تتصاعد أزمة ألبان الأطفال المدعمة فى السوق المصرية، بسبب عدم توافر المنتج بما يكفى حاجة المستهلك، إضافة إلى ارتفاع الأسعار تزامنًا مع ندرة تواجده فى منافذ البيع، رغم جهود الدولة لحل تلك الأزمة واتجاه وزارة الصحة لإنشاء مصنع ألبان حكومى، بهدف سد العجز وتوفير احتياجات السوق، ومواجهة ارتفاع الأسعار، ظل ارتفاع الدولار أيضاً . وفى هذا الإطار، نظم عدد من الأهالى وقفة احتجاجية أمام معهد ناصر بالقاهرة، بسبب إلغاء الدعم عن لبن الأطفال ليرتفع سعره من 3 جنيهات إلى 17 جنيها، وبسبب وجود نقص حاد فى كمية ألبان الأطفال الموجودة فى الأسواق المصرية. وقام الأهالى المتجمهرين أمام المعهد باقتحام مقر الشركه المصرية لتجاره الأدويه بعد قطعهم لطريق الكورنيش اكتر من ساعه ثم قيامهم بتحطيم بعض الاثاث ناتج عن صراخ الأطفال بسبب حرب التجويع لعدم وجود ألبان أطفال. وجاء ذلك بالتزامن مع صدور تعليمات من وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة والسكان، بصرف علبتين لكل مواطن، و ألغاء الوزاره الدعم عن مواليد من يوم الي سته شهور أى ان العلبه التي ب 16جنيها ستصبح ب 37 جنيها، مع زيادة منافذ توزيع ألبان الأطفال من 608 منافذ إلى 1005 منافذ، مشيرا إلى أنه تم مراعاة التوزيع الجغرافى لتكون المنافذ متوفرة، بكل إدارة داخل كل محافظة. وقال الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، إن مصر تستورد من الخارج لبن أطفال بقيمة 860 مليون جنيه سنويًا، رغم أن تكلفة إنشاء المصنع لا يتكلف أكثر من 100 مليون جنيه، والحكومات السابقة سبب أساسي في أزمة ألبان الأطفال في مصر، لأن مصر لا يوجد بها مصنع لبن أطفال سواء المدعمة أو غير المدعمة، ونستورد "لبن صناعى" منذ عشر سنوات، لقرابة 2 مليون و700 ألف طفل يولدون سنوياً، ولكننت بحاجة ل 30 مليون علبة. و أعرب محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، عن تخوفات حول مصير ألبان الأطفال المدعمة بعد فوز شركتين غير حكوميتين بمناقصة لاستيراد 18 مليون عبوة ألبان سنويًّا بتكلفة 600 مليون جنيه، والتى جاءت في ظل نقص ألبان الأطفال والأدوية المدعومة بالصيدليات وفساد الألبان مجهولة المصدر التي كانت تستوردها وزارة الصحة والسكان قبل سنوات بالأمر المباشر. وأضاف فؤاد أن هناك تخوف ألا تذهب هذه الألبان المدعمة إلى مراكز الأمومة والطفولة التي بالكاد كانت تكفيها صفقة الألبان ثمانية أشهر فقط من العام، وأن هناك محاولات من الحكومة لدخول القطاع الخاص وشركاته في عملية استيراد وتوزيع الدواء. و لفت إلى أن وزارة الصحة والسكان كانت تدعم 23 مليون علبة لبن يوزع منهم 7 ملايين علبة بدعم كلي من خلال مراكز طب الأسرة أو الوحدات الصحية، بينما يتم توزيع 7 ملايين علبة بدعم جزئي للأطفال تحت سن 6 أشهر على الصيدليات بسعر 17 جنيهًا، و9 ملايين علبة بدعم جزئي للأطفال أكثر من 6 أشهر في الصيدليات بسعر 18 جنيهًا، هذه الألبان توزع على ما يقرب من 60 ألف صيدلية، وتم تخفيض العدد في المناقصة القادمة إلى 18 مليون عبوة فقط وسيتم تجاهل احتياج شريحة كبيرة من المجتمع تستفيد من الدعم الجزئي، وسيتم فتح الباب لمافيا الدواء للبدء في تسويق ألبان بديلة بسعر 60 جنيهًا وهو ما سيرهق أهالي الأطفال ويحملهم أكثر من طاقتهم".