كل القرائن تؤدى إلى فرضية الحادث الإرهابي، لكن المعلومات حتى الآن لم تصل إلى هوية الجناة فى اختفاء أو بالأحرى تفجير طائرة مصر للطيران «إيرباص إيه 320» القادمة من باريس إلى القاهرة فجر الخميس. بعد اختفاء الطائرة بساعات، أعلن الرئيس الفرنسى فرانسو أولاند أن فرضية العمل الإرهابى غير مستبعدة، أو ربما «مرجحة»، فى حين مالت التقارير اليونانية إلى الأمر ذاته.. وما هى إلا ساعات حتى كانت قناة فرنسية تقول إن تنظيم الدولة «داعش» يعلن مسئوليته. بعيدًا عن ذلك.. ومع سياسة التكتم التى أصبح معها من الأخبار السارة أن خبرًا سيئًا يجد حظر النشر فورًا لعدم الحديث عنه، فإن الأخبار الواردة من الشرق والغرب تتحدث جميعها عن استهداف الطائرة فى الحادث الذى حصد أرواح أكثر من 60 ضحية بين الركاب والطاقم. أيضًا.. وبعيدًا عن تهافت المؤتمر الصحفى لوزير الطيران المدنى «شريف فتحي» الذى ظهر أمام الإعلام العالمى متلعثمًا ولم يقل جملة مفيدة واحدة، مكتفيًا بأن الطائرة اختفت وهو ما كان معلومًا للعالم بأسره قبل المؤتمر. على أية حال، فإن المؤكد أن وقوع الحادث بالتزامن مع التقارب مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى له دلالات مهمة، خاصة أن الأمر ذاته حدث مع روسيا بحادث طائرة شرم الشيخ ومع إيطاليا فى قضية الباحث ريجيني. إرهابى استثنائي أولاند تحدث بوضوح عن فرضية الإرهاب، وكشفت السلطات الفرنسية عن أن تحقيقًا يجرى حول هوية ركاب الطائرة، وعما إذا كان أى منهم مشتبهًا به، ولم يستثن التحقيق كذلك موظفى المطار، ومنهم مهاجرون عرب وأفارقة، ونقلت صحيفة «ليبراسيون» عن مصادر أمنية قولها إن الاستخبارات الفرنسية حذرت الحكومة من عمل إرهابى «استثنائي». هل هناك احتمال لتفسير سوى المؤامرة؟ السلطات اليونانية بدورها رجحت الفرضية ذاتها، وقالت إن الطيار تحدث معها قبل خروجه من أجوائها الجوية مباشرة، ولم يشك من أية مشكلة، وكان ذلك قبل اختفاء الطائرة بعشر دقائق على الأكثر. وقال مسئولون فى الطيران اليونانى إن مراقبى الملاحة الجوية تحدثوا مع الطيار عندما دخل الأجواء اليونانية، وبدا لهم كل شيء طبيعيًا، وحاولوا الاتصال به مرة أخرى فى الثانية و27 دقيقة بتوقيت القاهرة، عندما كانت الطائرة على وشك دخول المجال الجوى المصري، ولكن «رغم المكالمات المتكررة، لم تجب الطائرة»، وبعد محاولات الاتصال هذه بدقيقتين اختفت الطائرة من شاشة الرادار. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس هيئة الخدمات الأمنية الفيدرالية، ألكسندر بورتنيكوف»، أنه «يُرجح أن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي». علاوة على ذلك قال مصدر بالمخابرات الأمريكية لشبكة تليفزيون «سى بى اس نيوز»، إن كل المؤشرات تدل على أن حدثًا إجراميًا وراء تحطم الطائرة، ويعتقد المصدر بذلك بسبب اختلال مسار الرحلة الطائرة وتقلبها فى الهواء، وارتفاع معدل سرعة هبوطها. وأضاف المصدر: الطائرة سقطت مثل صخرة. وقال إن المحققين لا يعرفون حتى الآن ما إذا كان الحادث ناجما عن عمل متعمد، مثل قنبلة، أو عطل ميكانيكي.. وكافة صور الأقمار الصناعية لا تشير إلى حدوث انفجار.. لكن هناك تسريبات حول زراعة قنبلة مع جهاز توقيت فى مقصورة الركاب لكن من المبكر الجزم بصحته. مصادر استخباراتية إسرائيلية قالت إن فرضية العمل الإرهابى هى الفرضية رقم واحد، وربطت بين حادث الطائرة المصرية ونظيرتها الروسية التى سقطت فى شرم الشيخ مؤخرًا. «داعش» هدد وقبل الحادث بأيام كان تنظيم «داعش» الإرهابى هدد الحكومة الفرنسية بعمل «استثنائي» فى رسالة فيديو على لسان طفل. وقال الطفل، وفقا للفيديو الذى