ظلت صناعة النسيج اليدوي والحرير الطبيعي بمحافظة سوهاج تراثا ارتبطت صناعته بمدينة اخميم لدرجة انه أطلق عليها مانشستر ما قبل التاريخ لشهرتها بصناعة النسيج اليدوي والحرير وكانت مدينة اخميم تشتهر بتلك الصناعة التي تحتاج للفن الراقي ولها جمالها وذوقها الخاص ويأتي إليها السائحون من الداخل والخارج لشراء الأقمشة المنسوجة والمطرزة وكانت صناعة النسيج اليدوي في تلك المدينة العريقة والتاريخية في فترة من الفترات تكسو القصور الملكية بل كان حريرها يكسو الكعبة المشرفة. لكن في الوقت الحالي ومنذ سنوات تواجه تلك الصناعة التراثية الانقراض وتحتاج إلي الإنقاذ للحفاظ علي تراث وصناعة من أهم وأعرق الصناعات في الصعيد. يقول عم أحمد ان الحكومة رفعت يديها عن تلك الصناعة التراثية التي كانت ملء السمع والبصر ويأتي إليها الجميع من داخل مصر وخارجها لشراء مستلزماتهم من منسوجات "كوفرتات وشيلان وطرح وفساتين وسرائر ومفارش السرير". مشيرا إلي أن النساجين اليدويين من أبناء اخميم أبدعوا في صناعتهم وأظهروا الإبداع في أعمالهم اليدوية وتنوعت منتجاتهم النسيجية تنوعا غاية في الروعة جذبت العديد والعديد من المواطنين من داخل وخارج مصر علي حد سواء وكانت اخميم قبلة من يريد السجاد اليدوي الفاخر ومازالت اخميم تتمسك بتلك الصناعة رغم التطورات. أضاف محمد خليل ان بعض النساجين حصلوا علي منازل بقرية النساجين بأخميم واستقروا بها بإيجار شهري لمواصلة عملية الإنتاج وزيادة الدخل اليومي لهم والحفاظ علي تلك الصناعة من الاندثار. أشار السيد منتصر إلي أن مدينة اخميم تعتبر قلعة لصناعة النسيج اليدوي لكن يبدو انها تواجه الانقراض لأن جميع العاملين بالنسيج اليدوي يعانون أشد المعاناة من ارتفاع شراء الأقطان وعملية التسويق وان التكلفة كبيرة عليهم ورغم ذلك هناك محاولات منا جميعاً للحفاظ علي تلك المهنة التي أكسبت اخميم شهرة كبيرة. يطالب مصطفي راغب موظف الحكومة المصرية وقيادة المحافظة بالحفاظ علي صناعة النسيج اليدوي والحرير الذي تشتهر به اخميم المعروفة بجودة منتجاتها وعراقتها وإنقاذ صناعة مازال العاملون بها يحافظون عليها باستخدامهم الأنوال في عملية التصنيع رغم المتاعب والمشاق والحفاظ علي حرفة من الخطر قبل فوات الأوان. أكد سعد الدين محمد ان أبناء اخميم اشتهروا بصناعة النسيج اليدوي الأمر الذي أدي إلي إكساب تلك الصناعة شهرة كبيرة ولكن تواجه تلك الصناعة في الوقت الحالي متاعب ومصاعب كبيرة فبعد أن حصل عمال النسيج علي بيوت النول بحي الكوثر تفرض عليهم ضرائب وإيجارات عن تلك المنازل ورسوم نظافة. الأمر الذي أرهقهم مادياً. كما انهم ليس لهم تأمين أو معاش بالإضافة إلي أن عملية البيع تبدو للكثيرين صعبة لعدم وجود تسويق. مضيفاً ان هناك أعباء مالية أخري منها زيادة أسعار القطن والكتان ويتم بيع المنتجات إلي تجار النسيج بمبالغ أقل من تكلفتها. يؤكد محمود أحمد يعمل بالنسيج في الكوثر علي ان إنشاء قرية النساجين بالكوثر كانت فكرة ممتازة للحفاظ علي صناعة أو حرفة النسيج اليدوي لكن أين الدعم وأين الحكومة منها لابد من توفير الأقطان والحرير. قال محمد عبدالعليم أحد النساجين ان اخميم كانت تقوم بصناعة كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تصنع من الحرير وكان الانتاج من الحرير الطبيعي يتم تصديره إلي الكثير من الدول ويحظي بإقبال المستهلك عليه لجودته العالية وكنا ننافس أي منتج حرير في بلدان العالم بسبب صناعته بتوليفة وطريقة يدوية غير معروفة في أي بلد آخر بالعالم لكن في السنوات الأخيرة اندثرت تلك المهنة وتواجه مخاطر عديدة وفي حاجة إلي من يمد لها يد الإنقاذ خاصة ان هناك حالة من الكساد والركود اضافة إلي أن عملية الاستثمار في صناعة الحرير الطبيعي اليدوي أصبحت مكلفة. من جانبه قال محمد حمدان الدقيشي رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق بسوهاج انه تم تخريج 100 فتاة وشاب من الدفعة الأولي لبرنامج التدريب من أجل التشغيل علي صناعة المنسوجات اليدوية بحي الكوثر بأخميم لإحياء صناعة النسيج اليدوي والحفاظ عليها من الاندثار في اطار مبادرة المؤسسة لتشغيل 1000 شاب وفتاة في هذه الصناعة التراثية. مشيرا إلي الحاجة لتعاون المحافظة ورجال الأعمال لمد يد العون لهذا المشروع للحفاظ علي بقاء هذه الحرفة والمساهمة في توفير بعض الأنوال الخشبية ومساعدة المؤسسة في عمليات التسويق بالسوق المحلي والخارجي.