تواصلت اليوم الإثنين المواجهات بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم «جند الشام» الفلسطيني المندلعة منذ ظهر أمس في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان على خلفية تضامن «جند الشام» مع الشيخ أحمد الأسير. وقالت مصادر أمنية إن الجانبين استخدما الأسلحة المتوسطة وقذائف صاروخية في المعارك التي اندلعت في منطقة الطوارىء- التعمير بالمخيم. وقالت مصادر فلسطينية من داخل المخيم، «إن حوالي 60 عنصرا من جند الشام يشاركون في المواجهات التي أسفرت حتى الآن عن مقتل شخصين من المدنيين بالمنطقة وإصابة 3 آخرين.» وتدور اشتباكات لليوم الثاني على التوالي في مدينة صيدا بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ الأسير، أسفرت حتى اليوم عن مقتل 12 من عناصر الجيش وجرح أكثر من 100 أخرين، فيما لا يزال عدد القتلى والجرحى في الطرف الآخر مجهولة. ومن جانبه قال فتحي أبو العردات أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان «إن تعليمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس واضحة بعدم انخراط الفلسطينيين بشكل عام ومخيم عين الحلوة بشكل خاص بما هو حاصل في مدينة صيدا من اشتباكات بين الجيش اللبناني والشيخ الأسير». وتابع في تصريحات«نعمل وبشكل حثيث على تجنيب المخيمات الفلسطينية التورط بما هو حاصل لذلك ننسق مع الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة لعدم امتداد الاشتباكات إلى داخل عين الحلو». وأعرب أبو العردات عن أمله في التوصل لحل سريع اليوم «كي لا نترك الأبواب والنوافذ مفتوحة على كل الاحتمالات». واندلعت اشتباكات صيدا أمس على خلفية توقيف الجيش لأحد أنصار الأسير وهو الشيخ عاصم العارفي، بعد أن عثر على سلاح في سيارته. ووفق مراسل الأناضول، فإن الشيخ الأسير تدخل وطلب الإفراج عن العارفي فورا، وعندما لم يمتثل عناصر الجيش لطلب الأسير طلب من عناصره التدخل والإفراج عنه بالقوة، وتبادل الجانبان إطلاق النار. وقبل اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، كان مخيم عين الحلوة الذي يُعتبر أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يضم 80 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في كيلومتر مربع واحد، لكن بعد اندلاع الثورة ارتفع هذا العدد إلى 105 آلاف شخص، معظمهم من الفلسطينيين. و«جند الشام» تنظيم فلسطيني سلفي على علاقة بتنظيم فتح الإسلام الذي اشتبك معه الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمالي لبنان في العام 2007.