ما زال بستان الإبداع والرقي والتميز يفوح بعطوره متجسدا في مهنة النسيج اليدوي التي كانت منتجاتها تملأ القصور الملكية إضافة إلى عمليات التصدير للخارج وتوفير عملة صعبة وفرص عمل للشباب. الأمر اختلف كثيرا هذه الأيام حيث تشكو المهنة مرارة الإهمال الحكومي في محافظة سوهاج التي تحوي في ثناياها إحدى أشهر المراكز التي كانت قلعة عالمية في صناعه النسيج اليدوي حتى إنها لقبت بمانشستر ما قبل التاريخ نسبة للمدينة الأوروبية المتخصصة في تلك الصناعة.
يقول محمد الدقيشي رئيس مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق لمنتجات أخميم اليدوية بحي الكوثر، إن صناعة المنسوجات اليدوية اشتهرت بها مدينة أخميم منذ عهد الفراعنة لذا قمنا بتدريب ما يقرب من ألفي شاب بتمويل من وزارة الصناعة (مجلس التدريب الصناعي). وأضاف الدقيشي أن الدولة للأسف أهملت هذه الصناعة كغيرها من الصناعات اليدوية والحرفية وعلى الرغم من أنها صرفت ملايين الجنيهات على إنشاء قرية النساجين بدعم من التعاون الدولي وتم إنشاء 150 وحدة نول يدوى تضم مكان للإقامة ومكان لإنتاج النسيج ولم تكن عملية المحافظة على هذه الحرفة من الاندثار يكفيها إنشاء الوحدات فقط أو تقديم الرعاية للعاملين بالنسيج اليدوي وبل كان الأهم من ذلك هو تنمية وتطوير وتسويق المنتجات في السوق المحلى والأسواق الدولية. ومن جانبه، قال محمد حمدان الدقيشى رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق إن أهداف المؤسسة هي تنمية وتطوير وتسويق هذه المنتجات وإحياء هذه الحرفة والمحافظة عليها من الاندثار إضافة إلى ضرورة إجراء الدراسات التسويقية اللازمه لتسويق المنتجات وهذا بجانب تنمية القرية الأولى للنساجين والقرية الثانية التي أنشئ بها 122 وحدة نسيج بجانب السكن والتي سلمت منذ عدة أعوام ولم يبدأ بها أي إنتاج.
أم عبد الله واحدة من أهم وأمهر النوالات في قرية النول والتي تعمل ضمن منظومة عمل مؤسسة الفراعنة، أكدت أنها كانت من المشاركين في تدريب بعض الفتيات على النول في مبادرة مؤسسة الفراعنة لتدريب وتشغيل 1000شاب وفتاة وأنها دائما ما يشغل بالها الحفاظ على الحرفة من الاندثار ولا تدخر جهدا في دعم المنظومة وإتاحة فرصة عمل للراغبين في تعلم المهنة.
فيما أشار نور الدين السيد بخيت المدير التنفيذي لمؤسسة الفراعنة، إلى انه تم توقيع بروتوكول تعاون بين المؤسسة ومجلس التدريب الصناعي من اجل تدريب وتشغيل 100 شاب وفتاة. وقال بخيت إننا واجهنا الكثير من المشاكل مع بعض النساجين القدامى الذين تخوفوا من أن المتدربين من الشباب والفتيات الجدد سوف يتعلمون المهنة لإخراجهم من الوحدات التي سلمت ولم يتم الإنتاج بها حتى اليوم والبعض الآخر قال إن هذه المهنة انتهت لعدم اهتمام الدولة بها وبالعاملين بها حيث لم يتم توفير أي خدمات لهم من الناحية الصحية أو الاجتماعية أو التعليمية وللأسف المحافظ لم يهتم بزيارة مشروعنا حتى الآن. وأضاف "نهدف إلى تشغيل 1000 شاب وفتاة خلال عامين ونأمل في الوصول إلى 5000 على مدى خمس سنوات ونتمنى تعاون وزارات التضامن والثقافة والصندوق الاجتماعي معنا ومع وزارة الصناعة في تشجيع الشباب والمساهمة في فتح منافذ أكثر للتسويق في السوق المحلى والدول العربية".
وقال زكريا عبد الجابر مدير التنمية البشرية بالمؤسسة إنه تم تدريب 100 فتاة وشاب من خريجي الثانوية النسيجية ومن سكان القرى المجاورة لحى الكوثر، ونأمل في المرحلة الثانية أن نقوم بعمل مجموعات داخل القرى من أجل نشر فكرة العمل في الحرف اليدوية وزيادة الإنتاج وعدم تحمل الدولة عملية إنشاء وحدات أخرى والاستفادة من الأماكن المتاحة في القرى لتنفيذ المشروع لكننا نحتاج لنظرة من المحافظة في توفير بعض النواحي المهمة للقريتين مثل الوحدة الصحية ومعرض دائم لتسويق المنتجات ونأمل من المحافظة وحى الكوثر التواجد معنا من أجل القيام بعملنا وتمكين الشباب من الإنتاج.