كثيرون يعيبون على المرأة التى تطلب الخلع من زوجها، لكنهم أبدًا لم يعيشوا الجحيم الذى يدفعها لطلبه، لتنقذ نفسها من مسمى رجل لا يعمل بمعانى الكلمة من القوامة والمسؤولية عن أهل بيته، ويزيد سوء المعاملة والعشرة والعنف والبذاءة، معتبرًا كل ما سبق حقا مكتسبا له، هذا ما كان مقصد هدى محمد، زوجة عامل رخام، حصلت مؤخرًا على حكم بالخلع من محكمة الأسرة بالهرم، من ابن عمها. وتعتبر «هدى» أن أسرتها قد ظلمتها، بتزويجها من ابن عمها، بحكم اعتقاد من هم من أصل صعيدى مثلهم، أن الفتاة لا يجب أن تتزوج من خارج العائلة، خشية على ميراث أهلها ولمعتقدات أخرى لا تعبأ بتقييم الأشخاص وصلاحيتهم للعشرة معًا، وتذكر أن والدها قال لها إن ابن عمها "كسيب" عامل رخام، وهو أولى بها من الغريب فارتضت بالأمر ومرت السنوات حتى أنجبت 8 أولاد وبنات منه. وتتابع صاحبة دعوى الخلع: هو الرجل، تربيت على تقدير تلك الكلمة، كنت أحترم مطالبه، وأرضى بما يمنحه لنا، لكنه بات يبخل علينا بالقليل الذى يعطيه، وشيئًا فشيئًا بات يترك المنزل دون طعام أو مال، وكلما طلبنا منه شيئا اعتذر وتحجج، واضطررنا إلى العيش بصورة شبه يومية عند والدى، الذي تحمل نفقة تعليم أولادى ومأكلهم ومشربهم ورضيت بذلك، حتى علمت أنه متزوج من أخرى وأنجب منها طفلًا". وتضيف:« بعد كل تلك السنوات وضياع العمر على الأولاد والتحمل من أجل العائلة والقرابة لم يشفع لى شيء، وضن علينا بنفسه وقليل ما يقسمه لنا وفضل على وأولادى الثمانية -وأنا ابنة عمه- امرأة أخرى، وهنا طلبت الطلاق منه لتضرري من العيش على أساس أننى زوجته، وهو متخل عنى وأولادنا تمامًا ولا يربطنا به سوى مسمى أنه زوجى وأبو الأولاد، لكنه رفض، وتحجج بالعرف والتقاليد وقال ببساطة "ماعندناش بنات تطلق"، وأيده فى ذلك حتى أبى وإخوتى، الذين لم يلزموه حتى بنفقة أولاده، وهنا فاض بى الكيل». وتتابع مقيمة الدعوى:« شعرت بالقهر، ووددت لو أصفعهم جميعًا على وجوههم ليفيقوا من غيبوية العادات والعيب، وهم ظالمون فى حق العدل والدين وحتى فى حق العادات والأصول والأعراف التى يخنقوننى بها، وهنا حذرتهم لو لم يطلقنى ويقم بمسؤوليته كرجل فى رعاية أولاده الذين استهلكوا جسدى وصحتى لإرضائه بالعزوة التى يفتخر بها، سأقيم دعوى خلع ضده، وبالفعل أقمتها، وحكمت المحكمة لصالحى، وأصبحت حرة من قيد مسمى "مرات فلان". وتؤكد أم الثمانية أبناء، أنها لن تتوانى عن أي حق لها، وستقيم دعاوى نفقة ضد "المخلوع" لمطالبته بمستحقاتها قبل مستحقات أبنائه الثمانية، مشيرة إلى أنها غير عابئة بما تتقوله العائلة عن أنها فضحتهم، واختتمت «لو راعوا الله فيها وأولادها لما وصل بي الحال إلى الخروج عن تحكماتهم الواهية».