سلَّطت صحيفة "التليجراف" البريطانية الضوء على الأسباب التي تدفع مصر إلى ترجيح كفة "الهجوم الإرهابي" في حادث طائرة مصر للطيران التي اختفت فجر أول أمس الأول الخميس، وذلك قبل أن تعلن القاهرة عثورها على بعض أجزاء من حطام الطائرة أمس الجمعة. وحسب تقريرٍ نشره موقعها الإلكتروني، قارنت الصحيفة بين هذا الموقف ونقيضه في واقعة الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء في أكتوبر الماضي، والذي كانت تصر فيه القاهرة في البداية على عدم الربط وبين أي عمل إرهابي، قائلة حينها إنَّ عطلاً تقنيًّا هو السبب في الحادث. وقالت الصحيفة: "لا نعرف على وجه اليقين حتى الآن سبب تحطُّم الطائرة رقم 804 التابعة لشركة مصر للطيران والتي تحطمت فجر أول أمس الخميس وعلى متنها 66 شخصًا وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة، في الوقت الذي يرجع البعض السبب لهجوم إرهابي". وأضافت: "هذا الاشتباه أمر طبيعي، بالطبع فهو الاحتمال الأول الذي يفكر به في أي كارثة يكون طرفاها السفر الجوي ومصر كونها هدفًا ثمينًا للإرهابيين، تمام كما حدث مع طائرة الركاب الروسية التي انفجرت في أجواء سيناء في نهاية أكتوبر 2015، وفرنسا أيضًا مع الأسف كانت هدفًا لعدة هجمات إرهابية من قبل تنظيم داعش". وذكرت الصحيفة: "هناك تناقض كبير أيضًا.. فلماذا التفَّت الطائرة وانحرفت وهي تسقط، بدلاً من أن تنشطر؟ وإذا كان اللهب الذي رأه صيادون يونانيون ناتجًا عن انفجار، فلماذا لم تلتقطه الأقمار الصناعية، كما حدث في السابق؟". وأشارت الصحيفة لما أسمته "التناقض" في موقف السلطات المصرية، حيث ذكرت: "في أعقاب الحادث مباشرة أنَّ الدافع الإرهابي لا يمكن استبعاده في هذا الشأن، إلا أنَّه عندما انفجرت طائرة الركاب الروسية ميتروجيت بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في 31 أكتوبر الماضي، سارعت السلطات إلى سرد عدة تفسيرات للحادث، متعمدةً غض الطرف عن السبب الأوضح والمؤكد وهو أنَّ تنظيم داعش قد نجح في تهريب قنبلة على متن الطائرة".
وجاء في التقرير: "استمر المحققون المصريون في الميل إلى احتمالية أنَّ مشكلة تقنية هي ما تسبَّبت في انفجار الطائرة الروسية وذلك بعد فترة طويلة من صدور النتيجة التي توصل إليها نظراؤهم الروس والتي تخلص إلى أنَّ هجومًا إرهابيًّا كان وراء الحادث، وذلك حتى بعدما تبنى داعش مسؤوليته عن الحادث ونشر لاحقًا صورة القنبلة التي استخدمها في تنفيذ الحادث والتي كانت مخفية في عبوة للمشروبات الغازية".
وتساءلت الصحيفة: "لماذا أظهر فريق التحقيق المصري هذا الحرص على إلقاء اللائمة في هذا الحادث على حصول خلل تقني في حالة الطائرة الروسية، قبل أن يعود إلى دافع الإرهاب في حادث الطائرة الأخيرة؟.. هناك تفسير بسيط ليس له علاقة بالحقائق المعروفة في هذا الوقت، فطائرة ميتروجيت التي وقعت في سيناء كانت روسية، والمطار الذي أقلعت منه كان مطارًا مصريًّا، ما يعطي مصر سببًا لتفضيل الطائرة وإلصاق الخطأ بموسكو، أمَّا في حالة طائرة مصر للطيران فإنَّ المطار الذي ربما تكون سلطاته قد سمحت بزرع القنبلة على متن الطائرة فرنسي مما يجعل سبب الإرهاب قضية وطنية". ومضت الصحيفة تقول: "ربما يكون سبب تحطم طائرة مصر للطيران إرهابيًّا، وربما تكون هناك قنبلة قد تمَّ تهريبها على متن الطائرة في مطار شارل ديجول، لكن باريس تحتفظ بحقها في نفي هذا السبب، لا سيَّما بعد القيود التي فرضتها على دخول عدد من المتشددين العاملين بها عقب تفجيرات باريس الدامية التي وقعت في نوفمبر الماضي". واختتمت بالقول: "من الإنصاف القول إنَّ أي بلد تحاول تلميع صورتها الوطنية بمحاولة تصدير ذهنية عنها كضحية للإعلام العدائي، ينبغي أن تكون أولى الدول التي تضاعف مراجعة إجراءاتها الرامية لمكافحة الإرهاب في المستقبل". للإطلاع على التقرير بموقع الصحيفة البريطانية.. اضغط هنا