ورقة صفراء صغيرة الحجم توضع بين يديك كل يوم في رحلة مترو يومية تعيشها كل يوم، تنتهي حاجتك إليها مع وصولك لمحطة النهاية لتجد تلك القطعة مكانها في صندوق التالف، مصير تذكرة المترو كل يوم، لكن وجد الرسّام إسلام عماد الدين، طالب جامعة حلوان مصير أخر لتلك التذاكر من خلال حلم جديد له بإدراج اسمه ومصر ضمن موسوعة "جينيس" العالمية من خلال تنفيذ أكبر مجسم لتذاكر المترو. بدأ طالب كلية التجارة طريقه للفن بشكل عام منذ أن عرفت يده اعتدال القلم وهو يبدأ في عشقه للرسم والأعمال الفنية المختلفة ويقول: "بدأت رسم بشكل عام من أيام الحضانه بعد اكتشاف والدتي لموهبتي ودعمها لي ماديا ومعنويا يعني تقريبا من أول ما مسكت قلم، خطتي تجاه الرسم إني أبدع أسلوب وأفكار جديدة تعبر عني وعن اسمي أكون حرفيا مختلف عن أي فنان في العالم". ويوضح إسلام عن مجسم التذاكر: "بدأت الفكرة بأني جمعت كمية تذاكر، وبدأت عملية البحث عن فكرة جديدة من نوعها إلى أن توصلت إلى تصميم مشروع غية حمام بتذاكر المترو، واخترت التذاكر بالتحديد لأنني بركب المترو يوميا وكل يوم بتعامل بيها وبلقيها مرميه على الأرض والماكينة". استخدام شيء ليس له قيمه لشيء له قيمة فنية، تلك كانت نقطة بداية حلم إسلام للعالمية الفنية ويقول: "غية حمام كمجسم دون عن أي شكل أخر لما فيها من تفاصيل كثيرة داخلية وخارجية وتعتبر من الأشياء المميزة والمعروفة في مجتمعنا، وبدأت العمل ب 186 تذكرة، وكنت أجمع التذاكر وجعلت أصدقائي ووالدتي يجمعون لي التذاكر، وكنت أذهب وأجمعهم من على الماكينات من محطة حلوان، واستخدمت مع التذاكر الغراء فقط لعمل مشروعي دون استخدام أي دعامة داخلية كالخشب أو المعدن، ويتكون المجسم من 2785 تذكرة، ويبلغ وزنه 1320 جرام". ويبقى هدف إسلام من مجسمه ليس فقط دخول موسوعة جينس بمجسمه القادم فيعلق: "عاوز أوصل فكرتي للدنيا كلها وكان ليا هدف إني أعمل حاجة بتذاكر المترو وتتعرض في إحدى محطات المترو الكبرى داخل صندوق زجاجي، وشخصيًا المشروع ده جعلني أشعر إني بدأت في الطريق الصحيح.. طريق التميز وبناء شخصية مميزة وأفكار جديدة لم تخطر على بال أحد.. ليس أفكار وحسب بل وتنفيذ أيضا، وإن شاء الله في الفكرة الجاية بتذاكر المترو هدفي منها أكبر وهو دخول موسوعة جينيس بأكبر عدد من التذاكر". وأخذ طالب كلية التجارة خطوته الأولى لتحقيق حلمه بالعالمية من خلال المجسم المبدأي لغية الحمام والتي استغرق في تنفيذها قرابة الشهر ونصف ويوضح إسلام: "كان من الصعوبات أحيانا أن يرفض أحد موظفي المترو إعطائي تذاكر على اعتبار إنه شيء ممنوع، ولكني كنت أجمعها إلى أن صممت جزء من المجسم وعندما كنت أذهب ويتم الرفض كنت أعرض علي الموظف بداية المجسم فيرحب بالفكرة ويعطيني التذاكر". ورغم هوس إسلام بالرسم والأعمال الفنية المختلفة اليدوية والتجسيدية؛ إلا أنها تأخذ الكثير من وقته فكانت من الصعاب التي واجهته صعوبة التوفيق بين الدراسة والفن، فقد رسب في عامة الأول فلم يكن لديه وقت سوى لتلبية شغفه لما يحب فقط ولم يلتفت في ذلك الوقت لمواده الدراسية بكلية تجارة قسم إنجليزي بجامعة حلوان. ويحلم الشاب العشريني بتطوير فنه والتطلع إلى مستوي أفضل والوصول إلى أفكار وإبداعات جديدة لم يصل لها أحد من قبل، والمساهمة في حركات تجميل شوارع مصر وتوعية الناس ومحاربة الإرهاب والعادات السيئة عن طريق رسمي سواء جرافيتي أو كاريكاتير. ويؤكد إسلام: "أنا أول واحد تقريبا -على حد علمي- يعمل الفكرة دي في العالم، والحلم مش بعيد طالما بتسعى، في مصر في ناس دخلت موسوعة جينيس في أكبر طبق فول، وأكبر قرص طعميه، وأكبر مائدة طعام، وأكبر عضلة ذراع، وأكبر جدارية، وأنا أرسلت ليهم فكرتي في المشروع الأول ومنتظر الرد". استطاع الشاب العشريني أن يحصد العديد من الجوائز الفنية منذ عمر ال14، بين مهرجانات المبدعين وبين المسابقات الجامعية على نطاقات واسعة فحصد مركز أول جامعة حلوان بالرسم عامي 2015 و2016 على التوالي، ولم يقف عند حد الرسم فقط بل وقع في عشق الأشغال الفنية والتراكيب المختلفة التي كانت مصدر فكرة لتصاميم المجسمات المختلفة، فحصل على المركز الثاني للأشغال الفنيه على مستوى جامعة حلوان لعام 2016. ويستكمل إسلام: "شاركت في مبادرة قطار النظافة لتجميل الشوارع وإزاله التلوث البصري عن الجدران ونشر الوعي، وكانت أبرز العبارات اللي كتبتها على رسوماتي الجدارية "الجرافيتي" "مصر مش هتموت"، وعبارة "انشكح". وبهذ استطاع الفنان الصغير أن يصل رسالة وهي: "احلم طالما بيدك الحلم، فالحلم ما هو إلا خطوة لتحقيق هدفك على أرض الواقع، أعشق ما موهبتك ولا تترك الفرصة للإحباط، فالحلم ليس ببعيد طالما أصبحت تعرف طريقة تنفيذه".