رغم عدم تأكيد السلطات المصرية فرضية تفجير طائرة الركاب المصرية، ووضعها بين احتماليات كثيرة ما بين التفجير أو عيب فني أدى لإسقاطها، إلا أن ذلك يبقى على رأس الفرضيات، لاسيما وأنه يأتي بعد شهور على تفجير الطائرة الركاب الروسية، عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وإعلان داعش مسؤوليته عن تفجيرها. واختفت طائرة مصر للطيران، التي كان على متنها 66 شخصا، من شاشات الرادار، قبل حوالي نصف ساعة من موعد وصولها إلى القاهرة بعد إقلاعها من مطار"شارلي ديغول" في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك قبل أن يعلن الجيش المصري، العثور على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المفقودة على بعد 290 كلم شمالي الإسكندرية في البحر المتوسط. وعقب تحطم الطائر المصرية، أثارت تقارير إعلامية، أن الطائرة ربما تحطمت جراء عمل إرهابي، بعد إدخال قنبلة قبل إقلاعها من مطار شارلي ديجول. وخلال مؤتمر صحفي عقده وزير الطيران المدني شريف فتحي، رجح فرضية العمل الإرهابي في الحادث، قائلا: "لا أريد أن أقفز إلى نتائج، ولكن إذا أردنا تحليل الموقف فإن هذه الفرضية العمل الإرهابي قد تبدو الاحتمال الأرجح أو الاحتمال المرجح". الكابتن جاد الكريم رئيس شركة المطارات السابق، يقول، أنه لا توجد منظومة أمنية 100% في كافة مطارات العالم، ولا حتى في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أنه بالرغم التأمين فانه لابد أن تقع ثغرة أمنية، مستشهدا بالهجوم الإرهابي في مارس الماضي على مطار بروكسل ببلجيكا والذي أودى بحياة العشرات. أكد رئيس شركة المطارات السابق ل"المصريون"، أنه في حال لو تم إثبات تفجير الطائرة المصرية، فإن المسئولية ستقع على عاتق الحكومة الفرنسية، مشددا على أن ذلك سيكون مؤثرًا على سمعة فرنسا كما حدث لمصر عقب تفجير الطائرة المصرية. واستبعد الطيار السابق، أن تتخذ الحكومة المصرية أي إجراءات ضد فرنسا، نتيجة لتقصيرها الأمني في تأمين الطائرة، على غرار روسيا بعد تفجير طائرتها في مصر موضحا، أن ما تعرضت له مصر عقب تفجير الطائرة الروسية، كان هجمة منظمة ضد سياسة مصر الهدف منها ضرب الاقتصاد والإساءة لسمعة الدولة أمام العالم، مؤكدا أن فرنسا ستتخذ إجراءات اشد تجاه تأمين مطاراتها. ودعا الكريم، وسائل الإعلام المصرية لدعم شركة مصر للطيران في ظل ما تواجه من حملات إعلامية مغرضة تستهدف ضرب سمعة المطارات المصرية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية شدت العزم على دعم مطار "شارلي ديجول" بعد شكوك عن تفجير الطائرة المصرية ووجود ثغرة أمنية. وتأييدا لذلك كشف موظفين بمطار شارل ديجول بفرنسا، نقاط ضعف في أنظمة التأمين بالمطار، حسبما نقلت صحيفة التليجراف البريطانية. وقالت بولين جويباوت مسئولة بمكتب إحدى شركات الطيران بالمطار، إنه في بعض الأحيان يتم التحقق من الهوية في مداخل المطار، لكنهم لا يفعلون ذلك طوال الوقت، ربما بسبب التكلفة العالية لأن هناك أبوابا كثيرة للمطار مما يصعب تأمينها جميعًا". على الرغم من انتشار الشرطة المسلحة والجنود في كثير من الأحيان في دوريات على مداخل ومخارج المطار، إلا المسئولة عن موقف السيارات بمطار شارل ديجول قالت إن هناك نقص في عدد العمال والتمويل مما يترك المطار عرضة للهجوم. وصرّحت المسئولة وتدعى سيلين ل"تليجراف" قائلة: "أعتقد أن مستوى الأمن هنا في الحقيقة ليس كافٍ، فنحن مسئولون عن تحديد هوية الحقائب المتروكة ونتعامل مع حوالي خمسة إنذارات في الأسبوع". أضافت سيلين: "إن استجابة الشرطة بطيئة جدًا حتى عندما يتم عزل المنطقة، فهذا ليس كافٍ لحمايتنا". وتابعت أن الأمر يستغرق ما بين 30 دقيقة وساعة لخبراء المفرقعات حتى يصلوا إلى المطار بعد تلقى الإخطار، "وهذا وقت كافٍ لأي قنبلة أن تنفجر". وبعد يوم على سقوط الطائرة المصرية، أخلت الشرطة الفرنسية، جزء من مطار شارل ديجول كإجراء احترازي، بسبب وجود طرد مشبوه. وأضافت وسائل إعلام فرنسية أن رجال أمن مزودين بكلاب قادرة على تمييز متفجرات فتشوا الموقع بالكامل، ومن ثم عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي". ومطار شارلي ديجول هو واحد من أهم المطارات في العالم، حيث يحتل المركز الثاني كأكبر مطار في أوروبا بعد مطار لندن هيثرو. وسمي المطار باسم شارل ديجول نسبة إلى القائد شارل دو غول مؤسس الجمهورية الخامسة الفرنسية ويقع في الشمال الشرقي لمدينة باريس، وتبلغ مساحته المساحة: 32٫38 كم². في عام 2010م استطاع أن يستوعب 58,164,612 مسافر و 525,314 طائرة مغادرة. وبذلك يعتبر سادس أكبر مطار بالعالم وثاني أكبر مطار بأوروبا. وقد أعادت واقعة تحطم الطائرة المصرية، واقعة مشابهة، حدثت قبل شهور، وتحديدا في 31 أكتوبر الماضي، حين أعلنت وزارة الطيران المدني تحطم طائرة ركاب روسية_ كانت تحمل على متنها أكثر من 200 شخص_ وسط سيناء شمال شرقي مصر. وعقب تفجير الطائرة الروسية وإعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجير، وجهت وسائل إعلام دولية انتقادات لاذعة للحكومة المصرية، وحملتها المسؤولية عن الواقعة، فضلا على دعوات لفرض الرقابة الدولية على مطارات مصر، بدعوى فشل النظام في تأمين المطارات، ومنذ ذلك الحين والسياحة تعانى اثر تخوف غربي من التوجه لمصر عبر مطاراتها.