شغفها بالصحاري دفعها لتجوب صحراء مصر الشرقية والغربية.. تبحث "ريهام أبو بكر"، في تلك الكنوز الصفراء عن عشقها الذي تسافر إليه ساعات طويلة، فلا ينسيها مشقة السفر ويثلج قلبها الحالم سوى مشهد الرمال الواسعة اللانهائية، آمدة البصر بعيدة المنال. طوافها في البلاد جعلها تتعرف على مجتمعات عدة وجوه مختلفة تزداد سمرة حينًا وصلابة حينًا أخرى تسكن الصحراء وتتناغم مع العيش فيها، سحرت بمثلث "حلايب وشلاتين" في أقصى البقاع حيث الطبيعة الخام كما درستها في قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة طنطا، ولكن ما استوقفها هي الحياة البدائية التي يعيشها سكان تلك الرقعة البديعة.
دشنت بجهودها الذاتية مؤسسة "رحالة للتنمية المستدامة"، لتصل إلى تلك الأماكن النائية والتي لا تحظى باهتمام من قبل الدولة برغم أنها تحمل من المقومات الطبيعية ما يجعلها أهم المزارات السياحية، "فكرت أقدم خدمات للسكان بدل المساعدات المؤقتة" قالتها "ريهام" موضحة أن المساعدات المتمثلة في الغذاء وبعض الأموال القليلة لا يحتاجها سكان حلايب وشلاتين بقدر حاجتهم لمشروعات خدمية في مجالات الصحة والتعليم وغيرهم. أرهقها حال الأطفال المحرومين من التعليم ففكرت في تدشين مجمع تعليمي بنظام بيئي، يقدم فيه تعليم بسيط أولي للأطفال ولكن العمران يكون معتمد على المقومات الطبيعية التي تنعم بها البلاد، فيكون الطراز المعماري على هيئة قباب وذلك نظرًا لارتفاع درجات الحرارة هناك، والاعتماد سيكون على الطاقة الشمسية المتوفرة بكثرة هناك، وتوصيل المياه عن طريق المياة الجوفية. حلم مكثت "ريهام" تحلم به.. رسمت زواياه وأبعاده وتخيلت هيئته ولكن وقف التمويل عائق أمام حلمها ذلك، فأخذت تبحث عن ممول لمشروعها بين رجال الأعمال والشركات ولكن دون جدوى، وضعت خطتها جنبًا على أمل العودة لها في حين توفير الأموال اللازمة. تعشق السفر والترحال وحيدة تبحث عن كل الأماكن التي قرأت عنها في كتبها الدراسية أثناء مرحلة ما قبل التخرج ومرحلة الدراسات العليا، تستقى من العلم ولكنها لا تهدأ حتى ترى ما تعلمته ذلك على أرض الطبيعة الأرض والمناخ والصخور والجبال والوديان.
لا يشغل بالها سوى الطوف في القارة السمراء التي تحمل الكثير من الكنوز المنسية والتي لا يتحدث عنها أحد ولا يفكر في الذهاب إليها واستكشاف جمال القارة المظلومة " كل الناس بتحب تزو أوربا رغم إن بلادنا مليانة كنوز" هكذا أوضحت "ريهام" التي تطمح بعد حصولها على الدكتوراه أن تكون عضو بهيئة التدريس تروي لطلابها عن رحلاتها وعن مصر وأفرقيا والصحاري البديعة. "كل مكان في مصر يستحق الناس تشوفه.. السياحة مش على البحر وبس" قالتها الرحالة التى أسرها جمال قارتها، تقوم "ريهام" بتنظيم رحلات للأماكن التي زارتها والكتابة عن كل رقعة فتنت بها لعلها تدفع الكثير لخوض تلك التجارب الشيقة في صحراء مصر الشاسعة وطبيعتها الآسرة.