أمر يوسف عانوس، وكيل أول نيابة إمبابة، بصرف 4 أمناء شرطة يعملون بقسم شرطة إمبابة من سراي النيابة، بعد التحقيق معهم، فى واقعة العثور على متهم بالاتجار فى المخدرات غارقًا، بعد إلقائهم القبض عليه فى سوق الجمعة، دون تحريرهم محضرًا بالواقعة. وأفاد أمناء الشرطة، أن واحدًا منهم، مكلفًا بمتابعة الحالة الأمنية، داخل سوق الجمعة بإمبابة، شاهد المتهم الذي يتاجر في الحيوانات الأليفة بمنطقة روض الفرج، وكان بحوزته كلب لبيعه فى سوق الجمعة، يبيع مخدرات خلسة داخل السوق، فتوجه لتفتيشه وضبطه، لكن المتهم قاومه، فسيطر عليه أمين الشرطة وفتشه، وعثر بحوزته على نصف "فرش" من مخدر الحشيش، وتحفظ على المتهم، واتصل بالشرطيين زملائه لنقل المتهم إلى ديوان القسم لتحرير محضرًا بالواقعة، وبالفعل قدم إليه ثلاثة أمناء شرطة اقتادوا المتهم من السوق، ولم يره هو بعدها. الأمناء الثلاثة ذكروا أنهم كانوا رفقة قوة من القسم، يتحققون من بلاغ بالعثور على جثة فتاة أسفل كوبرى إمبابة، يوم الجمعة الماضية، ففوجئوا باتصال استغاثة من زميلهم، للقبض على متهم بالاتجار فى الحشيش داخل السوق، لنقله إلى ديوان القسم، فاستقلوا دراجة نارية، اتجهوا بها إلى السوق لضبط المتهم، وقرروا استئجار توكتوك لنقلهم إلى القسم، لاستحالة ركوب ثلاثتهم والمتهم على الدراجة النارية. وأوضحوا أن أحدهم جلس رفقة المتهم داخل "التوكتوك"، والثاني بجوار السائق، ولحقهم أمين الشرطة الثالث على الدراجة النارية، وتركوا زميلهم صاحب الاستغاثة يتابع العمل المكلف به بمتابعة الحالة الأمنية بالسوق، لكن المتهم قفز من التوك توك وهم فى الطريق، وهرول فى اتجاه النيل. وبسؤال أمناء الشرطة الثلاثة عن كيفية هروب المتهم، أكدوا أنهم لم يحملوا مقابض حديدية "كلابشات" لوضعها فى يد المتهم والإمساك به لحد حركته، لأنهم تحركوا لمساعدة زميلهم الذى ألقى القبض على المتهم، على نحو السرعة بالدراجة النارية، بحكم قرب كوبرى إمبابة مكان العثور على الجثة من السوق، محل واقعة الضبط، ولم يكن بحوزتهم أسلحة. وقال الشرطيون، إنهم لم يتمكنوا من اللحاق بالمتهم، بسبب نحافة جسده وخفة حركته، نافيين رؤيتهم له يقفز فى النيل، وإنما أشاروا إلى أنه هرول سريعًا فى اتجاه كورنيش النيل، واختفى عن نظرهم لبرهة بسبب مرور أتوبيس فى الاتجاه المعاكس حجبت الرؤية عنهم، ومن ثم تخلوا عن المتهم، ولم يحرروا محضرًا بالواقعة، لأنهم لم يكونوا يعرفوا بيانات المتهم واسمه وسنه، علاوة على هربه منهم فى الأساس. وأمرت النيابة باستعجال تحريات إدارة البحث الجنائى، بمديرية أمن الجيزة، للتحقق من صحة الواقعة، وبيان حقيقة قفز المتهم فى النيل بإرادته للهرب، أم أن وراء وفاته شبهة جنائية، كما استعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى بشأن تشريح الجثة، للتحقق من سبب الوفاة، وبيان مطابقته للكشف المبدئى الذى أجراه مفتش الصحة من عدمه، وقد أفاد تقرير "الصحة" أن جثة المتوفى فى حالة تيبس فى وضع السباحة، بما رجح معه التقرير غرقه خلال محاولة السباحة. وأشارت التحقيقات إلى أن آخر مشاهدة لبائع الحيوانات الأليفة المتوفى، كانت رفقة أمناء الشرطة، وطفت جثته فى النيل يوم السبت الماضى، ولم يتمكن أحد من التعرف على جثته حتى يوم الثلاثاء، حيث لاحظ خاله غيابه، وبالسؤال عنه أخبره البائعين بمشادة ابن أخته "محمد سمير"، مع أمين شرطة والقبض عليه لحيازته "حشيش"، فاتجه إلى قسم الشرطة للسؤال عنه، وحينما اكتشف عدم ضبطه بالقسم أبلغ غن غيابه وأدلى بأوصافه، التى تبين تطابقها مع الغريق الذي عثر الأهالي على جثته فى النيل بإمبابة، وتعرف الخال على الجثة داخل المشرحة، وطالب النيابة بالتحقيق فى الوفاة، وأنه لا يستطيع أن يجزم بكونها وفاة طبيعية بسبب ريبته فى اختفاء "سمير" بعد ضبطه بمعرفة الشرطة. فيما شهد قسم إمبابة تجمهرًا مساء التعرف على الجثمان، وتم تفريق المتجمهرين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وألقت قوات الأمن القبض على 8 متهمين بإثارة الشغب، أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام.