مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    جنازة مهيبة لطالب لقى مصرعه غرقًا بالمنوفية (صور)    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    انتهاء أزمة الشيبي والشحات؟ رئيس اتحاد الكرة يرد    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    نجم الأهلي يقترب من الرحيل عن الفريق | لهذا السبب    "الدفاع التايوانية" تعلن رصد 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين جائزة حرية الصحافة    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    بشير التابعي: من المستحيل انتقال إكرامي للزمالك.. وكولر لن يغامر أمام الترجي    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخبار تكشف بالكلمة والصورة
عصابات نهب كنوز سلاطين المماليك

بعض البلطجية أصطحبوا مجموعه أجانب داخل مسجد أثرى مغلق مقابل المال
اللصوص سرقوا محتويات 67 أثرا .. والمحافظة حولتها لمقالب قمامة
بعض الأجانب يتسلقون تلال القمامة لدخول مسجد أثري
في اوربا ودول الغرب عندما يتم اكتشاف اثر لا يتجاوز تاريخه عشرات السنوات تقوم الدنيا لديهم ولا تقعد ويتصرفون وكأنهم عثروا علي كنز « علي بابا « .. يصنعون افخم المتاحف ليضعوها فيه.. ويحولون المنطقة التي وجد بها الاثر الي مزار سياحي عالمي.. لماذا يفعلون كل هذا، ويهتمون كل هذا الاهتمام.. الاجابة ببساطة لانهم يقدرون التاريخ ويعرفون قيمة التراث.اما في مصر فنتعامل مع الآثار بكل صنوف الاهمال ونتركها مستباحة للصوص الاثار.. أو نتركها تتحول لاوكار للبلطجية واطفال الشوارع.. وبدلا من استغلالها اقتصاديا كمزارات سياحية نرمي فيها قمامتنا لتتحول مع مرور السنين الي تلال من القمامة..هذا هو الحال في منطقة صحراء المماليك التي تقع في قلب القاهرة التاريخية..اكثر من 67 اثرا تضمها منطقة اثار شرق القاهرة التي تشمل السيدة عائشة والتونسي والاباجية ومنشأة ناصر ومصر الجديدة حتي الكيلو 21 بطريق السويس.. ويعود تاريخها الي اكثر من 700 سنة.. اصيبت بفيروس الاهمال الحكومي « القاتل « فاصبحت في مهب الريح.. مساجد تاريخية عتيقة.. اضرحة لملوك وامراء.. اسبلة يفوح منها عبق التاريخ.. قباب لكبار رجال الدولة المملوكية.. تحكي قصص واساطير الماضي، جميعها تهدمت واصبحت اوكارا للكلاب الضالة والبلطجية، وتعرضت جميعها للسرقة والنهب ولم يتبق منها سوي الحوائط (وهي ايضا معرضة للسرقة كما اكد لنا مدير عام الاثار بمنطقة شرق القاهرة والذي تحدث بمرارة عن انه ارسل مئات المخاطبات لوزارة الاثار لعمل ترميم لهذه الاثار المعرضة للضياع ولكن الرد عليه يكون: مفيش فلوس !!.. واشار الي انه يقوم بالترميم علي حسابه الشخصي وعن طريق « الشحاتة» من اهالي المنطقة.. وكشف لنا انه خاطب رئيس حي منشأة ناصر لرفع القمامة من حول المناطق الاثرية، فرد عليه قائلا: هذه المناطق هي اماكن تجمع يومي للقمامة، وكأن رئيس الحي لم يجد اماكن لتجمع القمامة سوي اسوار المساجد والقباب الاثرية ؟!..
الاخبار « رصدت بالصور المأساة التي وصلت اليها هذه الاثار الاسلامية لعل وعسي تتحرك الحكومة « النائمة « وتنقذ ما يمكن انقاذه من كنوزنا ا لاثرية.
