في ظل الحملة الشرسة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عليه وموجة الاعتقالات المتصاعدة والتي وصلت حتى الآن إلى 50 ألف شخص، ينعقد مجلس الأمن القومي، وسط توقعات بإصداره قرارات تصل إلى إعادة هيكلة الجيش وتغييرات بهيئة الأركان وسحب بعض الصلاحيات من مجلس الشوري العسكري وغيرها، ومزيد من تقييد الحريات. وتحاط قرارات مجلس الأمن القومي التركي بالسرية التامة، ويعاقب من ينشرها، حيث جرت العادة بالاكتفاء بصدور بيان مقتضب عن الاجتماع يحدد نوع المواضيع التي تم مناقشتها دون ذكر القرارات. وتتخذ قرارات هيئة الأركان ضمن مجلس الشورى العسكري الذي كان يضم أحد قادة الانقلاب وهو أكن أوزتورك، وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء هو مَن يصدر قرار تعيين رئيس الأركان، لكنه يُصدره بناءًا على توصية ومشاورة من مجلس الشورى. ويرى مراقبون أن منصب وزير الدفاع التركي هو منصب فخري وتنفيذي، حتى أن وزير الدفاع كان ظهوره الإعلامي والرسمي خلال أحداث الانقلاب الفاشل قليلاً وغير مؤثر"، مضيفين أنه لو صدقت التكهنات في إصدار مجلس الأمن القومي قرار بربط هيئة الأركان بوزارة الدفاع ستكون الضربة القاضية لسلطة الجيش التركي، وفي المقابل سيتم تعزيز سلطة الحكومة والبرلمان". وأضافوا أن هناك ترجيحات بالتوجه نحو انتخابات برلمانية مبكرة، لكن هذا الاحتمال يبدو ضعيفًا بسبب عدم استعداد أنقرة لدخول مثل هذه الاستحقاقات في ظل الظروف الحالية"، لافتين إلى احتمال إعلان نوع من حالة الطوارئ شبيهة بالتي أقرتها فرنسا بعد حدوث هجمات باريس في نوفمبر الماضي. الحديث عن إعادة هيكلة الجيش تثير علامات استفهام حول مصداقية التصريحات التي أدلى بها أردوغان عن أن جزءًا صغيرًا من الجيش هو الذي قام بالانقلاب، كما تعيد للأذهان تقارير غربية تحدثت عن مشاركة 60 % من الجيش التركي في المحاولة الفاشلة، وهل ستكون الهيكلة عميقة وجذرية في جميع صفوف المؤسسة العسكرية. وبلغ عدد من تم توقيفهم من أصحاب الرتب القيادية في الجيش التركي بأنحاء البلاد على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة 118 ضابطًا قياديًا، ووفقًا لوكالة الأناضول فإن القضاء التركي أمر بحبس 99 من بين هؤلاء القياديين على ذمة التحقيق، في حين أخلت سراح 3 منهم، ولا تزال الإجراءات مستمرة بحق الآخرين. ومن بين من قررت المحكمة حبسهم على ذمة التحقيق، قائد الجيش الثاني الفريق أول آدم هودوتي، ورئيس الشؤون الإدارية في رئاسة الأركان الفريق إلهان تالو، وقائد القوات الجوية السابق الفريق أول أكين أوزتورك.