قال الدكتور عباس الشراقي، الخبير الجيولوجى والأستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن الحديث عن أن المياه الجوفية قابلة للتجدد، عار تماما من الصحة، مطالبًا بمراعاة حق الأجيال القادمة بالخزان الجوفى النوبي، موضحًا أن من أهم خصائص هذا الخزان أيضًا أنه غير متجدد، ويختلف عن خزان دلتا النيل بالوادي والدلتا، وهو يعتمد على المياه التي تتسرب من الزراعة، ونستخدم منه 7 مليارات متر مكعب، وتوجد مشاكل كثيرة تتعلق بالانتفاع منه، منها التلوث. أوضح أن المخزون الجوفي في واحة الفرافرة مثلًا، يعاني من مشاكل كثيرة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة انخفاض منسوب المياه، إذ أصبح استخراج المياه يستلزم طلمبات للرفع؛ نتيجة زيادة الاستهلاك من هذه الأبار، ما يحتاج إلى طاقة سواء "شمسية" أو الوقود الحيوي. نوه الشراقي بأن وزارة الري والموارد المائية كانت تدعم الفلاحين بالفرافرة عبر دعم الطاقة، الذي تُشغل هذه الآبار، لكنها توقفت حاليًا عن هذا الدعم، ملمحًا إلى أن كمية المياه بهذا الخزان الجوفي النوبي، تشترك فيه 4 دول، وهي "مصر وليبيا وتشاد والسودان"، وبه مياه تكفي ل 1800 عام، ورغم ذلك فلابد من السحب منه بشكل مدروس ومحسوب؛ حفاظًا على حق الأجيال القادمة.
وطالب شراقي من الحكومة دراسة جدوى مشروع المليون ونصف المليون فدان اولا بحيث يتم دراسة مصادر المياه اولا قبل الاعلان عن المساحة المستهدف زراعتها حتى لا تتكرر تجربة الغاز الطبيعي الذى اعلنت فيه الحكومة اننا لدينا مخزون يكفي 34 عاما وبعد ذلك اكتشفنا ان هذا كلام غير صحيح واصبحنا نستورد الغاز حاليا مما ادى الى توقف بعض محطات الكهرباء مشددا على ضرورة ان تقوم بدراسات الجدوى للمشروعات الخاصة بالمياه الجوفية مكاتب استشارية اجنبية للتحقق من كمية المياه وتقييم الخزان الجوفي والتحقق من مساحة الاراضى القابلة للزراعة واستمراريتها لفترة لا تقل عن مائة عام مع التاكيد على زراعة محاصيل غير تقليدية بحيث تحقق ربح يتماشى مع التكلفة العالية للمشروع .
ولفت الى ان من اكبر الاخطاء التى تتم حاليا هو تحديد المساحات الزراعية ثم تحديد المياه لكن الاصح ان يتم دراسة المياه اولا ثم بعد ذلك نرى ماذا ستكفى هذه الكمية من المياه لكن ما يتم حاليا هو تحديد المساحة اولا وهذا خطأ فادح واوضح شراقي ان المشروعات الزراعية ليست من المشروعات المربحة وبالتالى فيجب الحفاظ على المياه الجوفية للاجيال القادمة من اجل الشرب على الاقل لافتا الى ان الفلاح رغم توافر المياه بالدلتا والوادى بالمجان الا انه يعد من اشد فئات المجتمع فقرا فما بالنا فى حالة حفر ابار يصل البئر الواحد الى 6 مليون جنيه وهى تكلفة مرتفعة للغاية .