ناضورجية يصطحبون السياح للمناطق الأثرية المهملة مقابل مبالغ مالية
مدير آثار شرق القاهرة: أرسلت مئات الخطابات للوزارة لإنقاذ آثارنا..والرد: مفيش فلوس
مسجد الأشرف يتحول لمقلب قمامة
بدأنا الجولة من منطقة قايتباي التي كانت في عهد المماليك عبارة عن صحراء وكان يستخدمها الملوك والامراء لانشاء مساجد وخانقاوات وقباب ومدافن لهم، وكانت مصممة بشكل يبرز روعة وعظمة فن العمارة في العصر المملوكي، وتوجد بهذه المنطقة اكثر من عشرة قباب دفن مصممة علي طراز فريد، منها 9 قباب ملحقة بالمساجد لدفن السلاطين..ومن بين المناطق الاثرية الموجودة بهذه المنطقة مسجد « الأشرف برسباي» الذي كان احد مماليك الظاهر برقوق الذي اعتقه وتدرج في الوظائف حتي وصل لكرسي السلطنة عام 1422م ، هذا المسجد طالته ايدي الاهمال والعبث، فتحولت ساحة المسجد الخلفية الي وكر للكلاب الضالة والحيوانات النافقة، وتهدمت اسواره واصبحت حوائطه معرضة للسقوط في اي لحظة ، بل ان اطفال الشوارع والبلطجية يدخلون اثناء الليل الي المسجد مستغليين تهدم السور الخلفي للمسجد، ويجلسون في القباب المدفون اسفلها ملوك وسلاطين ويتناولون المخدرات.. ويشكو عم حسن عبد النبي احد سكان المنطقة من تراكم القمامة بشكل بشع داخل المسجد الاثري، حتي امتلأ بالزبالة عن اخره ووصلت الي الخارج، وتزاحمت فوقها الكلاب والقطط الضالة والحشرات، واصيب اطفالنا بالامراض بسبب هذه الروائح الكريهة، وابلغنا الحي ومسئولي الاثار اكثر من مرة لازالة هذه القمامة، ولكن لا حياة لمن تنادي، مضيفا ان بلطجية المنطقة ينشطون اثناء الليل ويستغلون عدم وجود امن ويدخلون الي المسجد، ويفعلون به كل ما يخالف القانون.
بلدوزر الحي
اما عم كامل سيد فيقول ان سور المسجد الاثري انهار بسبب اللودرات الخاصة بحي منشأة ناصر، الذي جاء لازالة القمامة، فتسببب في سقوط السور الاثري، وذلك منذ 5 سنوات، وحتي الان لم يأت مسئول لبنائه حفاظاعلي الاثار الموجودة بالداخل ، كما ان هذا السور سبب الكثير من الحوادث للاطفال لان الاحجار الاثرية الضخمة تتساقط تلقائيا علي الاطفال
ويلتقط طرق الحديث عم حسين سعيد قائلا: المسجد تعرض للنهب والسرقة بسبب السور المتهدم، وباقي القباب والغرف الملحقة بالمسجد معرضة للانهيار بسبب عدم الترميم والاهمال ، مضيفا ان «قبة «جاني بك الأشرف» الموجودة بجوار جامع «الأشرف برسباي» تعرضت للانهيار نتيجة لما تستخدمه هيئة النظافة والتجميل بالحي من اللودرات الضخمة لرفع تلال القمامة من الآثار، وهو الأمر الذي أدي إلي تساقط بعض أجزاء من السور الحجري المحيط بها.
ناضورجية للسياح
اثناء تجولنا في المنطقة وجدنا اربعة سياح اجانب، يتجولون في المنطقة، ويلتقطون صورا لكافة اوجه الاهمال التي اصابت آثارنا الاسلامية، تحدثنا معهم، واكتشفنا انهم يريدون زيارة الاثار الاسلامية، والتعرف علي هذه الحضارة العريقة - كما اكدوا لنا - ولكن للاسف وجدوها مغلقة، وغير مفتوحة للزيارة، وقال احدهم: نريد زيارة المساجد الاسلامية ولكن لا نعرف كيف، واستغرب من كم الاهمال الذي تعاني منه هذه التحف المعمارية – علي حد قوله – وقال المرشد الذي يصطحب هؤلاء السياح انه لم يجد طريقة لدخول هذه المناطق سوي الاستعانة ببعض اهالي المنطقة لكي يقوم باصطحابنا وادخالنا الي هذه المناطق الاثرية مقابل مبلغ من المال، وبالفعل اصطحبتهم سيدة وشاب الي داخل مسجد « الامير كبير « ووجدوا صعوبة بالغة في الدخول الي المسجد بسبب تراكم جبال من مخلفات البناء، والردش « المحيط بشكل كبير بالمسجد.. وبسؤالنا لبعض الاهالي اكدوا لنا ان هناك « ناضورجية « من المنطقة يقومون باصطحاب الاجانب وادخالهم الي هذه المناطق الاثرية ورغم ان هناك خطورة علي حياة السياح الا ان ما يهمهم هو الحصول علي الاموال منهم.
