عادات وتقاليد بين المشرق والمغرب تختلف حينًا ولكنها تتشابة في تلك الروحانيات التي تأسر القلوب بحلول شهر رمضان الكريم، فحاولت الرحالة "إيمان الأمير" أن تدون تلك اللحظات التي يحياها العالم في كل ربوع الأرض في شهر واحد بالعام، برغم ترحالها من دولة إلى أخرى إلا أنها لم تشهد الشهر الكريم خارج حدود بلادها فقررت أن تتعرف على رمضان حول العالم في أعين المسافرين. حلقات يومية تنشرها "إيمان" يوميًا على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان "رمضان في عيون المسافرين"، حكايات مختلفة تلقى على مسامعها من مختلف دول العالم، وكل يوم بلد جديدة بقصة مختلفة وعادات وطقوس غريبة تصيغ تلك الحكايات وتعرضها على متابعيها الذين ألفهم معرفة رمضان حول العالم من خلال كتاباتها التي حرصت على عرضها بصحبة مجموعة من الصور توضح معالم وطبيعة البلد التي تروي عنها. ترى الرحّالة المصرية أن من رأى ليس كمن سمع، فتقول: "فكرت أكتب عن الموضوع بعيون من عايشوه"، وبحكم أسفارها وترحالها كان لها صديقات من مختلف دول العلم سواء من عشاق السفر مثلها أو من أهل البلد التي تخطوها، وتشير "إيمان" الحاصلة على الدكتوراه في نظم المعلومات، إلى أنها تقوم بإرسال الأسئلة لعمل حوارات من كل الدول، وتضيف على ذلك الحوار معلومات عن البلد وتاريخ الإسلام ورمضان بها وجعرافيتها، حتى تثري القارئ بكل المعلومات التي يطمح أن يعرفها عبر كتاباتها تلك. من آسيا وأوربا وأفرقيا وأمريكا الجنوبية نقلت "الأمير" واقعًا نابضًا عبر تلك الحكايات الإنسانية والروحانيات المختلفة التي تخللت قارات العالم في شهر واحد بالعام، وتقول: "عرفت إن فيه روحانيات وأجواء رمضانية في بلاد كتير غيرنا واستوقفتني السودان" تلك الرقعة السوداء التي كان لرمضان بها رونقًا مختلفًا. تحكي "إيمان" عن ذلك المشروب الرمضاني السحري الذي يسمى "الإبرية" والذي يقوم أهل السودان بالإعداد له قبل رمضان بشهور، وانبهرت من استقبالهم للشهر الكريم وإصرارهم على قطع الطريق لإفطار العابرين بالرغم من الفقر العام الذي تعيشه البلاد، أما عن فكرة "الموائد للجميع" فكان أكثر ما راقها، حيث تخرج الأسر وتمد موائد الطعام أمام البيوب للمشاركة في الإفطار. "قدرت أسافر 160 مدينة في 29 دولة" قالتها مشيرة إلى عشقها في السفر الذي انتابها منذ الصغر، فهوت التفاصيل ومزجت بين حبها للكتابة والسفر ودونت في أدب الرحلات، فكان لها 3 إصدارات نقلت من خلالها تجاربها لشخوص نابضة وحكايات شيقة، كان أولها "في رحلة الحياة"، و"يا مسافر وحدك"، ثم "السفر والترحال"، ولا زال لديها زخرًا من التجارب والأفكار التي تصلح بأن تكون أعمال أدبية تنقل واقعًا مختلفًا وروحًا ثرية. تخطط لرحالاتها طوال العام، موضحة "بمسك النتيجة وأدور على الإجازات واخطط على أساسها هاخد كام يوم إجازة.. وارتب هسافر فين وامتى وبأقل التكاليف"، تسافر "الأمير" وحدها أو برفقة أصدقائها أو مجموعات السفر، ولا يشغل بالها سوى الرحلة التي في انتظارها فالكنز في الرحلة. تكتب عن السفر لتشجع غيرها من الفتيات على خوض التجربة التي فتحت العالم أمام عيناها فصممت أن تطوفه وتسبح في ثناياه، تبحث عن الجديد وتسجل كل قصة تعيشها، وساعدها أهلها وشجعوها على المواصلة في ذلك العشق، حتى أصبحت كمجذوبة وقعت في أسر الترحال، وباتت صفحتها هي ملتقى محبي السفر والإطلاع على رمضان في عيون المسافرين.