تساءلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير لها عن مذبحة حلب السورية اليوم السبت، "لماذا تعتبر المذبحة أشرس معركة في الأراضي السورية؟". وأجابت "أن فشل وقف إطلاق النار المستمر منذ شهرين ومحادثات السلام المماطلة، جعل شمال مدينة حلب مرة أخرى ساحة للمعركة الرئيسية في الحرب الأهلية المدمرة في سوريا، إذ قُتل أكثر من 200 شخص في الأيام ال9 الماضية في غارات جوية وقصف على الأحياء المتنازع عليها من المدينة. تاريخها واستعرضت الوكالة تاريخ المدينة المنكوبة، لافتة إلى أن حلب تعتبر أكبر مدن سوريا ومركزها التجارى وملتقى للحضارة منذ آلاف السنين، وقد اُحتلت من قبل الإغريق والبيزنطيين والسلالات الإسلامية المتعددة، باعتبارها واحدة من أقدم المدن العامرة في العالم، وأضيفت مدينة حلب القديمة في عام 1986 إلى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وتابعت: لكن الحرب الأهلية أضرت بمعالمها، ففي القرن ال11 تم انهيار مئذنة الجامع الأموي أثناء القتال في عام 2012، وفي القرن ال13 دمرت القلعة والسوق التجارية، حيث دمرت النار أكثر من 500 محل والممرات، وتم استخدام بعض المواقع التاريخية كقواعد للمقاتلين، وكانت حلب واحدة من المدن الأخيرة في سوريا التي انضمت إلى الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد. أهميتها بسبب موقعها الإستراتيجي بالقرب من الحدود التركية وأهميتها الرمزية، كثيرًا ما كان يقال إن كل من يمتلك حلب يفوز في الحرب، على الرغم من أنها لن تنهي الحرب، وتحرص قوات الأسد على استعادة حلب حتى تكون نقطة تحول في الصراع وتوجيه ضربة مدمرة للمعارضة. تبعد حلب حوالي 50 كيلومترًا (30 ميلًا) عن الحدود التركية، وتتمتع أنقرة بنفوذ واسع في شمال سوريا، إذ إن معظم إمدادات المتمردين تتدفق عبر الحدود التركية، وإذا نجحت الحكومة في محاصرة المدينة تمامًا، فإن ذلك قد يخنق المتمردين ويحتمل أن يكون سبب استسلامهم، كما سيكون كارثيًّا بالنسبة لعشرات الآلاف من المدنيين الذين لا يزالون يعيشون هناك. المدينة المنقسمة هناك عدد من الجماعات المتمردة تسيطر على عدة أحياء من المدينة، والتي عصفت بها الضربات الجوية وتتعرض لهجوم من الغرب والجنوب والشرق من قبل القوات الحكومية، وخط المعارضة الوحيد هو الممر الذي يربط المدينة مع الأجزاء الشمالية من المحافظة المؤدية إلى الحدود التركية. وكانت القوات الحكومية وحلفاؤها تمكنوا من السيطرة على معظم الأحياء الشرقية، فضلاً عن المطار الدولي والقاعدة الجوية القريبة من نيرب. واستخدمت ميليشيات مسلحة من جماعة داعش للسيطرة على عدة أحياء في حلب، لكنهم طُردوا من قبل متمردين آخرين في أوائل 2014. وتسيطر الميليشيات الكردية الرئيسية - والمعروفة بوحدات حماية الشعب - على عدة أحياء تقطنها أغلبية كردية فى الشمال. وتتمثل الجماعات المتمردة الرئيسية في المدينة فى جماعة أحرار الشام المتطرفة، ونور الدين زنكي قائد التوحيد، وجبهة النصرة، وفرع تنظيم القاعدة في سوريا، وتشارك أيضًا مجموعات أصغر في القتال.