هذا المسجد الذي بناه الامير كبير قرقماس ويقع في الطرف الشمالي من مقابر المماليك «مقابر الغفير بالدراسة» اصبح مقلبا لمخلفات المباني ومخلفات الردش حاولنا دخوله بصعوبة ، وعند دخولنا له وجدنا عددا كبيرا من تلاميذ المدراس «زوغوا» من المدرسة وذهبوا ليختبئوا هناك ويتناولون المخدرات
خانقاه الأشرف
وعلي بعد امتار توجد قبة خانقاه الأشرف برسباي وتقع بجبانة المماليك بشارع قبة الأشرف ويرجع هذا الأثر لأشرف برسباي وهو سيف الدين أبو النصر برسباي جركسي الأصل من أسرة فقيرة تولي حكم مصر بعد أن خلع الملك الصالح محمد بن ططر وتولي السلطنة سنة 825 وظل يحكم مصر لمدة ستة عشر عاماً حتي توفي ،الحال الان لهذه التحفة المعمارية لا»يسر عدوا ولاحبيبا» فالإهمال اسقط قبته وبقاياه متناثرة علي جانبي المكان الذي تقع فيه هذه القبة الا وهو «ترب الغفير» او الجبانات بقايتباي وهذه الاماكن الأثرية لا تقدر بثمن الا ان الاهالي من قديم الأزل قاموا بدفن ذويهم بجانب هذه الآثار واستباحوا حرمة المكان الأثري العظيم وقاموا بدفن اسرهم والقاء القاذورات والقمامة الي ان اصبح المكان مرتعا للكلاب والحيوانات الضالة ومأوي لأطفال الشوارع.فتقول ام سيد احدي اقدم سكان المنطقة انها لاتعرف اسماء هذه القباب ولا تدرك اهميتها ولكنها حزينة علي ما آلت اليه بعد سنوات من الاهمال فالمنطقة مليئة بالآثار التي لاتقدر بثمن ولكننا لانعرف قيمتها فنلوثها ونلقي القمامة بجانبها وها نحن الان نطالب بالنظر بعين الاهتمام لهذه المنطقة التي من الممكن ان تدر الخير لمصر كلها.
قبة برسباي البجاسي
وفي شارع قبة الأشراف بالقرب من قبة عصفور وخانقاه فرج ابن برقوق تقع قبه برسباي البجاسي والتي آلت علي السقوط بسبب الاهمال وعوامل التعرية بسبب الجو ومرور الزمن بالإضافة الي معاملة الاهالي لهذا الأثر ويرجع أصله من مماليك تنيك البجاسي نائب الشام الخارج علي الأشرف برسباي بدمشق سنة سبع وعشرين وقتل بها وخدم بعده بالقاهرة عند جافي بك الاشرف الدوادار الثاني وتعتبر هذه القبة من اقدم واندر القباب ذات الطابع الاسلامي المملوكي وليست موجودة في اي مكان بالعالم ،ويقول محمد عبد الرحمن من سكان المنطقة اننا اثبتنا اننا داخل دولة لا تقدر هذه النعمة التي نمتلكها ففي اي دولة بالعالم ليس بها ربع آثارنا تحافظ عليها وتضع قوانين وعقوبات صارمة لحماية هذه الآثار اما نحن فنحاول بشتي الطرق القضاء علي اثارنا وخصوصا في منطقة قايتباي وترب الغفير والتي يرجع اثارها لأكثر من 600 سنة وبها اقدم اثار العصر المملوكي التي لاتقدر بثمن.
