كارثة بيئية تهدد حياة أهالي قرية ديرب البلد، التابعة لمركز ديرب نجم في محافظة الشرقية، بسبب ما وصفوه ب«مصرف الموت»، الذي تسبب في انتشار الأمراض والروائح الكريهة، في ظل غياب الدور الرسمي من المسؤولين، رغم الشكاوى التي تقدم بها الأهالي. وكشف بعض الأهالي، أن المسؤولين ولا سيما الأطباء بوحدات طب الأسرة والمستشفى المركزي لمدينة ديرب نجم، يرفضون تسجيل الحالات المصابة خوفًا من افتضاح أمرهم، واكتشاف أن المصرف يتسبب في أمراض كثيرة تؤذي المواطنين.
قال أمين عبدالكريم، أحد الأهالى، إنهم محاصرون بالأمراض وخاصة من يعيشون أمام المصرف مباشرة، فالروائح الكريهة لا تنقطع عن أنوفهم، وما يترتب عليه من استنشاق هواء ملوث طوال الوقت، الأمر الذي يمثل خطورة على الأطفال الصغار أصحاب المناعات الضعيفة والحوامل. وأشار إلى أن الدولة دورها توفير بيئة آمنة للمواطنين، مؤكدا أنهم تقدموا بشكاوى عديدة لردم المصرف ولكنها ما زالت حبيسة الأدراج ولم يهتم بها أحد.
فيما أبدى إيهاب الصاوي، أحد الأهالي، استياءه من المنظر غير الحضاري للقرية، مؤكدًا أنه لم يزرهم أي مسؤول أو نائب من البرلمان، لحل مشكلتهم. وقال إن والده أصيب بالفشل الكلوي منذ سنة بسبب تلوث مياه الشرب والمحاصيل الزراعية، التي تروى بالمياه الجوفية المجاورة للمصرف، قبل وقفها نتيجة استغاثات ووقفات احتجاجية. وتساءل: هل ينتظر المسؤول موتنا حتى يتحرك؟، موضحًا أن القرية تشهد أعلى نسبة إصابة بالفشل الكلوي والتيفود، وأن الدولة ردمت 150 مترًا فقط من المصرف ولم يتم ردم الأجزاء المتبقية.
من جانبه، أكد المهندس وجيه سعدون، رئيس مركز ومدينة ديرب نجم، أن مشكلة المصرف تتمثل في عدم توفر الميزانية اللازمة، لافتا إلى أنه أرسل خطابا لللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية من أجل توفير ميزانية خاصة لردمه.
واتهم سعدون بعض الأهالي بإلقاء القمامة ومخلفاتهم فضلا عن الحيوانات النافقة في المصرف مما يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة، مؤكدًا أن الأهالي عليهم عامل كبير للحفاظ على بيئتهم.