اسم من مقطع واحد، يسهل تذكره يحمل معناه التفاؤل والسعادة، لكنه يجلب معه الكثير من الأحداث والتفاصيل، بسمة الشابة التى بدأت كمذيعة وانتهى بها الحال كممثلة، تثير الجدل بما تختاره من شخصيات، التى غالبًا ما تحمل ثورة وغضبًا وحبًا وكرهًا لا تعبر عنها ملامحها وصوتها الهادئين، بدايتها كانت مع التليفزيون أواخر التسعينيات إلى جانب خالد أبو النجا كمذيعين بقناة النيل للمنوعات، ومنها للسينما بعد أن ظهرت مع باسم سمرة فى فيلم المخرج يسرى نصر الله «المدينة»، ومنه إلى فيلم «الناظر» لشريف عرفة إلى جانب الراحل علاء ولى الدين فى دور وفاء صديقة طفولة صلاح وحبيبته، الدوران لم يحققا لها الانتشار الكافى مثلما حققته لها الدراما التليفزيونية. «الرقص على سلالم متحركة» كخطوة أولى أعقبها «أميرة من عابدين» كنقلة كبرى، لأن المسلسل كان من تأليف الراحل أسامة أنور عكاشة، وإخراج أحمد صقر، وكلاهما معروف عنه حرفيته الشديدة وتقديمه أعمالا جماهيرية واسعة الانتشار، أيضا عودة سميرة أحمد بعد أربع سنوات من تجربة ناجحة جدا هى «امرأة من زمن الحب»، الذى قدم وجوهًا جديدة للجمهور، احتلوا سريعًا خريطة التليفزيون والسينما، نفس الشىء تكرر مع «أميرة من عابدين» شخصية علا فى المسلسل وعلاقة الشد والجذب بين حبيبها الجديد وخطيبها السابق، ورغبتها فى مستقبل أفضل، ومساعدتها لأسرتها، ولحبيبها فى محنته، كل هذه التفاصيل مع مساحة الدور وأداء بسمة نفسة جعل منها وجهًا واسمًا يتحدث عنه الجمهور الأكثر انتشارًا فى مصر، وهو جمهور الشاشة الصغيرة فى موسم رمضان. أدوار بسمة فى السينما توالت بشكل أكبر وظهرت فى أفلام مشاركة فى البطولة كما الحال فى «النعامة والطاوس» مع مصطفى شعبان، ولبلبة، أو بطولة جماعية كما الحال فى «حريم كريم» إلى جانب علا غانم وريهام عبد الغفور وداليا البحيرى ومصطفى قمر، أو أن تقدم دورًا مؤثرًا مثيرًا للجدل فى بعض مشاهده كما الحال فى «ليلة سقوط بغداد» وغيرها، كل هذا فى أقل من ثمانى سنوات، لتحصل بسمة على البطولة الأولى من خلال فيلم «زى النهاردة» التجربة الجديدة، والدراما النفسية التى فتحت لبسمة بعدًا آخر فى الأداء، فالفيلم هنا تتصدر هى أفيشه، وتقدم من خلاله شخصية مى التى تعانى من أخيها المدمن الذى تسبب فى موت خطيبها، ومع ظهور شخص آخر فى حياتها، تحاول أن تبعده عن نفس المصير، بسمة قدمت دورًا تطلب منها إظهار الكثير من الانفعالات التى ربما يظن المشاهد أن لن تستطيع إظهارها، لكن بسمة على العكس قدمت مى وقدمت معها نفسها كممثلة خارج إطار الأفلام الخفيفة، وكانها تبعث برسالة أنها قادرة على فعل الكثير، وما زال عندها أكثر لتقدمه، وهو ما أثبتته، وأكدت عليه فى فيلمى «رسائل البحر» و«واحد صحيح»، وأيضا من خلال مسلسل «قصة حب»، الذى قدمت من خلاله أمًا شابة لفتى منتمٍ للتيار الإسلامى ترتدى النقاب وتقع فى حب ناظر المدرسة التى يدرس بها ابنها، ومنها لمسلسها الحالى «الداعية» الذى تقدم من خلاله عازفة كمان تحب داعية إسلامى متشدد. مسيرة بسمة الفنية القصيرة زمنا والتى ما زالت مستمرة يمكن وصفها بأنها هادئة تسير على خطوات ثابتة، لكن فى المقابل هناك الكثير من الإثارة فى حياتها الحقيقية، فنشاطها السياسى الذى خاليا هو جين وراثى من والدها الصفحى اليسارى ووالدتها الناشطة الحقوقية، وربما أيضا من جدها المناضل اليسارى الكبير يوسف درويش، هذا النشاط دفع البعض لمحاولة تشويهها بأصولها اليهودية من ناحية والدتها نوله درويش، وهو الشىء الذى يعتبر مدعاة للفخر نظرًا لتاريخ عائلتها المرتبط بتاريخ نضال طويل من أربعينيات القرن الماضى.