سلطت وكالة "رويترز" الضوء على مبادرة مصر لبناء منازل جديدة بدلاً من العشوائيات الفقيرة. إذ قامت بيادة محمد، بترك الحي الفقير القديم الذي كانت تعيش فيه وانتقلت الى شقة جديدة في مجمع سكني بالقاهرة، وهي بذلك تعتبر من ضمن الأوائل المستفيدين من الخطة الحكومية لإعادة إسكان سكان الأحياء الفقيرة الأكثر خطورة في مصر. ومن ضمن تلك الأماكن حي الدويقة، حيث توجد هناك منازل بلا مياه جارية، وقد أدى انهيار صخرة جبلية فوق منازل بحي الدويقة إلى قتل نحو 130 شخصا في عام 2008. وتابعت الوكالة أن هناك أيضاً نحو 351 منطقة عشوائية فقيرة تعتبر غير آمنة في مصر، معظمهم في مناطق مترامية الأطراف، حيث أن هذه المنازل آيلة للسقوط و تفتقر إلى المرافق الأساسية مثل التيار الكهربائي ومياه الصرف الصحي والمياه، ويعيش في هذه المناطق نحو 850،000 شخص. وهناك أزمة حادة في نقص المساكن بأسعار معقولة، حيث يعتقد أن ما بين 1.5 مليون نسمة ومليوني نسمة يعيشون في المقابر في منطقة تعرف باسم مدينة الموتى. من جانبه تعهد السيسي، بنقل كل اللذين يعيشون في المناطق العشوائية "الخطيرة وغير الآمنة" إلى وحدات سكنية جديدة على مدى ثلاث سنوات في مشروع طموح تصل تكلفته إلى 14 مليار جنيه (1.58 مليار دولار)، وينقسم مشروع "تحيا مصر" المخصص بالكامل لسكان العشوائيات الخطرة إلى ثلاث مراحل، واكتمل بناء المرحلتين الأولى والثانية في نحو 11 شهرا فقط وتضمن 12 ألف وحدة سكنية بتكلفة 1.5 مليار جنيه. وستفتتح المرحلة الثالثة عام 2017 ليصل إجمالي عدد وحدات المشروع السكنية الجديدة إلى نحو 20 ألفا، وأسهم صندوق تحيا مصر الذي أسسه السيسي عام 2014 لدعم الاقتصاد في تمويل المشروع مع محافظة القاهرة وصندوق تطوير المناطق العشوائية، ويتوقع أن يصل إجمالي عدد سكان المشروع إلى 100 ألف شخص بعد اكتماله. و علي صعيد آخر لم يكن جميع سكان الأحياء الفقيرة متحمسون مثل بيادة لترك هذه المناطق ورؤية منازلهم القديمة يتم هدمها، إذ قال السيسي مؤخراً في افتتاح مشروع إسكان ذوي الدخل المنخفض في منطقة مدينة بدر بالقاهرة، إن "معظم سكان هذه المناطق يرغبون في أن يكونوا بمناطق قريبة من الأماكن التي يعيشون فيها الآن، وهذا يعتبر مشكلة بالنسبة لنا". و في الوقت الذي يتم فيه إخلاء المناطق الخطرة، فإن الحكومة ترفع بمستوى بعض المستوطنات الأخرى، وتربطها بالخدمات الأساسية و تقوم برصف الطرق. ومن ناحيته قال مجدي محمود، وهو عامل في مصنع يعيش مع عائلته في منطقة أبو دحروج بجنوب القاهرة، إن هذا العمل يجب أن يمتد إلى المدارس والعيادات"، مضيفاً أن "التحسينات ليست سيئة ولكن الشيء المهم هو النظر للناس والعناية بهم".