غادروا قريتهم نحو المجهول، فصار مصيرهم في علم الغيب.. جملة تلخص قصة 8 أطفال تركوا قريتهم "ميت مسعود" في محافظة الدقهلية، اختاروا طريق الهجرة غير الشرعية إلى دولة إيطاليا، ولم يعلم أهلهم خبرًا عنهم منذ شهر من سفرهم. "شهر لم أسمع صوته".. يقول رضا عباس، والد أحد الأطفال، خلال حديثه ل" التحرير "، منوهًا بأن السمسار شجع نجله علي السفر، ولم يكن موافقًا، لكنه رضخ لضغوط نجله، الذي ترك المنزل في 5 أ بريل الماضي، ومنذ حينها لم يسمع عنه شيئًا حتى اللحظة، وأ ضا ف : "الا تفاق مع السمسار أن يو صل ابني إلى إيطاليا، و يستخر ج أوراق رسمية له هناك، وقد سبق أن قال إ نه سيعبر البحر في مركب آ من، وأ ن الرحلة ستنطلق يوم 7 أ بريل ". وبقلب يحترق على فلذة كبدها، تقول والدة الطفل أحمد أبو الخير، إنها تريد ابنها سواء "حي أو ميت"، معقبة: "لا نعلم هل غرق في البحر أم وصل إلي إيطاليا، والكارثة التي نخشاها أن يكون تجار البشر والأعضاء البشرية قتلوه وسرقوا أعضاء جسده.. ده ابني الوحيد علي البنات، مين اللي هيقف جمبي لما أكبر وأتعب"، وطالبت وزارتي الخارجية والداخلية بالتدخل ومعرفة أين هم أطفالهم، والقبض فوراً على السمسار الذي خدعهم. من جانبه، ذكر هيثم سلام، محامي أسر الأطفال المفقودين، أنه تقدم بعدد من البلاغات ضد المهربين وسماسرة الهجرة غير الشرعية في مباحث الأموال العامة بالمنصورة ورشيد، مؤكداً أنهم يحاولون إغواء الأطفال، وهم دون ال15 سنة؛ لسهولة استخراج أوراق رسمية لهم في الدول الأوروبية، وفي مقدمتها إيطاليا وفرنسا. وكشف سلام عن أسماء الأطفال وهم: "محمد عبدالله شفيق، أيمن رجب معتمد، فارس عزت محمد، حامد محمد حامد، عباس رضا عباس، أحمد أبو الخير أبو المعاطي، السيد عمر جبر، أحمد أشرف سامي". يُذكر أن تلك الواقعة ليست الأولى في "ميت مسعود"، المعروفة في الدقهلية بكثرة "سماسرة الهجرة".