الأميرة طولبية
واثناء جولتنا بالمنطقة صدمنا مشهد لأحد اعظم القباب في المنطقة الا وهي قبة الأميرة «طولبية» والتي تقع في شارع السلطان أحمد تجاه خانقاه أم أتوك بالناحية المقابلة لمنشأة ناصر والأثر يرجع الي الأميرة خوند كولومبية الناصرية التترية بنت عبد الله الناصرية زوجة السلطان الملك الناصر حسن، هذه القبة النادرة استيقظ الأهالي في يوم وليلة ليجدوا برج تقوية اشارات شبكة احدي شركات المحمول وذلك بموافقة وزارة الآثار لعدم وجود موارد مالية استنادا لحديث احد المصادر المسئولة بالهيئة العامة للآثار الاسلامية بوجود شبكة تقوية خلف هذا الأثر النادر جعلنا نضرب كفا بكف علي ما آل اليه الوضع بمنطقة ارض المماليك بقايتباي وترب الغفير، فيقول محمد الحصري من سكان المنطقة ان هذه المنطقة تختفي ملامحها شيئا فشيئا إلي اننا في يوم وليلة نصحو علي كارثة فمن سرقة الحشوات والآثار في هذه المناطق كل فتره قليلة الي مشاهد الاهمال اليومي في المنطقة لدرجه ان سكان هذه القباب لاتعرف اسمائها مطالبا وزارة الآثار بتوفير الموارد المالية لإعادة الحياة لآثار قايتباي وترب الغفير.
كل هذه المشاهد المأساوية، والاوضاع الشاذة، رصدناها بالصور ووضعناها علي مكتب المسئول الاول عن الاثار في هذه المنطقة عماد عثمان مهران مدير قطاع الآثار بشرق القاهرة، الذي تحدث معنا بمرارة قائلا: ارسلت مئات الخطابات لوزارة الاثار لانقاذ الاثار الاسلامية بمنطقة شرق القاهرة وطلبت الموافقة علي ترميمها، ولكن دائما ما يأتيني الرد.. مفيش فلوس.. واقوم بالترميم بالجهود الذاتية وعن طريق « الشحاتة « من الاهالي للمساهمة في الترميم، وانا توليت هذا المنصب منذ 7 شهور فقط، ولم يكن هناك اي صندوق قمامة يوضع في المنطقة وكنت انا اول من قام بشراء صناديق للقمامة علي حسابي الشخصي ووضعتها بجوار المناطق الاثرية حتي لا يلق الاهالي داخل حرم المساجد والقباب الاثرية، موضحا ان المنطقة بها 67 اثرا يتراوح مابين مساجد وقباب واسبلة واضرحة وجميعهم مهمل ويحتاج الي ترميم، ولكن لا يوجد امكانيات مادية .
فض الاشتباك
الحل الوحيد للحفاظ علي هذه الاثار الاسلامية هو وقف الاشتباك بين الاوقاف والاثار خاصة فيما يتعلق بالمساجد الاثرية لان هذه المساجد تتبع الاوقاف، بينما الاثار مشرفة عليها فقط ، هذاما اكدته نجلاء عبد المحسن مدير عام شئون مناطق شرق القاهرة بوزارة الاثار والتي اشارت الي ان سرقة الاثار الاسلامية سببها ان وزارة الاوقاف تعطي مفاتيح المساجد الاثرية لاهالي المنطقة، وهو ما قد يتسبب في سرقة بعض مقتنيات هذه المساجد، كما حدث في سرقة لوحة خشبية من مسجد السلطان برقوق منذ 10 ايام..
وانهت حديثها قائلة: اصدرنا اكثرمن 70 قرار ازالة لتعديات علي الاثار سواء بالمباني او بالتعدي علي حرم المناطق الاثرية وللأسف نحن غير قادرين علي التعامل مع تلك التعديات،ولم ينفذ منها أي قرار حتي الآن، حيث دائما ما تقول الدراسات الأمنية للمكان قبل التنفيذ أن الحالة الأمنية لا تسمح، ولذلك نكتفي بالغرامات المالية».
