غبار كثير حول دور رئيس مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين، وهو الاسم الذي تلاحقه العديد من علامات الاستفهام، وتتردد الأقاويل وتتواتر حول تأثيره الفعلي في وزارة الثقافة، وقربه من الوزير حلمي النمنم وتأثيره على قراراته. الأقاويل التي تصدق عليها العديد من الدلائل، تقول إن موقع سراج الدين يتجاوز رئاسته لمجس مكتبة الإسكندرية إلى قيادة الوزارة كاملة من وراء ستار، كما تشير الوقائع دوره المحوري في اختيارات جوائز الدولة هذا العام. أبرز هذه الدلائل ما ذكرناه في تقرير سابق عن فوز الدكتورة ليلا تكلا بجايزة النيل للعلوم الاجتماعية رغم تورط اسمها في قضية رشوية في صفقة تسليح، لمجرد علاقتها الوثيقة بسراج الدين وعضويتها في مجلس إدارة المكتبة. لا يقف الأمر عند فوز تكلا بل يتجاوز إلأى فوز اثنين من العاملين بمكتبة الإسكندرية بجوائز الدولة وهما منير عتيبة الفائزة بالتشجيعية عن فئة القصة القصيرة والدكتور خالد العزب بجائزة التفوق للعلوم الاجتماعية. الأغرب والأكثر دلالة هو حجب جائزة النيل عن الدكتور جابر عصفور ومنحها لمن هو أقل منه قيمة وهو الشاعر فاروق شوشة، فيما يبدو أن وزير الثقافة حلمي النمنم بإيعاز من سراج الدين أصدر تعليماته بعدم التصويت لجابر عصفور، اعتمادا على الكتلة التصويتية لمسؤولي الوزارة وعددهم 22 في مواجهة 30 مثقف هم اللجنة التي تصوت على جوائز الدولة. لأنه من العلوم -أيضا- الخلاف بين عصفور وسراج الدين، ما كان نتيجته إقصاء الأول عن جائزة النيل. ما يزيد الشكوك حول صحة هذه الأقاويل هو حضور إسماعيل سراج الدين للمرة الأولى، وهو بالضرورة يؤكد ماتردد من دعم سراج الدين لحلمي النمنم للوصول إلى كرسي الوزارة، وإلا فما الذي يفسر كل ما سبق بالإضافة إلى طبع كتابين لإسماعيل سراج الدين في ولاية النمنم لا قبلها، ورغم عدم طبع سراج الدين لأي كتب من قبل في وزارة الثقافة. صحيح أن بعض الأسماء الفائزة هذا العام لاقت حفاوة كبيرة في الأوساط الثقافية، مثل سعيد الكفراوي وزين العابدين فؤاد وفتحي عبد السميح ومحمد عبد النبي. لكن ذلك لا يعفي الاختيارات من رداءتها، وذلك بافتراض عدم حسابات تخص وزير الثقافة ورئيس مكتبة الإسكندرية. فما هو المنجز الشعري لفاروق شوشة ليفوز بالجائزة؟ ما هي القيمة المضافة للسينما المصرية التي قدمتها ماجدة الصباحي؟ بفوز ليلى تكلا المتهمة في رشوة والقريبة من سوزان مبارك، وبحجب اسم الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور هل تشهد الوزارة عشرات الخطوات للوراء على يد وزيرها؟