طالبت دراسة جامعية بضرورة اهتمام الصحافة الإسلامية المصرية بتناول موضوعات معاصرة تناقش القضايا والمشكلات المثارة فى الفترة الراهنة، والبعد عن القضايا الخلافية التى تُغذى الانقسام وإثارة البلبلة فى المجتمع المسلم. وأشارت الدراسة التى جاءت تحت عنوان "العوامل المؤثرة على قارئية الصحافة الإسلامية المصرية" دراسة ميدانية على جمهور الصحف الإسلامية فى مصر، للباحث محمد سعد الحداد، والتى حصل بها على درجة الماجستير فى الإعلام من قسم الصحافة بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات الأخرى، أن الصحافة الإسلامية فى حاجة ماسة إلى ضرورة الاهتمام بتناول القضايا الحياتية والمشكلات المعاصرة التى تهم أفراد المجتمع بصورة دقيقة وموضوعية، وليس من وجه نظر الكاتب أو الجهة التى تتبعها الصحيفة، حتى تكتسب ثقة القراء. وأشار الباحث محمد الحداد إلى أن أهمية الدراسة ترجع لدوافع تتعلق بالأوضاع الراهنة التى تمر بها مصر الآن، لا سيما بعد حملات التشهير التى تعرض لها الإسلام الحنيف واتهامه بالإرهاب والدموية وغيرها من الاتهامات الباطلة التى هو منها براء، ووصل الأمر إلى قيام بعض المحسوبين على الإسلام بالتشكيك فى ثوابت الدين وهدم التراث الإسلامى بدعوى أنه ضد التقدم والحضارة، وهو ما أدى إلى تفشى ظاهرة الإلحاد، وعلى الجانب الآخر تمددت التنظيمات المتشددة مثل "داعش" وما صاحبها من تطرف وعنف. كما طالبت الدراسة التى أشرف عليها د. أحمد أحمد زارع، رئيس قسم الصحافة والنشر، وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر بضرورة اهتمام الصحف الإسلامية المصرية بالكتابة فى موضوعات معينة مثل: الأخلاق، تجديد الخطاب الدينى، التعريف بالإسلام ورموزه، معالجة قضايا الإلحاد، التطرف والإرهاب وبرؤية تلبى متطلبات العصر. كما أكدت الدراسة على ضرورة التزام القائم بالاتصال فى هذه الصحف بالموضوعية عند تزويد الجمهور بالأخبار الصحيحة والمعلومات، لا وفق أهوائه وميوله أو ميول المؤسسات أو الهيئات أو الجمعيات التى يعمل بها. وأكدت الدراسة تأثير استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من (مواقع التواصل الاجتماعي، المواقع الإلكترونية)على قراءة أفراد عينة الدراسة للصحف الإسلامية، بغالبية تصل إلى 92.7%، ولذا طالبوا بضرورة اهتمام هذه الصحف بوجود صفحات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديثها بشكل مستمر، وتدعيمها بموضوعات حية ومعاصرة، بشكلِ جذاب، مما يسهم فى زيادة انتشارها. كما أوصت الدراسة بضرورة توظيف الإنترنت والاستفادة من التقدم الهائل فى التقنية الرقمية، من خلال إنشاء الصحف الإسلامية لمواقع إلكترونية لصحفهم على شبكة المعلومات، وعرض موضوعاتها على مواقع التواصل الاجتماعى للوصول إلى جمهور أكبر وفئات أوسع ودون تكلفة مادية.