تعاني السوق المصرفية بالبنوك وشركات الصرافة بمحافظة قنا، حالة من الركود في عمليات بيع وشراء العملات؛ بسبب انتشار تجار السوق السوداء في مدن ومراكز المحافظة. تجارة الدولار في السوق السوداء تختلف في قنا عن باق المحافظات، فالوسيط ليس شخصًا عاديًا أو متخصصًا في تجارة الدولار، ولكنهم أصحاب محال بيع الذهب، حيث أصبحت التجارة رائجة داخل محلات الذهب لعدد كبير من المواطنين. محرر «التحرير» أجرى محاولة للتعرف على أسعار الدولار في السوق السوداء بقنا، وأجرى المحرر اتصالًا هاتفيًا ب «س. أ»، صاحب محل بيع ذهب في نجع حمادي، ومعروف بتجارته في العملة، وذلك بحجة تغيير 100 دولار. الدولار ب 9.41 جنيه رد صاحب المحل على المحرر بأن الدولار يصل سعره إلى 9.41 جنيه مصري، وهو ما يفوق شركات الصرافة في المحافظة التى وصل السعر لديها 9.25 للجنيه، وهو تقريبًا نفس السعر في البنوك. وقال إنه إذا زاد عدد الدولارات عن ألف دولار، يمكن زيادة السعر عدة قروش، ولكن التغيير يبدأ من فئة ال 100 دولار فقط لا غير. 90% من أصحاب المحلات تجار عملة وبالبحث اتضح لمحرر «التحرير» أن 90% من أصحاب محلات الذهب في نجع حمادي يتاجرون في الدولار وغيره من العملات الصعبة، بأسعار تفوق البنوك وشركات الصرافة بالمحافظة. وذكر أحد التجار أن معظم محلات الذهب في محافظات الصعيد تتاجر في الدولار سواء في أثناء ارتفاعه أو انخفاضه، وتجارتهم ليست مشروطة بوجود أزمة من عدمه. وأضاف التاجر، الذي رفض ذكر اسمه، أن التجارة رائجة منذ زمن لدى تجار المصوغات الذهبية، وزادت عقب أزمة ارتفاع أسعار الدولار في الفترة الأخيرة. أرباح أكثر من السلاح والمخدرات وأوضح رئيس شركة صرافة في قنا أن تجارة العملات في السوق السوداء، تحقق أرباحًا، تفوق مكاسب تجارة المخدرات والسلاح، مشيرًا إلى أن مضاربات كبار تجار العملات في السوق السوداء، أحد الأسباب الرئيسية لأزمة الدولار في مصر، في ظل غياب الرقابة على السوق.