نشرته صحيفة الميرور: «أقول لفرنسا، سوف نقتلكم كما قتلتم أشقاءنا». ويظهر الفيديو معالم فرنسية منها برج إيفل ونهر السين وطائرة إير فرانس، كما يصوب الطفل النيران على صورة لزعماء مختلفين بينهم الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، والروسى فلاديمير بوتين. وينتهى الفيديو بقتل أسيرين على أيدى طفلين رميا بالرصاص، ويصف الفيديو فرنسا بأنها أرض «الصليب والكفر والفسق والمجون». ورجحت صحف ووسائل إعلام عالمية أن يكون الإرهاب وراء تحطم الطائرة المصرية بهدف ضرب العلاقات المصرية مع فرنسا والتى تشهد تقاربا كبيرا خلال الفترة الأخيرة. وأرجعت صحيفة «ليزاكو» الفرنسية السبب فى حادث الطائرة المصرية إلى أن العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا، قد تجعل مصر هدفا للعمليات الإرهابية، وكذلك فرنسا لهدم تلك العلاقة. وأوضحت الصحيفة، أن العلاقات العسكرية الفرنسية المصرية قد تكون هدفا فى الأيام المقبلة للإرهابيين، حيث إن التبادل التجارى بين مصر وفرنسا وصل إلى 2 مليار ونصف المليار يورو عام 2015 فقط وفرنسا من أكبر المستثمرين فى مصر، ودعمت الحكومة الفرنسية بشدة مصر فى عهد الرئيس السيسى ما يجعل العلاقات بين البلدين هدفا للإرهاب. ونقلت جريدة «ديلى ميرور» البريطانية واسعة الانتشار فى تقرير على موقعها الإلكترونى عن الطيار البريطانى آلان كارتر قوله إنه كان قبل فقدان الطائرة المصرية بساعات يحلق فوق المنطقة التى اختفت فيها الطائرة وكان الجو ممتازاً. وأضاف كارتر: «كنت أقود طائرة من طراز بوينج 747 من ميلانو إلى جدة وحلقت على نفس مسار الطائرة المصرية، كنا نحلق على ارتفاع 39 ألف قدم، والطائرة المصرية على ارتفاع 37 ألفا، وكل أنظمة الاتصال المتعلقة بالسير جواً كانت تعمل بشكل طبيعي. كان الجو هادئاً وصافيا. تحدثت إلى الرادار فى أثينا وقالوا لى إنه يحلق حالياً خمسة طائرات فقط فى المجال الجوي، كما أن الاتصال مع القاهرة كان عادياً أيضا». ورجح مدير وكالة الأمن الفيدرالى الروسى أليكسندر بورتينكوف أيضاً فرضية العمل الإرهابي، وقال إن «الاحتمال الأرجح هو أن الطائرة سقطت بفعل عمل إرهابي»، لكنه لم يكشف إن كان لدى روسيا أدلة ترجح صحة الافتراض القائل بأن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي. وكشفت جريدة «ديلى تليجراف» فى تقرير لها أن الطائرة المصرية التى كانت من طراز «A320» يعود إنتاجها إلى العام 2003، وقد نفذت منذ إنتاجها حتى الآن نحو 48 ألف ساعة طيران، فيما تقول شركة «إيرباص» الفرنسية التى تنتج هذا الطراز من الطائرات إن عمرها الافتراضى يصل الى 120 ألف ساعة طيران، وهو ما يعنى أن الطائرة المصرية لم تكن بالية ولا قديمة، الأمر الذى يتم معه استبعاد فرضية أن تكون قد سقطت بسبب خلل فني. وقالت ديلى ميل البريطانية إن حادث الطائرة له شق إرهابى وربما كان انتقاميا بعد خطاب السيسى فضلا عن أن رئيس المخابرات الفرنسية أرسل رسالة تحذير إلى القاهرة بالفعل بعد الخطاب مباشرة بأن هناك عملية إرهابية ستتم، وبحسب باتريك كالفار رئيس وكالة الاستخبارات الفرنسية للجنة الدفاع الوطنى البرلمانية فى فرنسا فإن جماعة داعش الإرهابية تخطط لشن هجوم ارهابى جديد لخلق مناخ من الرعب. وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أكد من جهته استعداد الولاياتالمتحدة الكامل لتقديم كافة أنواع المساعدة اللازمة لمصر من أجل كشف ملابسات الحادث. وبالفعل أرسلت القوات الامريكية طائرة من نوع أوريون بي-3 خاصة بالبحرية الأمريكية للمساعدة فى أعمال البحث عن الطائرة المصرية ما يؤكد اهمية وخطورة الحادث بالنسبة لواشنطن. