أعلن الدكتور وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات ومنتجات الزجاج أنَّ السوق المحلية تشهد نشاطًا غير مسبوق في مجال الإنشاءات العامة بفضل المشروعات الضخمة التي تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالاعتماد على شركات المقاولات المصرية سواء شبكة الطرق والكباري الجديدة أو آلاف الوحدات السكنية التي يجري إنشاؤها حاليًّا أو محطات إنتاج الكهرباء العملاقة المنتظر دخولها الخدمة بالفعل خلال أشهر قليلة. وقال جمال الدين، في تصريحاتٍ له، اليوم السبت: "هذا النشاط الضخم انعكس إيجابيًّا على قطاع مواد البناء، ما عزَّز من حجم إنتاجه ومبيعاته في السوق المحلية، وهو ما كان عامل مساند أيضًا للصادرات حيث أنَّ التكلفة الثابتة لعمليات الإنتاج يتم توزيعها بنسب متفاوتة على المبيعات للسوق المحلية والصادرات، وكلما زادت المبيعات المحلية أمكن بالتالي للمنتجين تخفيض نسبة التكاليف الثابتة على الصادرات من أجل مزيد من تنافسية منتجاتنا بالأسواق الخارجية". وأضاف: "هذه الآثار الإيجابية لنشاط السوق المحلية تؤكدها قفزة صادرات قطاع مواد البناء التي سجلت خلال مايو الماضي طبقًا لبيانات هيئة الرقابة على الصادرات والواردات نحو 4.238 مليار جنيه بارتفاع 86% عن مستويات مايو 2015". وتابع: "هذا النمو القوي في صادرات مواد البناء يؤكِّد أحقية القطاع في الاستفادة من برنامج المساندة الإضافية للصادرات الذي قرره المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة وبخاصةً أنَّ مواد البناء تتصدر قائمة أكبر المجالس التصديرية، وأيضًا يعد مع الكيماويات المجلسين الوحيدين اللذين حقَّقا زيادة كبيرة في صادراتهما وبنسب تفوق المستهدف من وزارة التجارة والصناعة البالغ 25% عن أرقام 2015، والمجلس التصديري لمواد البناء سيتقدم بمذكرة جديدة لوزير التجارة والصناعة لتجديد طلب الضم لبرنامج المساندة الإضافي". وأشار إلى أنَّه بالتنسيق مع المهندس خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديري للكيماويات فسوف يتم التقدم لوزير التجارة والصناعة بمذكرة مشتركة لاقتراح تحويل جزء من موازنة المعارض الدولية المتخصصة إلى البعثات التجارية خاصة لإفريقيا، حيث أنَّ نظام البعثات أثبت أنَّه أكثر فعالية في فتح الأسواق الإفريقية والفوز بالمزيد من العقود التصديرية، كما أنَّه بمخصصات معرض واحد يمكن تنظيم ثلاث بعثات تجارية دفعة واحدة وهو ما يعني قيمة مضافة أعلى للإنفاق العام. واستطرد: "هذا لا يعني إلغاء الاشتراك بالمعارض الدولية المتخصصة ولكن تقليل عددها فقط لتقتصر على المعارض الكبرى خاصة المقامة بالأسواق الأوروبية والعربية التي لا تزال المعارض المقامة بها أفضل آلية للتعاقد على الصفقات الجديدة والتواصل مع العملاء". وكشف عن وضع المجلس التصديري لمواد البناء لخطة عمل بالتنسيق مع جهاز التمثيل التجاري لتنظيم بعثات ترويجية منتجات البلاد في أسواق إثيوبيا والكونغو وغانا وأوغندا وتنزانيا وذلك خلال العام المالي الجديد 2016 - 2017 إلى جانب المشاركة في بعثات مبادرة مصر لبنان إلى إفريقيا التي تضم معظم المجالس التصديرية وتنطلق أولى بعثاتها إلى كوت ديفوار الشهر المقبل، لافتًا إلى أنَّ هذه المبادرة التي يتبناها وزير الصناعة وتحظى بدعم من القيادة السياسية لمصر ولبنان ستحقق نتائج إيجابية للغاية للجانبين، حسب تعبيره. وأشار إلى تعاقد أحد رجال الأعمال اللبنانيين في اليوم الأول لزيارة بعثة رجال الأعمال اللبنانيين المهاجرين لإفريقيا لمصر، على تصدير 60 شحنة من السيراميك المصري إلى إثيوبيا، كما أنَّ الزيارة أعن التعاقد على تصدير كميات ضخمة من مواد البناء ومنتجات مصرية أخرى عديدة. وحول الآليات المطلوبة لدعم المبادرة، أكَّد جمال الدين أهمية العمل على إيجاد طرق بحرية مباشرة بين مصر وشرق وغرب إفريقيا، حيث أنَّ تكلفة الشحن الحالية مع الدول الإفريقية مرتفعة للغاية، كما تستغرق وقتًا طويلًا بسبب الاضطرار إلى الشحن عن طريق طرف ثالث، مطالبًا بالعمل على توقيع اتفاقية لتحرير التجارة بين مصر ودول غرب إفريقيا، وبخاصةً نيجيريا والسنغال حيث تتوافر بهما فرص ضخمة لنمو الصادرات وبجميع القطاعات الصناعية وليست مواد البناء فقط.