اختلفت حكايات وقصص تلك الأسر، التى تعيش تحت خط الفقر، لكن تشابهت النتائج، أسر لا تملك من حطام الدنيا شيئًا، عجزت الدولة عن مساعدتهم، أجساد أكلها المرض وأنهكها التعب ووقفت الدولة عاجزة أمامهم. سيدات وهبن حياتهن لخدمة وتربية أبنائهن بعد موت أزواجهن، ورجال عجزوا عن مساعدة أسرهم بسبب المرض الذى أنهك أجسادهم، فقامت زوجاتهم بتوفير متطلبات الحياة، أطفال يحلمون بالعيش فى منازل، تأويهم وتحميهم من برودة الجو وحرارة الشمس، يحلمون بأن يكونوا مثل باقى الأطفال الذين يتعلمون جيدًا، لكن ظروف أسرهم لم تستطع توفير ذلك لهم. فى قرية سنهور وتوابعها، وهى قرى مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تعيش بعض الأسر تحت خط الفقر، لا تملك من حطام الدنيا شيئًا، أمنياتهم بسيطة، فمنهم من يريد أن يعيش فى منزل يحميه من برودة الجو، وآخر يحلم بأن يُعالج فى مستشفيات الدولة بآدمية، وكثيرون يحلمون بعيشة جيدة، بدلًا من عيشتهم غير الآدمية. حسونة عبدالقادر الشهيرة بأم محمد، ربة أسرة تعيش بقرية سنهور المدينة بدسوق، توفى زوجها منذ عامين، وترك لها ثلاثة أبناء، أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، وتدرس بالصف الثانى الثانوى التجارى، تمت خطبتها منذ فترة، ولم تستطع والدتها تجهيزها بسبب الفقر، وضيق الحال، والولد الثانى فى الصف الأول الإعدادى يبلغ من العمر 11 عامًا، والثالثة طفلة فى الصف الخامس الابتدائى. تقول أم محمد "أنا عايشة على مساعدات الناس، وأهل الخير والناس بتساعدنى أجيب شوية ذرة أو علف أبيعهم علشان أقدر أعيش وأصرف على ولادى، وكل أمنيتى أبنى أوضتين يستروا ولادى من البرد والحر". أضافت حسونة قائلة "أنا بعد جوزى ما مات مابقاش ليا ضهر، والدنيا لطمتنى، وباشتغل باليومية عند الناس، إضافة إلى أنى باقبض معاش 300 جنيه من الشؤون الاجتماعية، ونفسى أجهز بنتى علشان تتجوز وأعمل بيت يحمينى ويحمى ولادى".
أوضحت السيدة التى تعول أسرة تعيش تحت خط الفقر قائلة "أنا باقول للسيسى بص للغلابة إحنا الشتاء لما بيجى بيبهدلنا وبروح أقعد عند الناس فى بيوتهم علشان المياه، أنا بيتى بالقش وعايشة بأقل الإمكانيات ونفسى أعيش زى البنى آدمين، علشان خاطرى يا ريس بصلنا". تابعت ابنتها هاجر التى تبلغ من العمر 10سنوات قائلة "نفسى أتعلم كويس، وأعيش زى زمايلى، أنا بنام على سرير مكسور". لم يختلف الحال كثيرًا مع أسرة أخرى تعيش على بعد 3 كيلومترات من الأسرة الأولى، وفى قرية مجاورة مع الفارق أن رب تلك الأسرة ما زال على قيد الحياة لكنه "قعيد" بسبب المرض الذى "شل" حركته. نبيلة أحمد، الزوجة التى تحملت الكثير لإطعام أبنائها بعد جلوس زوجها، مريضًا فى المنزل، تلك السيدة التى تقوم بدور الأب والأم لتوفير متطلبات الحياة، لكنها أيضًا تعيش تحت خط الفقر، تعيش فى منزل عبارة عن "عشة" لا تصلح لأن تكون مكانًا "للطيور أو الماشية" لكنها صابرة وراضية بقضاء الله وقدره رغم أنها لا تملك من حطام الدنيا شيئًا. تقول نبيلة "زوجى كان يعمل باليومية، لكنه تعرض للمرض الشديد مما أدى لفقدان الحركة، ومن وقتها ونحن نعيش على مساعدات أهل الخير، وأتقاضى من الشؤون الاجتماعية 300 جنيه فقط". أضافت قائلة "عاوزة أعيش كويس، جوزى تعبان، وبيشتغل على دراعه وبيقبض 300 جنيه، ومافيش أكتر من كده، وجوزت بناتى وواحدة أطلقت ومعاها ولد وقاعدة معايا وإحنا عايشين على مساعدات الناس". أوضحت قائلة "أنا نفسى أصب بيتى لأن المياه فى الشتاء بتبهدلنا وعاوزة الرئيس يساعدنى لأنى ماعنديش أى حاجة".
تابعت نبيلة قائلة "إحنا عايشين بس مش عايشين لكن إحنا صابرين وراضين بقضاء ربنا وصامدين على الفقر والغُلب لحد مايجى الفرج من عند الله، ونفسى بس زوجى يتعالج من الأمراض الكتير اللى عنده ونفسى أعيش فى بيت كويس". * IMG_8898 * IMG_8899 * IMG_8882 * IMG_8885 * IMG_8895 * * IMG_8884 * IMG_8893 * IMG_8888