جاء للعمل بمنصة بحرية لشركة النفط الحكومية فرصد له لصان دلهما عليه موظف بالمطار ما إن وصل الراكب المصري على متن طائرة تابعة لشركة "لوفتهانزا" الألمانية، وحملته من فرانكفورت إلى "مطار سيمون بوليفار الدولي" في مدينة Maiquetia القريبة بولاية "فارجاس" بالشمال الفنزويلي 29 كيلومترا عن العاصمة كاراكاس، إلا وسقط قتيلا برصاصتين على رصيف الباب الرئيسي للمطار. خبره ورد عبر وكالات أجنبية مختصرا لا يشبع أي فضول، من أن مقتله "حدث أثناء سيره بعد ظهر السبت الماضي في ممر خارجي قرب صالة المطار (.) ويبدو أنه قاوم عملية سطو مسلح، وتلقى طلقا ناريا من مهاجميه الذين كانوا يستقلون دراجة نارية". أما بوسائل الإعلام الفنزويلية، فوردت المعلومات نفسها تقريبا، مع تفاصيل جديدة ومختلفة، أهمها أن موظفا في المطار وراء مقتل المسافر عبدالرحمن السيد حسن عبدالعزيز. حسب موقع العربية نت. حين وصوله إلى المطار الفنزويلي، أخبروه أن عليه الانتقال إلى قسم آخر فيه، خاص بالرحلات الداخلية، لأنه كان ينوي السفر في اليوم نفسه إلى مدينة Güiria وهي بولاية Sucre البعيدة في الشمال الشرقي ساعة بالطائرة عن كاراكاس، وفيها كان عبدالرحمن السيد سيعمل لدى "شركة نفط فنزويلا" المعروفة بأحرف Pdvsa اختصارا، طبقا لما نقلته صحيفة "إل ناسيونال" الفنزويلية عمن يحققون بمقتله، مضيفة أنه "بحار نفطي" تعاقد مع الشركة الشبيهة الى حد ما بشركة "أرامكو" السعودية، للعمل ربما في إحدى منصات التنقيب عن النفط في سواحل فنزويلا بالمحيط الأطلسي. وخرج عبدالرحمن من قسم السفر الدولي في المطار إلى نظيره للسفر المحلي، ويفصلهما شارع داخلي في منطقة المطار، وعند الرصيف وجد شخصين كامنين له على دراجة نارية بانتظاره بالذات، وفقا لما استنتج شهود عيان كانوا قريبين من حيث كان، ورأوا أحدهما يمضى نحوه ما إن خرج من المطار، ثم تقدم منه طالبا تسليمه ما لديه من مال وأغراض شخصية، كساعة وهاتف جوال وما شابه، على مرأى حتى من موظفين بالمطار أو من داخلين إليه للسفر أو الاستقبال. إلا أن السيد انتفض عليه رافضا تلبية طلبه، أو ربما لم يفهم نواياه تماما، فيما لو كلمه الناوي على السرقة بالإسبانية مثلا، وسريعا عاجله اللص الكامن برصاصتين، ارتمى بعدهما جثة على الرصيف، ثم لاذ ورفيقه بالفرار على الدراجة إلى متاهات كاراكاس، المعتبرة إحدى أخطر العواصم بالجريمة المنظمة. وصباح اليوم الإثنين نقلت مواقع أخبار فنزويلية، ودائما عن المحققين، أن موظفا في قسم الجمارك والضرائب، المعروف باسم Seniat في مطارات فنزويلا "كان وراء إبلاغ اللصين" بترصد القادم المصري بالذات، وصورت كاميرات المراقبة في المطار "تمركز" اللصين أمام حافلة قرب الرصيف، انتظارا لخروجه من قاعة الواصلين، لكن المحققين لم يكشفوا عن اسم الموظف "الواشي" والمعتقل حاليا، فيما تحول ما التقطته الكاميرات إلى فيديو تبثه "العربية. نت" نقلا عن حساب في "يوتيوب" تابع لصحيفة Últimas Noticias المحلية، وبدأ يحدث جدلا في فنزويلا عن سهولة ارتكاب الجرائم فيها. المشهد الذي نراه في الفيديو صورته كاميرا بعيدة بعض الشيء عن مكان القتل، إلا أن اثنين من محرري الصحيفة كانا يتبادلان التعرف إلى تفاصيل الشريط الذي بثته إدارة المطار، وأسوأها أن مارة على الرصيف كانوا يرون ما يحدث، ولا يعيرون له أي اهتمام يؤدي إلى ردة فعل، ربما خوفًا من مسدس كان بقبضة اللص الذي نراه يظهر فجأة في مقدمة اللقطات ويقتل المسافر المصري، وبثوانٍ يقبل شريكه على الدراجة وينتشله من المكان، ثم يختفيان الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر السبت الماضي في بلاد بعيدة عن مصر 12 ساعة بالطائرة. وأطلقت صحافية فنزويلية اسمها Altagracia Anzola تغريدة في حسابها "التويتري" أمس الأحد، قالت فيها إن المسافر المصري وصل إلى فنزويلا وبرفقته 4 مصريين آخرين، وهم بحارة أيضا.