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أكدت أن الضغوط تتزايد على مصر من كل اتجاه وأن هناك حالة من حالات الاستهداف المتعمد ما يؤكد أن العمل الإرهابى أكثر ترجيحا من الخلل التقنى حيث إن تحطم الطائرة بهجوم إرهابى أكبر من أى سبب آخر. عبوة ناسفة رجح خبراء الطيران والأمن، أن تحطم طائرة مصر للطيران المتجهة من باريس إلى القاهرة قد يكون ناجما عن عبوة ناسفة. وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: إن هناك تقارير متضاربة حول ما إذا كانت الطائرة أرسلت إشارة استغاثة فى حالات الطوارئ. وأكد خبير الطيران، جوليان براي، أن عدم إرسال إشارة قد يعنى أن الطائرة عانت من «فشل ذريع» ربما نتيجة للانفجار. وكانت الطائرة المصرية أقلعت من مطار شارل ديجول، فى باريس ومقرر وصولها لمطار القاهرة 3:05 فجر اليوم. التصريحات المصرية إذن.. فإن استخبارات العالم بأسره، أعلنت أنه حادث إرهابي، وكل التصريحات السابقة لا تعنى أنها ترجيحات وإنما تأكيدات، لكن فى مصر، فوزارة الطيران المدنى لم تقل شيئًا. فى وقت مبكر من اليوم الخميس أعلن الجيش المصرى فى صفحته على موقع فيسبوك «عدم استقبال أى رسائل استغاثة من الطائرة» التى فقد أثرها وعلى متنها 66 شخصا، فى تناقض مع ما أوردته شركة مصر للطيران فى وقت سابق. وكانت وزارة الطيران قد نشرت بيانا حول آخر اخبار الطائرة المصرية أكدت خلاله على عدم صحة الأنباء التى تفيد بتحطم الطائرة المصرية قبالة السواحل اليونانية، مؤكدة ضرورة تحرى الدقة من قبل وسائل الإعلام المصرية. وكان مصدر أمنى أكد أن البحث عن الطائرة المفقودة سيتطلب بعض الوقت نظرا لاتساع المنطقة التى من المحتمل أن تكون الطائرة قد فقدت خلالها. فى هذه الأجواء تزاحم عدد كبير من أهالى ضحايا الطائرة المنكوبة أمام المطار وهو ما أدى إلى إحاطة قوات الأمن بهم وأقاموا حولهم كردون أمنى حتى لا يتم إعاقة حركة الدخول والخروج إلى المطار وفى نفس الوقت لحمايتهم وتميزت معاملة رجال الأمن مع أهالى الضحايا بالرفق والمؤساة مقدرين الكارثة التى ألمت بمصر وألمت بهم. وقد تعاطف معهم الكثير من المسافرين وكذلك المغادرين للمطار وهو ما أدى إلى حالة من حالات الحزن التى عتمت على المكان ليتحول المطار إلى سرادق كبير للعزاء وفى هذا الإطار أيضاً انتابت الكثير من السيدات صراخ دائم وبكاء لا ينتهى الأمر الذى أدى إلى انتشار حالات إغماء بين أهالى الضحايا وتم إفاقتهم عن طريق رجال الإسعاف القاربين من المكان. ورفض الكثير منهم الاستجابة لرجال الأمن فى ضرورة مغادرة المكان وتمسكوا بأنهم لن يغادروا المكان إلا بعد معرفة مصير جثث ذويهم وأقاربهم وتمت الاستجابة لمطلبهم تعاطفا مع موقفهم وحالة الحزن الأليم التى ألمت بهم جراء نكبة الطائرة والتى هي نكبة لمصر. السلطات الفرنسية تراجع أسماء الضحايا وإجراءات أمن المطار مازالت السلطات الفرنسية تتابع موقف الطائرة المصرية المنكوبة خصوصًا أن لهم خبرة طويلة فى هذا المجال. يبرز فى هذا الإطار أن الخبراء الفرنسيين يقومون الآن بمراجعة جميع الإجراءات الأمنية منذ وصول الطائرة لمطار شارل ديجول ومراجعة أسماء الركاب وجميع من تعامل معهم حتى مغادرة الطائرة للمطار. وكذلك تتابع السلطات الفرنسية تواجد أهالى الضحايا بمطار شارل ديجول. وعلمت روزاليوسف أن كاميرات المطار قد صورت جميع الضحايا وكذلك أقاربهم الذين تواجدوا فى المطار لتوديعهم قبل سفرهم. وفى نفس الإطار علق أحد الخبراء فى مجال الطيران أنه فى حالة توقف محرك الطائرة تستطيع أن تهبط على الماء مثل الطائرة الشراعية، وتستطيع أن تطفو على سطح الماء لمدة 3 ساعات.x