تراكم محصول القمح بين جدران منازل الفلاحين فى كفر الشيخ، وبات معرضًا للتلف والفساد، بل إن الأزمة تفاقمت بسبب قيام مسؤلي الشون والصوامع والمطاحن، باستلام القمح من التجار "الحيتان" فقط، فيما يرفضون استلامه من الفلاح، وإن حدث، فإن مستحقات الفلاح يحصل عليها بعد 20 يومًا على الأقل. ويقول أحمد،ع، أحد تجار القمح بكفرالشيخ، إن الرشوة باتت تحكم تجارة القمح في المحافظة، فهناك من يدفع لمسئولي الشون أموالًا، وهناك من يدفع شرائط عقار الترامادول المخدر، وفي المقابل يحصلون على درجات مرتفعة في تحديد نسبة نقاوة القمح، ويتم صرف مستحقاتهم فورًا. ويضيف "أحمد"، قائلاً: "بتعامل مع عمال شونة بلطيم، وأورد الكميات كما أريد، وأحصل على القمح من الفلاح بسعر 380 جنيهًا، ثم أورده للشونة ب420 جنيه، ولأنني أدفع رشوة، فإن درجة نقاوة القمح لدي لا تقل عن 23"، فيما قال شاكر أحمد، أحد المزارعين: "ذهبت إلى شونة السالمية ووقفت لمدة يومين كاملين لتسليم محصولي، ولكن محاولاتي بائت بالفشل لأنني لم أدفع رشوة، كما أنه ليس لي واسطة". وأوضح فتحى ،ع، أحد تجار القمح، والذي يقوم بتوريده لشونة قرية المثلث، التابعة لمركز الرياض، أن عمال الشونة يجبرونه على دفع رشاوى، 100 جنيه على الأقل، كما يتلاعبون بالموازين، مضيفًا أن التجار مستفيدون من ذلك، ولكن الفلاحون يعانون عندما يحصل منهم التاجر على القمح، بسعر أقل مما هو معلنًا من الوزارة، كما يحصل الفلاح على مستحقاته بعد أيام عديدة، قد تصل إلى حد الأسابيع. اعتصام المزارعين
كان مزارعو كفر الشيخ، اعتصموا أول أمس أمام مطحن دسوق، اعتراضًأ على غلق مسئولو المطحن للأبواب، بالأقفال والجنازير، رغم طوابير الانتظار من التريلات والمزارعين لتوريد القمح، التي تنتظر دورها لتسليم المحصول منذ أكثر من أسبوعين، وانتقلت القيادات الأمنية بالمركز، لمكان الاعتصام، ثم طلبت من السيارات القادمة بالقمح العودة. ومن جانبه، أكد عماد حبيب، وكيل وزارة التموين بكفرالشيخ، أن السعة التخزينية للمطحن قاربت على الانتهاء، لذلك تم إيقاف تسلم المحصول، موضحًا أن هيئة السلع الغذائية ترسل المبالغ الخاصة بقيمة القمح طبقا لسعة المطحن التخزينية، ولتسليم مستحقات المزارعين، وأضاف أنه تم فتح شونة دسوق الجديدة، وهي شونة ترابية، لتتسلم المحاصيل بدلًا من المطحن، وسعتها 4 آلاف طن، كما يتم تشغيل هنجر شباس الملح، وجار توصيل التيار الكهربائي له، وتبلغ سعته 2880 طنًا، وخلال 3 أيام سيتم تشغيل الصومعة الكبري بشباس الملح، وسعتها 60 ألف طنًا. وقرر اللواء أحمد بسيوني، مساعد محافظ كفر الشيخ لمنطقة غرب، ورئيس مركز ومدينة دسوق، فتح شونتي شباس الملح، والفأر، التابعتين لمركز دسوق، وذلك لاستقبال القمح من المزارعين وحل مشكلة التوريد، وقال بسيوني، إن عملية استلام القمح من المواطنين بدأت أمس الأربعاء فى الشونتين، ولفت أن شونة شباس الملح تستوعب 6000 طنًا، وجاري تشكيل لجنة من الشركة القابضة لاستلام صوامع شباس الملح، لبدء عملية التوريد بها حيث تقدر سعة التخزين ب 60000 طنًا. وتابع أنه سيتم تشكيل لجنة لزيارة مطحن دسوق وذلك محاولة لتزويد القدرة الإستيعابية له لإستلام القمح من المزارعين، مشيرًا إلى أن اللجنة أقرت باستلام المطحن لثلاثة آلاف طن، زيادة عن قدرته الاستيعابية، وهى 11000 طن، وتم بالفعل فتح باب المطحن أمام المزراعين لاستلام القمح وفرزة بقدرة 3000 طن.