ندفن كنوزنا
اما د. أمنية عبد البر «عضو المؤسسة المصرية لانقاذ التراث الاسلامي» فأكدت بانه في الفترة الماضية رأينا كيف بدأت جهود وزارة الآثار للنهوض بمنطقة مقابر المماليك خاصة فيما يتعلق بالتخلص من القمامة المتراكمة وإعادة إحياء المنطقة بعمل احتفاليات حول المباني الأثرية لجذب القاهريين إلي هذه المنطقة الرائعة التي مازالت تزخر بالعديد من الحرف التقليدية أهمها حرفة نفخ الزجاج والدق علي النحاس مشيرة ان هذه الجهود تحتاج إلي تشجيع وتحتاج أن توظف في مشروع أكبر لهذه المنطقة الأثرية الرائعة. واضافت عبد البر انها سمعت عدة مرات عن مشاريع إحياء لهذه المنطقة، مرة من جهاز التنسيق الحضاري ومرة من وزارة الآثار إلا انها لم تر بعد أية خطوات جادة علي الأرض تجاه تفعيل هذه المشاريع، ولعل أهم هذه الخطوات هي إيقاف البناء المخالف الذي انتشر بصورة مرعبة في السنوات الماضية وإزالة ما تم بناؤه مسبقا بالمخالفة لقوانين الآثار والبناء ورفض أية امكانية للتصالح أمام هذه المخالفات فنحن أمام منطقة مهمة جدا أثريا وتاريخيا وسياحيا وثقافيا وحتي دينيا لذا يجب أن يتم التعامل معها علي هذا الأساس.وطالبت عبد البر من الحكومة قبل البدء في التفكير في التطوير والترميم أن تبذل أولا مجهودات من أجل تأمين هذه الآثار القيمة والحد من السرقات التي تتم في وضح النهار فقد رأينا كيف تم سرقة ست حشوات كتابية مطعمة بالصدف من المقصورة الخشبية بقبة الإمام الشافعي وسرقة النص التأسيسي لقبة الحريم بخانقاه السلطان فرج بن برقوق وهي سرقات لا تقدر بمال فأنا أري في مزادات لندن كيف تباع هذه القطع بأرقام خيالية ولا نستطيع في معظم الأحيان ايقافها لاننا للاسف لم نقم بعد بعمل توثيق وحصر جاد لكل هذه المقتنيات القيمة التي مازالت موجودة بداخل الآثار الاسلامية كما انه لا توجد قاعدة بيانات رقمية تمكننا للرجوع إليها في حالة الاشتباه بسرقة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري علي الحكومة أن تبدأ في تأمين القباب المهملة من الانهيار والتي تعد من المباني المملوكية المهمة كقبتي خوند طغاي وخوند طلبية زوجتي أحد أعظم سلاطين المماليك وهو السلطان الناصر محمد وهما الآن في حالة يرثي لها كما يجب أن يتم وضع خطتين للمنطقة واحدة قصيرة المدي تتمثل في الحد من السرقات والتخلص من الزبالة وتأمين المباني الأثرية من الانهيار ووقف عمليات البناء المخالف ثم خطة أخري طويلة المدي لدراسة إمكانية استغلال هذه المنطقة ووضعها علي خريطة القاهرة السياحية وتنشيط الحرف التقليدية المنتشرة والاستفادة من القباب المهمة الموجودة ودمجها في برامج للسياحة الدينية فإلي جانب قبة الإمام الشافعي يوجد أيضا العديد من التابعين والأتقياء كالإمام الليث وابن عطاء الله السكندري الذين يتم زيارة مقاماتهم أحيانا بصعوبة بالغة نظرا لتكدس القمامة أو المياه الجوفية التي تعوق السير، فعلي سبيل المثال انظر الي تركيا وكيف استفادت مدينة استنطبول من وجود جامع وقبر الصحابي أيوب الأنصاري وكيف تم تهيئة المكان لاستقبال الزائرين ونحن ندفن آثارنا بقمامتنا واهمالنا حكومة وشعبا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.