كل عام وأنتم بخير.. نستقبل الشهر الكريم ونحن أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فالله يحب الثائرين على الظلم والاستبداد، المدافعين عن الحرية وكرامة الإنسان، العاشقين للوطن والحياة. نستقبل الشهر الكريم وقد استعدنا الثورة وفتحنا أبواب الأمل، رغم كل محاولات أعداء الله والوطن لتعطيل مسيرة شعب منحهم الثقة فخانوه، وصدق وعودهم فخدعوه، وأعطاهم الأمان فطعنوه، وسلمهم الحكم فقادوا الوطن إلى حافة الكارثة. قبل الشهر الكريم بأيام ذكرونا بأنهم لا يعرفون حرمة الدم، ولا يفهمون إلا لغة القتل، ولا يتورعون عن ارتكاب أحط الجرائم، متصورين أنهم يخدعون الناس حين يتسترون كذبًا وراء أعظم الرسالات السماوية، وأكثرها تسامحًا. ربما يكونون قد نجحوا فى زرع بعض الحزن فى نفوس أبناء شعب طيب، يكره العنف ويزهو بأنه أنجز ثورته ثم استعادها بعد أن خطفت منه، وكان سلاحه الأساسى فى المرتين هو تمسكه بسلمية الثورة ونبذ العنف. نعرف أن إخوان الشر يسعدهم أن تسيل الدماء، أما نحن فيسكننا الحزن على كل شهيد يسقط، وعلى كل نقطة دم يريقها هؤلاء الجبناء الذين يدعون للعنف، ويرسلون الغلابة للقتال، بينما تختبئ قياداتهم كالنساء بعد أن يرتكبوا جرائمهم. بحكم الجوار مررت أكثر من مرة بالمحتشدين أمام الحرس الجمهورى، وحادثت بعضهم.. منهم من جاء مخدوعًا، ومنهم من جاءت به الحاجة، لا أعرف مصيرهم الآن، ولكنى أعرف أن من خدعوهم وجاؤوا بهم إلى حيث وقعت المأساة ما زالوا سالمين يواصلون بث سمومهم، بلا خلق ولا ضمير ولا ندم على ما فعلوا! ورغم الأحزان على من وقع من الضحايا، ورغم الغضب من جرائم هؤلاء الذين يريدون معاقبة شعب مصر على استعادته لثورته وفرض إرادته وإنهاء النظام الفاشى الذى أوصل البلاد إلى حافة الكارثة.. رغم الحزن والغضب فإن إخوان الشر قد نبهونا إلى أن المعركة لم تنته، وأن علينا أن لا نكرر الخطأ الذى وقعنا فيه بعد ثورة يناير، حين تركنا الميادين قبل الأوان، فسرقوا الثورة وارتكبوا ما ارتكبوا من جرائم فى حق الوطن. الآن نعرف أن قيادة «الإخوان» الإجرامية قد سدت كل أبواب المصالحة الوطنية، ورفضت الانصياع لإرادة الشعب، وسارت فى الطريق الذى عاشت فيه منذ بدايتها.. طريق العنف والإرهاب. الآن يصرخ قادة الجماعة علنًا بدعوات القتل، وتتبنى الجماعة العمليات الإرهابية فى سيناء، ويقول البلتاجى إن هذا الإرهاب سيتوقف فى ثانية واحدة إذا عاد الحكم الفاشى الذى أسقطه الشعب! والآن نعرف أننا أمام جماعة لا تتورع عن خيانة الوطن من أجل الحكم، ونسمع دعوات جماعة الشر علنًا وفى بيانات رسمية للتدخل الأجنبى ضد شعب مصر وجيشها الوطنى. تدبر الجماعة لمزيد من العنف لخلق الظروف المناسبة لهذا التدخل، تتصور الجماعة أن ما قدمته من خدمات لأمريكا ومن توافقات مع إسرائىل سوف يجعل إدارة أوباما تفعل المستحيل من أجل الحفاظ عليها باعتبارها جزءًا من مخطط أمريكا للمنطقة. لا تدرك الجماعة أن ما فعله شعب مصر العظيم فى 30 يونيو لم يسقط حكمها الفاشى فقط، ولكنه أسقط أيضا كل المخططات الموضوعة لتقسيم المنطقة وإبقاء مصر فى دائرة التبعية إلى أجل غير مسمى، وأن أحد الدروس المهمة التى استوعبتها مصر من تجربة السنوات الماضية.. أنه لا تنمية ولا تقدم ولا ديمقراطية ولا عدالة دون تحرير الإرادة وتأكيد الاستقلال الوطنى. نستقبل الشهر الكريم ونحن نعرف التحديات التى تواجهنا، ونثق فى قدرة هذا الشعب العظيم فى فرض إرادته، سنقهر الإرهاب، وسنمضى فى طريق الثورة، وسنبنى مصر التى نحلم بها، وسوف ننتصر للحياة فى وجه أعداء الحياة.