تحل اليوم ذكرى وفاة الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني مؤسس الإسكندرية، والذي أسس 20 مدينة تحمل اسمه في مناطق كثيرة فتحها خلال حملاته العسكرية؛ إلا أن الإسكندرية المتواجدة في مصر كانت أعظم تلك المدن بلا منازع وقد رحل الإسكندر الأكبر في 10 يونيو عام 323 قبل الميلاد. واليوم تختلف الإسكندرية عن التي بناها وشيدها الإسكندر المقدوني بعدما اختفت منها أجزاء كبيرة، وأصبحت الإسكندرية تشتهر بأشياء عديدة منها تلال القمامة والأزمات المرورية بخلاف مياه المجاري المنتشرة في كل الأحياء والمناطق الرئيسية مرورًا بجمهورية التكاتك التي أصبحت خطر يهدد حياة المارة في كثير من الأحياء وإمبراطورية النباشين التي حولت شوارع العاصمة الثانية إلى مقالب قمامة عمومية في غياب محافظي الإسكندرية المتعاقبين. قالت الباحثة الأثرية منال فوزي، إن العصور تختلف ولا يمكن مقارنة الإسكندرية التي بناها وشيدها الإسكندر الأكبر بالمحافظة الحالية فشتان بينهما، بخلاف أن معدل تزايد السكان له تأثير ولكن يبقى الأمر مرتبطًا بشكل الإسكندرية الهندسي وشوارعها التي تطل على الكورنيش في غالبية الأحياء. وأضافت الباحثة المتخصصة في علوم المصريات، أن الإسكندرية تعد من أبرز المدن التى تحمل اسم الإسكندر وبها كم هائل من المناطق الجغرافية التي تصلح أن تكون مزارات سياحية هامة للعالم الخارجي، لافتة إلى أن الحكومات المتعاقبة ليست لديها خطة للنهوض بالسياحة في الإسكندرية على الرغم من احتوائها على تفاصيل وأجزاء غاية في الأهمية مثل الحي اللاتيني وكوم الدكة وكوم الشقافة التي تضم أعرق وأقدم مقابر تعود للعصر البطلمي وهي مقابر كتاكومب ذات ال99 درجة سلالم. وتابعت، أما المحافظة المتواجدة حاليًا فهي في وادٍ والشعب والسكان في وادٍ آخر، مطالبةً المهندس محمد عبد الظاهر، بعمل لجنة لإحياء التراث في الإسكندرية وعودة الإسكندرية للخريطة السياحية بدلا من التفرغ لمشاكل فرعية لا تعود بالنفع على المحافظة بأي شيء. وأوضحت الباحثة الأثرية أن لدينا ما يقرب من 40 موقعًا أثريًا بالمحافظة و60 مزارًا سياحيًا وشاطئًا بطول 38 كيلو متر، وحدائق في شرق وغرب المحافظة وسور أثري بالحي اللاتيني والمحصلة صفر فلا توجد أي خطة للنهوض بالإسكندرية. وعلى الجانب الآخر تحولت شوارع الإسكندرية إلى برك ومستنقعات، ففي منطقة العوايد شهدت شوارع عزبة سكينة طفح للمجاري؛ الأمر الذي أدى إلى غضب واستياء بين الأهالي، كما شهدت مناطق الحرمين والمندرة غرق الشوارع بسبب الهبوط الأرضي الناتج عن كسر ماسورة الصرف الصحي في منطقة عرامة بالعصافرة. ومن جانبه قال المهندس أحمد شعبان مدير عام المشروعات بشركة الصرف الصحي بالمحافظة، إن مشكلة عرامة ستأخذ بعض الوقت نظرًا لخطورة الهبوط الأرضي على المساكن والمنازل هناك، مؤكدًا أن الأمر بيد شركة المقاولون العرب وليس الصرف الصحي أو جهاز المشروعات. أما الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، أكد أن الإسكندرية بها ما يسمى بالسياحة الدينية حيث يوجد بها ما يقرب من 44 ضريحًا لعدد من أولياء الله الصالحين بالإضافة إلى المساجد الأثرية والتراثية النادرة التي تصلح كمزارات لكل دول العالم الإسلامي، إلا أن أجهزة المحافظة تركت الإهمال يسيطر على بيوت الله وأصبح العديد منها عبارة عن مقلب للقمامة وكافتيريات مخالفة مثل التي فى ميدان المساجد بأبو العباس المرسي. وطالب قاسم، نواب البرلمان، بعمل زيارة لأضرحة ومساجد الإسكندرية للوقوف على ما تمثله من قيمة تاريخية للمحافظة تدر عليها النفع والعائدات المالية. وقال منصور سلامة، أحد سكان منطقة النهضة، إن شركة إسود الكربون الهندية أصبحت ضد الدولة وتتحدى القانون وذلك بعدما غاب جهاز شئون البيئة عن المناطق وغابت الرقابة على المداخن والمصانع لتتحول قرى بنجر السكر ومصطفى إسماعيل إلى أماكن مكدسة بمرضى الربو والضغط والسرطان. وطالب سلامة مسئولي البيئة بالنزول إلى تلك المناطق والاستماع إلى شكاوى المواطنين وشرعة حلها قبل فوات الآوان.