قال السفير طارق القوني مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إنَّ الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967، مشدِّدًا على دعم مصر للحق السوري في استعادة كامل الجولان المحتل. وأضاف، في كلمته اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية برئاسة مملكة البحرين؛ لبحث التصعيد الإسرائيلي تجاه الجولان العربي السوري المحتل، أنَّ استمرار احتلال الجولان مع باقي الأراضي العربية منذ عام 1967 يشكِّل تهديدًا لاستقرار المنطقة وسلامتها . وتابع: "الجانب الإسرائيلي يخطئ في اعتقاده بإمكانية استغلال الأزمة السورية لتشتيت العالم عن الحق السوري في استعادة أراضيه"، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لحمل إسرائيل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية بالانسحاب التام من الجولان ومن جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من يونيو 1967. واستطرد: "في الوقت الذي تشهد فيه سوريا تركيزًا متزايدًا من قبل المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة على أراضيها، وما يرتبط بذلك من جهود عسكرية وسياسية، فقد شهدنا انعقاد اجتماع الحكومة الإسرائيلية مطلع الأسبوع الجاري في الجولان المحتل للمرة الأولى، حيث أعلن رئيس الحكومة نية إسرائيل الاحتفاظ بالجولان للأبد، وطالب المجتمع الدولي باعتبارها حدودًا شمالية لإسرائيل، بما يمثِّل تحديًّا للإرادة الدولية وانتهاكًا للقرارات الأممية ذات الصلة". وأوضَّح "السفير" أنَّ إقدام إسرائيل على هذه الخطوة يعكس رغبتها الأكيدة في ضم الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وأنَّها لن تتخلى عنها أبدًا، ضاربة عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية الصادرة في هذا الشأن، وهو ما يؤكِّد عدم وجود أي إرادة سياسية لدى إسرائيل للمضي قدمًا في تحقيق السلام الشامل مع العرب. وأكَّد السفير القوني موقف مصر بأنَّ ما أعلنه رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن نية بلاده الاحتفاظ بالجولان السوري المحتل للأبد يمثِّل انتهاكًا لمباديء القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعرب السفير القوني عن قلق مصر إزاء استمرار مجريات الأزمة السورية مع ما تحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا وأمنها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية إضافةً لما تخلفه من معاناة إنسانية قاسية للشعب السوري نتيجة لتصاعد أعمال التدمير والعنف المرتكبة ضد المدنيين وما تسفر عنه من تزايد مستمر في أعداد النازحين واللاجئين داخل سوريا وفي دول الجوار العربي والأوروبي، حسب تعبيره، مؤكِّدًا ضرورة تعزيز الجهود الدولية الرامية لدعم سيادة سوريا واستعادتها لاستقرارها. وصرَّح القوني: "نعلِّق آمالاً كبيرةً على عملية المفاوضات الجارية، تحت رعاية الأممالمتحدة بين المعارضة والحكومة السورية لتثبيت وقف إطلاق النار وتشكيل هيئة حكم انتقالي بهدف التوصل لتسوية سياسية تنهي المأساة السورية ".