ريهام.. فتاة وباحثة درست الجغرافيا بجامعة القاهرة قررت استكشاف صحراء مصر بالكامل حتى حدودنا مع السودان، رحلة طويلة استغرقت شهورا حتى وصلت إلى النقطة الأخيرة فى حلايب وشلاتين، فعلى طول الأماكن النائية التى زارتها اكتشفت واقعا مؤلما يعيشه أبناء المحروسة فى الأماكن النائية وعلى الحدود، ولذلك قررت أن تتحول إلى رحالة، ولكن رحالة خيرى تقدم الخير فى هذه المناطق من حلايب وشلاتين إلى سانت كاترين والوادى الجديد وغيرها. ريهام أبوبكر خريجة كلية الآداب، بعد حوالى عام من رحلاتها الخيرية منفردة للعمل الخيرى فى الأماكن النائية، تؤسس الآن لمبادرة بعنوان «رحالة» ستكون هى الأولى من نوعها فى التخصص لعمل مشاريع تنموية فى المناطق التى لا يذهب لها سوى الرحالة فقط. تقول ريهام: فى الرحلة الأولى، فكرت أننى طالما سأقطع المسافة لحلايب وشلاتين لاستكشاف الصحراء، وهى رحلة ربما لا أكررها، فلماذا لا أقدم بعض المساعدات التى حصلت عليها من الأهل والأصدقاء للسكان هناك، ولكن حينما وصلت فوجئت بالوضع الصعب الذى يعيشه السكان هناك ولذلك بدأت فى تصوير كل شىء، وعندما عدت نشرت الصور بين أصدقائى وبدأنا نغير خطة العمل. ريهام قررت تحويل الفكرة من مجرد بحث عن الصحراء ومن تقديم المساعدات إلى مؤسسة تنموية، هدفها تنمية تلك المناطق وإقامة مشاريع خدمية بداية من محو الأمية وإنشاء مكتبات ومحطات لمياه الشرب، ومشاريع صغيرة لصيد الأسماك والأعمال اليدوية وغيرها. تقول: «هدفى دلوقتى مش مجرد إن أكسب ثواب أو تقديم مساعدات للناس، هدفى إن هذه المناطق تحصل على تنمية وعمل مشروعات ممكن تغير حياتهم، وده اللى بشتغل عليه دلوقتى لأن فى الرحلة للمناطق النائية فى مصر مفاجآت مرعبة». تحكى عن بعضها: «الأمهات الحوامل يفقدن حياتهن لعدم وجود مستشفيات، الناس تعيش فى خيم لا يجدون الأغطية فى الشتاء، حتى الحصول على شربة الماء من أصعب الأمور، ولذلك إما أن نلحق هؤلاء البشر أو ستكون العواقب وخيمة».