن أمس أنه لن يصل أي لبن مدعوم إلى الصيدليات بداية من اليوم الخميس، وأن مراكز توزيع اللبن ستكون في وحدات الصحة الأولية، وعدد هذه الوحدات حوالي 1005وحدة لتوزيع الألبان في 27 محافظة، منها 525 منفذ تابع لبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين، و480 منفذ جارٍ تجهيزها . أكد عماد الدين، أن هذا المشروع هو أحد المشاريع التي كلف بها منذ توليه الوزارة، وهو توفيرالألبان وميكنة توزيعها، مشيرا إلي أن المشكلة التي كانت مثارة، هي أن الألبان توزع من خلال الصيدليات، ولا يضمن هل تذهب لمستحقيها أم لا، ولا تعرف الكميات التي يتم توزيعها. ونفى وزير الصحة ما تردد عن وجود أزمة في ألبان الأطفال المدعمة في مصر، موضحًا أن الدولة تدفع حوالي 450 مليون جنية سنويًا لدعم هذه الألبان، بحسب تعبيره، عبر شراء حوالي 18 مليون علبة لبن سنويًا بعد أن كانت مناقصة العام الماضي 24 مليون عبوة . وأكد الوزير أن الهدف الرئيسي من المشروع هو دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، ومتابعة نمو الأطفال للاكتشاف المبكر والحد من أمراض سوء التغذية والتقزم، وزيادة عدد منافذ توزيع الألبان وإحكام الرقابة والمتابعة على صرف ألبان الأطفال المدعومة وحساب الدعم بشكل دقيق لضمان وصول الدعم لمستحقيه وتشديد الرقابة على منافذ البيع .