تسبب إعلان الأمانة العامة لحزب مستقبل مصر، في بيانها التأسيسي الأول عن تولي رئاسة الحزب الشرفية لرجل الأعمال أحمد عز، في حالة من الجدل بالشارع السياسي المصري، خاصة أنه كان أحد أهم رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. بدوره، قال عمرو عمارة، رئيس حزب مستقبل مصر، إن اختيار "عز"، رئيسًا شرفيًا للحزب جاء لتكريمه، والسعي إلى تطوير الحزب، مشيرًا إلى أن القرار يحقق استفادة مشتركة. وأضاف "عمارة" - في تصريحات ل"التحرير" - أنه ليس من حق أحد نفي أو تأكيد رئاسة المهندس أحمد عز، الشرفية للحزب غيره شخصيًا، مؤكدًا "سنجهز وفدًا من الحزب ونذهب له لنتفق على بعض الأمور"، لافتًا إلى أنه حال موافقته بعودته للحياة السياسية مرة أخرى سيصب ذلك في مصلحة الوطن، ويُحدث تحسنًا اقتصاديًا كبيرًا. وأوضح رئيس حزب مستقبل مصر، أن رجال الحزب الوطني خائفون على استثمارتهم، قائلاً "لو عاد أحمد عز للسياسية سيستشعروا بوجود منافس قوي لأبو هشيمة وغيره، وكل ذلك سيُحسن الحالة الاقتصادية للبلد". "المشرحة مش ناقصة قُتلة"... بهذه الكلمات علق الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على تولي رئاسة الحزب الشرفية لرجل الأعمال أحمد عز. وأضاف "عبد المجيد" - في تصريحات ل"التحرير" - أن مصر لا توجد بها حياة حزبية بالأساس، ليتم تأسيس حزب جديد، مشيرًا إلى أنه لا معنى لإنشاء أحزاب في غياب حياة حزبية بالمعنى الحقيقي أو الحد الأدنى من الحياة الديمقراطية. وأوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن المجال العام في مصر مُغلق أمام الجميع، ولا يتسع لأحد - قديم أو جديد مع الثورة أو ضدها سواء كان "عز" أو غيره - مؤكدًا أن ذلك بسبب طبيعة نظام الحكم الذي أصبح لا يتيح المجال لأي ممارسة سياسية. ووصف رامي محسن، مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، إعلان الأمانة العامة لحزب مستقبل مصر، عن تولّي رئاسة الحزب الشرفية لرجل الأعمال أحمد عز، بأنه "كلام فارغ ولعب عيال"، قائلًا: "عمرو عمارة ده هدفه الظهور في وسائل الإعلام". وتابع "يجب محاسبة من افتعل هذه الدعاية، بتهمة الإضرار بالأمن القومي والتضليل، لأنه يحاول إثارة الرأي العام من خلال عمل بلونة اختبار عن إمكانية عودة رجل الأعمال أحمد عز للحياة السياسية"، مؤكدًا: "اللي اختشوا ماتوا". وأشار "محسن" - في تصريحات خاصة ل"التحرير" - إلى إن مُروّج هذه الشائعة مغمور، ولا أحد يعرفه نهائيًا، ويجب محاسبته على تصريحاته التي قد تتسبب في أزمات سياسية، مستبعدًا عودة أحد من رموز مبارك ثانية للحياة السياسية؛ خوفًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسب قوله. في المقابل، استنكر أحمد حنتيش، المتحدث باسم حزب المحافظين، استخدام حزب مستقبل مصر، شعار الحزب الذي يبرز صورة تمثال نهضة مصر، واصفًا الحادث بالسرقة وفقر الخيال. وقال "حنتيش"، إن شعار كل حزب يمثل أيديولوجيته الفكرية واتجاهه السياسي؛ بل وشخصيته، وأن حادث تقليد حزب مستقبل مصر لشعار "المحافظين" لا يمكن تفسيره غير أنه "سرقة". ووصف المتحدث باسم حزب المحافظين، تصريحات عمرو عمارة، رئيس حزب مستقبل مصر - بخصوص اقتباس حزب مستقبل مصر "تحت التأسيس" لشعار المحافظين - بأنها رعناء، و تفتقد اللياقة والموضوعية والفطنة السياسية، فبدلا من الاعتذار عن وقوع حزب مستقبل مصر في هذا الخطأ غير المبرر، جاءت تصريحاته لتكابر وتعاند حقيقة دامغة وثابتة وظاهرة، لا تحتاج إلى دليل أو تحقيق، ولا تحتمل مكابرة أو إنكارًا. وأضافأحمد حنتيش، أن حزب المحافظين أكبر وأكثر وعيًا من أن يُستدرج للدخول في مهاترات، موضحًا "يبدو أن الغرض منها تحقيق بعض الشهرة لحزب جديد، ما زال بم يُولد بعد، وأن شعار حزب المحافظين ثابت بالتاريخ والمستندات، ويعتبر من العلم العام غير القابل للإنكار".