عادت من جديد ظاهرة سماسرة الدولار والعملات الأجنبية لتظهر بأسواق الإسكندرية بمنطقة المنشية ومحطة الرمل علي الأرصفة بجوار شركات الصرافة والبنوك بعد أن انقضت هذه الظاهرة منذ سنوات.. وتظهر قوة انتشارها في المناطق التي تعتمد علي الحركة التجارية في البيع والشراء وتواجد الليبيين والسوريين والعراقيين الذين يفضلون المناطق الشعبية والتجارية. وبالرغم من أن البنوك قد أعلنت أن سعر الدولار يتراوح ما بين 715 قرشاً وحتي 725 قرشاً إلا أن الأسعار في السوق السوداء تختلف تماماً. يقول محمد عبدالنبي "تاجر" إن البنوك لا تبيع الدولار سوي للمعارف والأصدقاء المتعاملين معهم أو الذي له علاقات داخل البنك خلاف ذلك فإن البنوك ترفض البيع بحجة أنه لا يوجد. وفي حالة الإلحاح يتم صرف مبالغ ضئيلة للغاية لا تتناسب مع معاملتنا التجارية. أما سعيد بخيت "تاجر" فيقول: نعاني الأمرين في العثور علي الدولار. فالبنوك لا تصرف احتياجاتنا اللازمة. وهو ما يجعلنا فريسة لتجار السوق السوداء. لأن مكاتب الصرافة أيضا تكيل بمكيالين فهي تصرف لمن تعرفه وهو ما يخلق أزمة في السوق السكندري. يضيف محسن إبراهيم "رجل أعمال" أن الدولار أصبح مثل انبوبة البوتاجاز في الإسكندرية له سعر رسمي وسعر آخر بالسوق السوداء. وهناك من يتعمد خلق أزمة لتحقيق الأرباح. فقد فوجئت أثناء سيري بمنطقة المنشية بالسماسرة الذين يقفون علي جانبي الطريق يسألونك هل تريد دولارات؟!. وبالتفاوض تبين أن الدولار متاح ولكن بسعر 8 جنيهات وهو سعر كبير للغاية لراغبي شراء مبالغ مالية كبيرة. يضيف علي عبدالله "تاجر" أنه في حالة وجود معرفة أي مكتب صرافة فإن سعر الدولار يصل إلي 94.7 قرش ولا تقوم بصرف أكثر من 2000 دولار فقط ويتم الحصول عليها في جو من السرية والغموض وتحديد ساعة معينة لاستلام الأصول وغيرها من المواقف الغريبة. أما بالسوق السوداء فالسعر يتعدي الثمانية جنيهات بالنسبة للمبالغ الصغيرة ويتوقف عند الثمانية جنيهات بالنسبة للمبالغ الكبيرة. وبالفعل نحن نعيش في أزمة طاحنة. علي الجانب الآخر شهد سوق الذهب بالإسكندرية حالة من الركود بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب لارتباطه بسعر الدولار وأصبح الذهب أيضا يباع بأسعار رسمية معلنة محسوبة بسعر الدولار في البنك المركزي وأخري أشبه بالسوق السوداء وهي التي تبيع بها المحال التجارية بعد احتساب سعر الذهب بسعر الدولار في السوق السوداء وهو ما جعل المقبلين علي الزواج ؟؟ عن شراء الذهب حتي تستقر الأسعار. يقول طه عمران صاحب محل بيع مشغولات ذهبية إن سعر سبيكة الذهب عيار 24 التي تعادل 10.31 جرام وصل إلي 1294 دولاراً. لأننا نشتري الدولار بسعر ثمانية جنيهات. ولكن الأسعار الرسمية التي تعلن في وسائل الإعلام 25.7 قرش الذي لم نجده بهذه الأسعار. لافتاً إلي أن سعر جرام الذهب عيار 24 وصل إلي 280 جنيهاً. ولذلك لارتفاع أسعار الذهب بعد زيادة أسعار الدولار لارتباط الذهب بالبورصة العالمية التي تتعامل بالدولار. مضيفاً أننا نعاني من الأسعار التي تعلنها وسائل الإعلام حينما تأتي الزبائن وتفاجأ بزيادة أسعار الذهب عن المعلن عنه. يضيف حمدي الانجباوي صاحب محل بيع مشغولات ذهبية أن السوق أصبح غير مفهوم ولا يسير بمنطق محدد. والأسعار أصبحت عشوائية بسبب الارتفاعات المتتالية للدولار الذي أثر علي سوق الذهب وأصابه بحالة من الركود التابع في عملية البيع والشراء. أضاف الانجباوي أن سعر الجنيه الذهب وصل إلي 2870 جنيهاً. مما جعله سلعة غير رائجة في ظل هذا الارتفاع الجنوني. وتوقع الانجباوي أن تصل أسعار الذهب والدولار ارتفاعها طالما استمر عدم وجود أي مصدر دخل للبلاد بالعملة الصعبة.