تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الدافع الذي قد يدفع روسيا للتورط في الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني المخترقة للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي. وقالت الصحيفة، في تقرير لها على موقعها الإلكتروني: إن "الإجابة عن هذا السؤال تكمن في مقال نشر بمجلة للجيش الروسي عام 2013، حيث كتب فاليري جيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، أن قواعد الحرب تغيرت بشكل كبير"، مضيفًا أن ثورات الربيع العربي كشفت عن أن الوسائل غير العسكرية تفوقت على قوة الأسلحة من حيث التأثير، فالخداع والتضليل، وليس الدبابات والمقاتلات، هي أدوات القوة الجديدة، ولا تستخدم في نزاعات معلنة رسميًا، ولكن ضمن المساحة الشاسعة بين الحرب والسلام. وأوضحت أن تلك الأفكار ستظهر العام المقبل في مسودة العقيدة الرسمية للجيش الروسي، استجابة للتهديدات سواء الحقيقية أو المتخيلة، نحو الاتهام باستخدام هجمات إلكترونية للتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الانتفاضات الشعبية في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى أدت إلى الإطاحة بقادتهم الموالين للكرملين الروسي، واستبدالهم بحكومات منتخبة ديمقراطيًا أكثر ميلًا إلى الغرب، مضيفة أن في موسكو، شوهدت تلك "الثورات الملونة" إلى جانب الربيع العربي الذي جاء لاحقًا، كموجة من العمليات الأمريكية المعادية والمخططة للإطاحة بحلفاء روسيا وإضعاف الروس أنفسهم. وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو عام 2014، والذي قال فيه: إن "مثل تلك الانتفاضات تستخدم كحجج لاستبدال الحكومات ذات التوجه الوطني، بأنظمة يتم التحكم بها من الخارج"، مضيفة أن الكرملين شعر بأنه محاصر ومهدد بما رآه مؤامرة أمريكية واسعة هدفها الأكبر إخضاع الدولة الروسية أو تدميرها بشكل تام. ونقلت تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2014، حذَّر فيها من أن الغرب يسعى "لنزع أنياب" الدب الروسي، في إشارة إلى إزالة أسلحتها النووية، لتكتسب حق الدخول إلى مصادرها الطبيعية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتابعت أن المخططين العسكريين الروس الذين يبدو أنهم مهووسون بتلك المخاوف، حيث توصلوا إلى أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، فبناءًا على اعتقادهم بأن الأمريكيين بالفعل ينفذون حربًا سرية من خلال عمليات استخباراتية، وتضليل إعلامي، فقرر الروس أن يقوموا بالمثل. واختتمت "الصحيفة" بالقول: إن "ذلك يسلط الضوء على الأسباب التي قد تدفع روسيا لتسريب رسائل البريد الإلكتروني للجنة الحزب الديمقراطي الأمريكي"، والذي رأت الصحيفة أن أقصى تأثير له هو إثارة مشاجرة بين السياسيين الديمقراطيين.